althania
icon
التغطية الحية

لبيعه بسعر مضاعف.. "الإدارة الذاتية" تقطع المحروقات عن الكازيات في الحسكة

2022.06.22 | 13:21 دمشق

105-423-scaled.jpg
عودة الطوابير أمام محطات المحروقات في الحسكة (buyer)
الحسكة – خاص
+A
حجم الخط
-A

قطعت "الإدارة الذاتية" مادتي المازوت والبنزين عن عشرات المحطات في محافظة الحسكة، لدفع السائقين إلى شراء المادتين بسعر مضاعف تحت حجة أنه نوعية "ممتازة ويباع بشكل حر".

وقال موظف في محطة محروقات بمدينة القامشلي لموقع "تلفزيون سوريا" إنه "منذ بدء الإدارة الذاتية الأسبوع الماضي ببيع المازوت الحر بسعر 1200 ليرة للتر الواحد لم تزود عشرات المحطات في محافظة الحسكة بالمازوت من نوعية (410 ليرات) والبنزين نوعية (210 ليرات)".

وذكر عبد السلام عباس مسؤول المحروقات في "إقليم الجزيرة" (محافظة الحسكة)، أمس الثلاثاء، أن "المازوت الجديد ذو جودة ممتازة ومكررة بشكل أفضل ويباع من قبل أصحاب الحراقات (مصافي تكرير نفط بدائية) لمحطات الوقود ولذلك سعره مرتفع"، بحسب ما صرح به لإذاعة محلية.

طوابير طويلة

ونفى الموظف في محطة المحروقات هذه التصاريح، موضحاً أن "الإدارة الذاتية هي من تبيع المازوت الجديد لمحطتين في مدينة القامشلي ولا يمكن لأي صاحب محطة الحصول على المازوت أو البنزين إلا من خلال الإدارة".

وقال باسم العيسى وهو مواطن من مدينة القامشلي لموقع "تلفزيون سوريا" إن "مادة المازوت كانت تباع بسعر يتراوح بين 600 إلى 800 ليرة للتر الواحد في السوق السوداء وبعد رفع الإدارة الذاتية السعر إلى 1200 ليرة ارتفع السعر في السوق السوداء إلى نحو 1100 ليرة للتر الواحد".

واتهم العيسى "الإدارة الذاتية بقطع المازوت بسعره القديم (410 ليرات) عن محطات الوقود بشكل متعمد بالتزامن مع طرح المازوت بسعر جديد لإجبار السائقين على شرائه بسعر مضاعف".

وتداولت صفحات محلية مقطع فيديو لطابور يضم عشرات السيارات أمام محطة وقود في مدينة القامشلي.

افتعال أزمة المازوت

واضطر شيار حسين وهو من أهالي القامشلي، إلى تزويد سيارته بالمازوت بسعر 1200 ليرة بسبب عدم توافره في محطات الوقود.

وأوضح أن "السائق أصبح أمام خيارين حالياً أما الانتظار لأكثر من ثلاث ساعات من ساعات الفجر أمام محطة الوقود الوحيدة التي تبيع المازوت بسعر 410 ليرات في مدينة القامشلي وقد لا يحالفك الحظ مع نفاد الكمية قبل وصول دورك أو عليك شراء المازوت بسعر 1200 ليرة".

وأكد حسين أن "الأمر واضح سوف يرفعون السعر كما فعلوه سابقاً، يوفرون المازوت بالسعر القديم في محطة وحيدة بمدينة يعيش فيها أكثر من 400 ألف شخص ولستة ساعات يومياً فقط في حين يبقى المازوت بسعر 1200 متوافر على مدار اليوم".

وأضاف أنه "في الوقت الحالي لا يتوافر في محطات المنطقة المازوت والبنزين بالأسعار السابقة لأنه ببساطة تم رفع سعره دون الإعلان رسمياً عن ذلك".

وأعلنت صفحة "لجنة المحروقات" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" عن طرح مادة المازوت بسعر 1200 ليرة للتر الواحد في محطتين بمدينة القامشلي عبر صفحتها على (فيس بوك).

وعلق شيار تموش ساخراً على برنامج توزيع المحروقات في مدينة القامشلي بالقول: "من الساعة 5 الفجر لازم تكون مزروع زرع قدام الكازية الوحيدة اللي رح تخدم عشرات آلاف السيارات في مدينة القامشلي".

في حين أكد آخرون أن محطات الوقود لا تلتزم بالتوقيت المحدد لتوزيع المحروقات وأن معظم المحطات تغلق أبوابها أمام السيارات قبل الوقت المحدد وغالباً ما لا يتوافر فيها المازوت والبنزين بالسعر القديم في الأساس.

تزويد النظام السوري بالنفط

ومطلع الشهر الجاري كشف مصدر مطلع لموقع "تلفزيون سوريا" عن بدء "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تزويد النظام السوري بالنفط بكميات مضاعفة وصلت لقرابة 20 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

وأضافت المصادر أنه "خلال الأيام الماضية زاد النظام السوري عبر وسيطه (شركة القاطرجي)، عدد الصهاريج القادمة إلى المنطقة بشكل كبير"، مردفاً: "يُرسل يومياً بين 50 إلى 150 صهريجا من النفط الخام إلى مصافي بانياس وحمص".

وفي أيلول العام الماضي رفعت "الإدارة الذاتية" بالأسلوب ذاته سعر المازوت من 150 إلى 410 ليرات للتر الواحد والبنزين من 75 إلى 210 ليرات للتر الواحد دون أن تصدر الإدارة أي قرار رسمي برفع السعر واكتفى مسؤولو المحروقات بالتأكيد على إبقاء المحروقات بالسعر القديم وطرح أنواع جديدة ذات جودة أفضل وهذا ما ينفيه أصحاب محطات الوقود وعاملين في مجال تكرير النفط بالمنطقة.

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت القرار رقم (119) في تموز 2021 والذي قضى برفع أسعار المحروقات بنسبة تجاوزت 300 في المئة لبعض الأنواع قبل أن تتراجع عن القرار على خلفية مظاهرات شعبية عمت مناطق سيطرتها وسقط إثرها ضحايا مدنيون برصاص قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في الحسكة وريفها.

ويرى مراقبون أن "الإدارة الذاتية" لم تتراجع عملياً عن القرار بل أصبحت تلجأ إلى استراتيجية جديدة عبر رفع الأسعار بشكل تدريجي وخلق أزمات تمهد لقبول شعبي برفع الأسعار مقابل توفير المحروقات في المنطقة.