icon
التغطية الحية

لدمجهم في المجتمع.. دعم مدرسي للتلاميذ السوريين في إيرلندا الشمالية

2021.05.31 | 16:10 دمشق

لدمجهم في المجتمع.. دعم مدرسي للتلاميذ السوريين في إيرلندا الشمالية
دعم مدرسي للتلاميذ السوريين في إيرلندا الشمالية (إنترنت)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

اندمج كثير من التلاميذ السوريين في مدارس أيرلندا الشمالية وأصبحوا يشعرون بالاستقرار فيه، إلا أن آخرين ما زالوا يواجهون صعوبات جمة في تعلم اللغة الإنكليزية وتكوين الصداقات.

جاء ذلك في بحث موسّع عن دعم التلاميذ من اللاجئين السوريين، حمل عنوان: "دعم مدرسي لتلاميذ اللاجئين السوريين في إيرلندا الشمالية"، وأجراه خبراء في جامعة (ستران ميليس) بإيرلندا الشمالية.

وبحسب البحث، استقر نحو 1900 لاجئ سوري في أيرلندا الشمالية على مدى السنوات الخمس الماضية، من بينهم نحو 700 من الأطفال والشباب في عمر الدراسة. وطلبت هيئة التعليم من الباحثين في جامعة (ستران ميليس) تقييم خبرات هؤلاء الصغار وتحديد الدعم الذي يحتاجون إليه.

استشارة الطلاب اللاجئين السوريين وأولياء أمورهم

اعتمد الباحثون في جمع معلوماتهم على 3 آليات، من بينها آلية الاستبيان حيث جرى اعتماد استبيانين، الأول مع أولياء الأمور والثاني مع التلاميذ السوريين، لتحديد العوائق والصعوبات التي يواجهونها في المدرسة، بما في ذلك تلك المتعلقة بتجارب الصدمة. وغطت الردود على الاستبيان نسبة كبيرة من عائلات اللاجئين السوريين في أيرلندا الشمالية (نحو 20 في المئة).

جمع المعلمين لتبادل الخبرات

آلية أخرى تم اعتمادها، وهي التواصل مع المعلمين ومناقشة متطلبات دعم المعلمين والمدارس، والعوائق أمام التعليم التي شكلتها الصدمة السابقة بين الطلاب اللاجئين. حيث شارك 16 معلمًا يمثلون مجموعة من البيئات التعليمية القانونية، وسلطوا الضوء على الرغبة في مزيد من التدريب والدعم المتاح على نطاق واسع للمعلمين الذين يقومون بتعليم الأطفال والشباب المتعددي اللغات والمتضررين من الصدمات.

رأي الآباء

أظهرت نتائج الاستبيان أن الآباء عبروا عن رضاهم بشكل عام إزاء استقبال أبنائهم، وعبّر عدد منهم عن عرفانهم للمدارس والمدرسين.

وقال أحد والدَي طفلة في عمر الثامنة: "هي سعيدة جدا في المدرسة، وتريد الذهاب كل يوم. ونشكر المدرسين كذلك على الدعم الذي قدموه".

وقال آخرون إن أبناءهم يواجهون مصاعب في اللغة والتواصل، وهو ما حال دون تكوين صداقات.

ويقول الباحثون في بحثهم إن المدارس والمعلمين بحاجة إلى مزيد من الدعم لمساعدة الأطفال السوريين على تعلم اللغة.

"خوف من الطائرات والصواريخ"

وذكر البحث أن نحو ثلث الآباء والأمهات المشاركين قالوا إن الأطفال عانوا من صدمة قبل مجيئهم إلى أيرلندا الشمالية بسبب الحرب في سوريا.

وعرّف الباحثون حالة الصدمة على أنها "حدث مخيف وخطر  ويهدد الحياة، يؤثر على قدرة الفرد على التأقلم ويؤثر على إحساسه بالأمان والسكينة". وقال أحد والدي شاب في السابعة عشرة من عمره إنه "يعاني من الخوف من القتل وقصف الطائرات والصواريخ كل يوم".

في حين قال أحد والدَي فتاة في الخامسة عشرة إنها افترقت عن أخيها وأبنائه قبل عامين، "وتفكر فيهم باستمرار وتخاف عليهم".

ويخشى بعض الآباء من أن أطفالهم أصبحوا شديدي الخوف والانطواء "بسبب ما مروا به من عنف وفقد وفرقة عن أفراد العائلة، بجانب تعطل مسيرتهم التعليمية".

إلا أن الدراسة أظهرت قدرة العديد من الطلاب السوريين على الصمود واستعادة الحياة على الرغم من ما مروا به.

"سعادة وأمان وفخر"

قالت شابة بعمر الثامنة عشرة إن الحرب علّمتها أن تكون أكثر صبرا، "حتى إنها علّمتني الصبر على أداء فروضي المنزلية". وأضافت: "كنت قوية عندما شرحت رحلتي شديدة القسوة من سوريا إلى هنا، وما رأيته من جثث وتفجيرات واشتباكات أمام زملائي والمعلمين".

وعبرت عن شعورها بالسعادة وقالت "أشعر بالأمان والفخر لكوني شرحت كل ذلك أمام التلاميذ الآخرين بهذا الثبات".

رأي المعلمين.. كثير من الأسر السورية شُرّدت بسبب الحرب

إلا أن المعلمين أبدوا بعض المخاوف بشأن التلاميذ السوريين "الذين مروا بمجموعة كبيرة من الأحداث الصادمة نتيجة الحياة في منطقة حرب والتشتت والحياة في المخيمات".

وقال المعلمون إنه رغم الدعم الذي قدمته السلطات التعليمية، إلا أن هناك الحاجة إلى مزيد من المساعدة للتلاميذ والمدارس.

ويشمل ذلك الحاجة إلى دعم الطلاب الذين يعانون من آثار الصدمة وتقديم إجراءات "لمعالجة الآثار السلبية لحاجز اللغة على قدراتهم التعليمية وحالتهم النفسية".

وبدأت السلطات التعليمية تجربة نظام إحالة جديد في المدارس لدعم الأطفال الذين يعانون من الصدمة، يُعرف بخدمة الإرشاد والإحالة نتيجة الصدمة، وطلبت تلك السلطات إجراء هذا البحث للوقوف على تطورات خدمة الإرشاد والإحالة.

نتائج البحث

ينتهي البحث بتحديد ست نتائج رئيسية وتقديم ست توصيات مرتبطة بها لينظر فيها من قبل المؤسسات ذات الصلة:

1. اكتساب اللغة هو التحدي الرئيسي

جميع المشاركين في البحث سلطوا الضوء على قضايا اللغة باعتبارها العائق الرئيسي أمام التعليم. هناك حاجة ماسة لاتخاذ تدابير لمعالجة تأثير الحواجز اللغوية في الوصول إلى دعم الصدمات.

2. توجد قاعدة أدلة قوية في الممارسات المدرسية

هناك ممارسات مدرسية يحتمل أن تكون مفيدة وتدعم تعافي الأطفال والمراهقين اللاجئين من التجارب المؤلمة في جميع أنحاء العالم.  وتبين أن الشراكة (الاختلاط) مع أفراد المجتمع السوري ومنظمات المجتمع الأخرى في اختيار وتكييف وتنفيذ وتقييم الاختلاط معهم أمرٌ حيويٌّ.

3. أثرت الصدمة على البعض وليس الكل

أشارت النتائج إلى أنه لدى بعض موظفي المدارس والمعلمين اعتقاد بأن جميع الطلاب اللاجئين قد تعرضوا لصدمات نفسية وأن لديهم حواجز أمام التعلم نتيجة لذلك. في حين أفاد ثلث الآباء السوريين بأن أطفالهم تعرضوا لحدث مؤلم، لا يبدو أن هذا يشكل عائقاً أمام الوصول إلى البيئة التعليمية وفقًا لمعظم الآباء والتلاميذ. أبلغت أقلية عن علامات الصدمة بما في ذلك مشكلات التعلق، والتجنب، وقلق الانفصال، والهدوء والانسحاب. هناك حاجة إلى التعليم النفسي لتطوير مفاهيم الصدمة والصحة العقلية والرفاهية بشكل عام، سواء داخل مجتمع اللاجئين السوريين أو بين موظفي المدرسة.

4. المدارس لديها نقص في المعلومات عن التلاميذ اللاجئين

أبلغت المدارس عن نقص المعرفة بتاريخ الطلاب اللاجئين وخلفياتهم. وأوصى البحث بجمع المعلومات الضرورية والوافية عن الأطفال.

5. حققت المدارس نجاحًا، لكن التوجيه الواضح مطلوب

كانت تقارير أولياء الأمور والتلاميذ السوريين حول التجارب والدعم المدرسي إيجابية للغاية. سلطت مجموعة الباحثين مع موظفي المدارس الضوء على الالتزام المهني والعاطفة والإبداع في استخدام المعرفة والفهم الحاليين، وفي الحصول على مجموعة من الدعم الخارجي لدعم الأطفال والشباب السوريين.

6. إن دعم خدمة التعليم بين الثقافات موضع تقدير ويجب توسيعه من خلال إضافة طاقم علم النفس التربوي وتشكيل فريق متجاوب يتمتع بخبرات متنوعة لتقديم خدمة شاملة للاجئين وغيرهم من الأطفال والشباب الوافدين الجدد.