كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارته ألمانيا ولقاءه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، دعوته الأوروبيين للمشاركة مالياً في إعادة إعمار سوريا، الأمر الذي يدفع لعودة اللاجئين من الخارج، وشددت ميركل على ضرورة منع حدوث أزمة إنسانية في إدلب، مؤكدة استعدادها العمل مع روسيا "لإيجاد حل لأزمتي سوريا وأوكرانيا".
وقال بوتين قبل بدء المباحثات مع ميركل " يجب تعزيز البعد الانساني في النزاع السوري، وأقصد من ذلك قبل كل شيء المساعدة الإنسانية للشعب السوري، ومساعدة المناطق التي يمكن أن يعود اليها اللاجئون الموجودون في الخارج".
واعتبر بوتين أن أزمة اللاجئين "يمكن أن تشكل عبئاً هائلاً على أوروبا"، وذلك في سياق الجهود الروسية المستمرة لخلق مزيد من الضغط على الأوروبيين للمشاركة في إعادة الإعمار والدفع نحو إعادة اللاجئين السوريين.
وأضاف "لهذا السبب ينبغي القيام بكل شيء ليعود هؤلاء الناس إلى منازلهم"، ما يعني عمليا إعادة تأمين الخدمات الأساسية مثل شبكتي المياه والكهرباء والبنى التحتية الطبية".
ومن جهتها شددت ميركل على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة "لمنع حدوث أزمة إنسانية في محافظة إدلب (شمالي سوريا) وما حولها"، مشيرة أن الملف السوري سيكون على رأس المواضيع التي سيتم تناولها خلال اللقاء.
وأوضحت المستشارة الألمانية أن انخفاض وتيرة المعارك في سوريا "لا يعني أنه تم تحقيق السلام في البلاد"، معربة عن رغبة بلادها كعضو في المجموعة الدولية المصغرة حول سوريا في بدء مرحلة سياسية بها، وأن ألمانيا تدعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.
وأكدت على ضرورة التعاون مع روسيا لإيجاد حلول "للمشاكل الخطيرة حول العالم، وتحمل المسؤولية المشتركة لإيجاد حل للأزمات في سوريا وأوكرانيا".
وأشارت ميركل إلى أن بلادها تؤيد الاتفاق النووي الإيراني، غير أنها أعربت عن قلقها من الأنشطة التي تقوم بها إيران في سوريا، ودورها في برنامج الصواريخ الباليستية باليمن.
ويعد هذا اللقاء الثاني بين ميركل وبوتين خلال 3 أشهر، بعد لقاء أول جمعهما بمنتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود في 18 أيار الماضي، وسط توتر في العلاقة بين الغرب وروسيا وذلك على خلفية الدور الروسي في أوكرانيا وسوريا، واتهامات الغرب لموسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال آذار الماضي في بريطانيا.
وتسعى روسيا للضغط على الدول التي تحوي لاجئين سوريين للمشاركة في عملية إعادة الإعمار ورفع العقوبات عن نظام الأسد لإعادة تأهيل المناطق التي دمرتها طيران النظام وروسيا، بهدف إعادة اللاجئين إلى سوريا، حسب زعمهم، وذلك دون إعطاء أية ضمانات حقيقية للحفاظ على أرواحهم، أو عدم اعتقالهم من قبل أفرع النظام الأمنية.
وتربط كل الدول التي تواصلت موسكو معها الملفين السابقين بالتوصل إلى حل سياسي حقيقي، وفق قرارات مجلس الأمن.