
سقط عدد كبير من الضحايا، مساء اليوم الثلاثاء، إثر "مجزرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان، في حين ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على مبنى يؤوي نازحين في شارع النويري إلى 7 قتلى و37 جريحاً.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي قبيل ساعات من اتفاق وقف إطلاق نار "وشيك ومرتقب" بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن إسرائيل ارتكبت "مجزرة" في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين عبر شن 3 غارات جوية على المخيم شنتها طائرات مسيرة وحربية إسرائيلية.
مدير مستشفى تل الزعتر في مخيم الرشيدية للتلفزيون العربي: شهيد و10 جرحى في غارة إسرائيلية على مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بقضاء صور pic.twitter.com/gzkvZTAsal
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 26, 2024
وأوضحت الوكالة أن الغارات استهدفت مكتبة تقع في ساحة المخيم، كانت تعج بالأهالي وقت استهدافها.
ووفقاً للوكالة، فإن سيارات الإسعاف ومواطنين يواصلون نقل الضحايا من داخل المخيم، من دون تقديم إحصائية فورية بعدد الضحايا.
وكانت الوكالة تحدثت في وقت سابق عن وقوع "عدد كبير من الضحايا" من جراء الغارة.
وفي الجنوب أيضاً، قالت وكالة الأنباء إن الجيش الإسرائيلي نسف منازل وأحياء ببلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان.
شارع النويري
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت، عصر الثلاثاء، مبنى سكنيا يؤوي نازحين بمنطقة البسطة وسط العاصمة اللبنانية بيروت إلى 7 قتلى و37 جريحاً، بحسب المصدر السابق.
وهذه الغارة الثانية من نوعها خلال 4 أيام على المنطقة ذاتها، التي تعرف بشارع النويري.
وأفادت وكالة "الأناضول"، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت مبنى من 4 طوابق في شارع النويري بمنطقة البسطة في بيروت.
ووفقاً لـ "الأناضول"، فإن المبنى المستهدف يقع قرب "مجمع خاتم الأنبياء" الثقافي والديني، دُمّر بالكامل، وأن المنطقة المستهدفة عادة ما تكون مكتظة بالسكان في هذا الوقت.
في حين قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن أعمال رفع أنقاض المبنى المدمر لا تزال مستمرة ما يُرجح ارتفاع عدد الضحايا لاحقا.
السبت الماضي، استهدف القصف الإسرائيلي مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق في شارع النويري، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلا و66 جريحا، وفق حصيلة رسمية لبنانية.
وفي حينها، ادعت هيئة البث العبرية نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه، أن الغارة (السبت) استهدفت القيادي البارز في "حزب الله" محمد حيدر، دون تأكيد مقتله.
تصعيد وقصف متبادل
يواصل الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات الأخيرة، تكثيف غاراته على مناطق واسعة من لبنان، بينها العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، ومحافظات شرقي وجنوبي البلاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، تنفيذ 33 هجوماً على أهداف هدفا لـ"حزب الله" في بيروت وضاحيتها الجنوبية، كما شنت غارات مكثفة على محافظات في جنوبي وشرقي لبنان.
في المقابل، أعلن "حزب الله" اللبناني قصف نهاريا و4 تجمعات لقوات إسرائيلية ومعسكرين لأول مرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان على خليج حيفا والجليل الأعلى واعتراض بعضها، بحسب بيانات رسمية.
وأوضح "حزب الله" أنه قصف مدينة نهاريا شمالي إسرائيل و4 تجمعات لقوات، مع استهداف معسكرين في الجولان المحتل للمرة الأولى، وذلك ضمن 13 عملية أعلن عنها اليوم.
وقال "حزب الله"، في سلسلة بيانات عبر "تلغرام"، إن مقاتليه استهدفوا "للمرة الأولى (منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) معسكر الفوران (قاعدة لتمركز القوات البرية) في الجولان السوري المحتلة بصلية (دفعة صاروخية)".
وبالصواريخ استهدفوا أيضا مدينة نهاريا، إضافة إلى معسكر تدريب لقوات المشاة في مستوطنة شفي تسيون جنوبي نهاريا للمرة الأولى، ومستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل.
وأطلق مقاتلو الحزب كذلك دفعة صواريخ على قاعدة راوية الشمالية بالجولان، وهي مقر قيادة الكتيبة 71 مدرعات في اللواء 188، وتحتوي على مخزن ذخيرة للدبابات.
في حين شنوا هجوما بسرب مُسيّرات انقضاضية على موقع حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810) على قمة جبل الشيخ بالجولان، و"أصابت أهدافها بدقة"، وفق بيان.
كذلك هاجموا بسرب مُسيّرات انقضاضية ثكنة معاليه غولاني (مقر قيادة لواء حرمون 810) في الجولان "وأصابت أهدافها بدقة".
وبدفعات صاروخية، قصف مقاتلو الحزب 4 تجمعات لقوات إسرائيلية في جنوبي مدينة الخيام (جنوب لبنان) ومستوطنات شوميرا والمنارة (مرتان) وأفيفيم (شمال إسرائيل).
إسرائيل ولبنان يقتربان من إبرام اتفاق هدنة بوساطة أميركية
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن مسودة اتفاق هدنة بين لبنان وإسرائيل أصبحت شبه جاهزة، مع تأكيد الطرفين التزامهما بإنهاء المفاوضات وإبرام الصفقة قريباً.
وأوضحت الصحيفة أن التأخير في الإعلان عن الاتفاق الأسبوع الماضي كان نتيجة تعقيدات متعلقة بأوامر اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وبحسب موقع "BBC" باللغة العربية، تشير التقديرات إلى أن الاتفاق المرتقب سيحظى بتأييد الأغلبية في الكابينت الأمني والسياسي وكذلك في الحكومة الإسرائيلية.