شكّل أهالي محافظة السويداء لجنة لمتابعة انسحاب "الفيلق الخامس" من أراضي بلدة القريا، وحل النزاعات التي نشبت بين فصائل في السويداء وبين "اللواء الثامن" التابع لـ "الفيلق الخامس"، المدعوم من روسيا.
وصدر بيان عن الشيخ لؤي الأطرش، أكد فيه "تشكيل لجنة لإنهاء النزاعات التي حصلت وقد تحصل، وللحفاظ على السلم الأهلي بين السهل والجبل، ومتابعة انسحاب عناصر "الفيلق الخامس" من أراضي القريا"، وفق ما نقل موقع "السويداء 24" المحلي.
وتشكلت اللجنة بعد مشاورات بين أهالي بلدة القرية وأهالي القتلى الذين سقطوا في الأحداث التي حصلت نهاية أيلول الماضي في بلدة القرية، ونتيجة للاجتماع الذي حصل في دار الأمارة في بلدة عرى.
وأوضح البيان أن أعضاء اللجنة هم الشيخ لؤي الأطرش، وشيخ العقل أبو وائل حمود الحناوي، عاطف هنيدي، مهند الأطرش، مزيد خداج، عطا الزاقوت، فريد شقير، سعيد زيتونه، أيمن أبو هدير، رياض أبو هدير، مروان المعاز، يوسف نحله، جواد أبو رايد، مدحت الشاطر، معن سلام.
ونقل الموقع عن مصدر مطلّع أن وجهاء من مدينة بصرى الشام، مكلفين بالتفاوض نيابة عن "الفيلق الخامس"، أكدوا خلال اتصالات مع وجهاء السويداء أن عناصر الفيلق جاهزون للانسحاب وتسليم الأراضي إلى اللجنة التي تم تشكيلها في الجبل، في اتفاق مبدئي قد يتم تنفيذه خلال الأيام القادمة.
ومن جهة أخرى، عُقدت خلال الأيام الماضية عدة اجتماعات في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، بين وجهاء وشخصيات فاعلة من محافظة السويداء، ووجهاء وقيادات محلية من أبناء بصرى الشام من "اللواء الثامن" التابع لـ "الفيلق الخامس".
وقالت مصادر مقرب من قيادة "اللواء الثامن"، إنه كانت هناك تأكيدات خلال تلك الاجتماعات من الطرفين بضرورة الصلح، وأن بين المحافظتين تاريخاً من التآخي لا يمكن طمسه، وطرحت الوفود القادمة من السويداء ضرورةَ سحب القوات الموجودة في الأراضي الواقعة بين القريا وبصرى الشام، وفق ما نقل موقع "درعا 24" المحلي.
وأضافت المصادر أن القيادات والوجهاء أكدوا أنه "لا مانع لديها من الانسحاب من هذه النقاط، ولكن بشروط يتم الاتفاق عليها"، مشيرة أن "أبرز هذه الشروط هو أن يحلّ محل أبناء بصرى الشام أبناء السويداء، وليس أي أطراف أخرى، خاصة تلك المعروفة بولائها لإيران أو لحزب الله اللبناني".
اقرأ أيضاً: الفيلق الخامس يفرج عن 3 شبان من السويداء تم اعتقالهم في القريا
وكانت قد اندلعت اشتباكات بين فصائل محلية في السويداء بمساندة من حركة "رجال الكرامة" وميليشيا "الدفاع الوطني" من جهة، وبين "اللواء الثامن" التابع لـ "الفيلق الخامس" من جهة أخرى، في 29 من أيلول الماضي، بعد هجوم نفذته فصائل محلية على نقاط تابعة لـ "الفيلق الخامس"، المدعوم من روسيا، بهدف استعادة الأراضي الزراعية التي سيطر عليها في نيسان الماضي.
وحينئذ حّذر قائد "اللواء الثامن"، التابع لـ "الفيلق الخامس"، أحمد العودة، أهالي السويداء من "استخدامهم كأدوات لتنفيذ أجندات لجهات أكبر، كميليشيا حزب الله اللبناني، ومرتزقة إيران وأذرعها الأمنية".
ونفى العودة أن تكون قواته قد احتلت أراضي في بلدة القريّا، مؤكداً أن نقاط الحراسة، التابعة لقواته، أنشئت سابقاً بالتنسيق مع الجانب الروسي، بعد اقتتال وقع في آذار الماضي بين الطرفين، ورفضت فصائل السويداء المشاركة بها.
وكان الكاتب والصحفي غسان المفلح قال في تصريح سابق لموقع "تلفزيون سوريا": إن هناك من طالب قوات النظام من بعض فعاليات مدنية ومسلحة في السويداء بالتدخل بعد توجيههم تساؤلات حول عدم تدخل قوات النظام وميليشيات إيران و"حزب الله" أيضاً، وإحاطة القريّا من جهة وبصرى من جهة ثانية، مشيراً إلى أن المسألة أساسها افتعال فتنة عملت عليها إيران والنظام، لتوريط حركة "رجال الكرامة" في الدخول في الاشتباكات، وكذلك روسيا من خلال توريط "اللواء الثامن" بالتقدم باتجاه نقاط في القريّا.
اقرأ أيضاً: "يسقط بشار – بدنا نعيش".. حملة كتابة على جدران السويداء