icon
التغطية الحية

لا مقاهي ولا مطاعم.. ماحال العمال السوريين في تركيا بهذا القطاع؟

2020.12.10 | 05:12 دمشق

35546818_1069978813150477_3796124204827410432_n.jpg
مطعم للمأكولات السورية في تركيا - (انترنت)
اسطنبول - حسام جمّال
+A
حجم الخط
-A

اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية لمواجهة تفشي وباء "كورونا"، الذي نشط مع قدوم فصل الشتاء، بعد أن خمل وتراجعت أعداد الإصابات به خلال أشهر الصيف الماضي، إلا أن هذه الإجراءات كان لها أثرها السلبي اقتصادياً حول العالم، ومسّت بشكل مباشر أو غير مباشر معظم سكان العالم. 

ما لبثت أن بدأت معظم المهن بالتعافي من إجراءات الحظر التي فُرضت في تركيا، آذار الماضي، والتي كان لها آثارها الاقتصادية السلبية على أصحاب المشاريع والفئة العاملة، إلا أن إنذار إغلاق جديد بدأ يلوح في الأفق مع دخول شهر تشرين الثاني الفائت، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس، وبدء الحكومة التركية اتخاذ إجراءات احترازية بشكل تدريجي منها منع خروج كبار السن والأطفال إلا ضمن ساعات محددة، فضلاً عن حظر التجول اعتباراً من الساعة 9 مساءً حتى 5 صباحاً، بالإضافة إلى كامل أيام نهاية الأسبوع.

هذه الإجراءات كانت تنذر بفرض حظر تجول وإغلاق جزئي أو كلي للبلد، الأمر الذي أثار تخوف اللاجئين السوريين في تركيا خوفاً على توقف مصدر رزقهم الذي يعتاشون منه، لتقر الحكومة التركية  فرض حجر جزئي وإغلاق عام  للمقاهي وفرض تدابير وقائية تمنع المطاعم من استقبال الزبائن، والتي كان لها آثارها السلبية على السوريين العاملين في هذه القطاعات خاصة المقاهي.

لا مقاهٍ ولا مطاعم

تعمل فئة عظمى من السوريين الموجودين في تركيا بمهن صناعية وخدمية وسياحية والتي تأثرت معظمها بانتشار فيروس كورونا في البلد حيث تكبدت بعض القطاعات خسائر مالية مع الإغلاق الأول، إلا أنها بدأت تتعافي تدريجياً مع حلول فصل الصيف وعودة الحركة الاقصادية الخجولة لهذه القطاعات، لتغلق مرة أخرى.

"لم نتعافَ من الإغلاق السابق حتى أغلقنا محالنا مرة أخرى"، بهذه الكلمات بدأ أحمد الكاتبي، وهو صاحب مقهى في منطقة الفاتح بإسطنبول، حديثة لموقع "تلفزيون سوريا"، الذي أكد أنهم "لم يخرجوا من العجز المالي الذي حل بهم نتيجة الإغلاق السابق، والقرارات اللاحقة المتعلقة بالمسافة الاجتماعية، ومنع النرجيلة، بالإضافة إلى قلة الزبائن، حتى أغلقنا مرة أخرى".

اقرأ أيضاً: الرئيس التركي يعلن عن حزمة إجراءات جديدة بشأن كورونا

وتابع أن "إغلاق محالنا هذه المرة يختلف عن إغلاقها في آذار الماضي، حينها كان العمل يسير بشكل جيد، واستطعنا الصمود فترة الإغلاق، على الرغم من تكاليف إيجار العقار ورواتب بعض العمال، إلا أن الإغلاق هذه المرة كان أشد قسوة على مشاريعنا".

رزق السوري على السوري

منذر أحد العاملين في مقهى بمنطقة "فندق زاده" قال لموقع تلفزيون سوريا إن قرار الإغلاق هذا كان له "أثر كبير على العمال، فأنا جالس في المنزل منذ نحو الأسبوعين دون أن يدخل إلى جيبي ليرة تركية واحدة، ونحن لا نحتمل الجلوس دون عمل لفترة وجيزة لأن أجورنا منخفضة وهي تكفينا لتأمين معيشتنا فقط، فكيف الآن ونحن لا نعلم متى ستفتتح المقاهي أبوابها ونعود لعملنا".

اقرأ أيضاً: تركيا تفرض كود الـ HES في مراكز التسوّق.. كيف تحصل عليه؟

وأردف أنه لم يكن العمل خلال فترة ظهور كورونا جيداً وذلك لـ "انخفاض عدد زبائن المقهى الذي أعمل به، والأمر ذاته في معظم المقاهي، الأمر الذي انعكس سلباً على العاملين وأنا واحد منهم، لأن عملنا يعتمد على (البقشيش) بشكل أساسي جانب الأجر الأسبوعي".

وأكد كاتبي أنه بعد استئناف افتتاح المقاهي "لم تعد حركة العمل كما كانت عليه في السابق، لأن الجميع، وتحديداً الطبقة العاملة، خرجت من الحجر والديون متراكمة عليها، وأصبح لديهم أولويات عن الجلوس في المقهى، خاصة أن معظم زبائن المقاهي السورية هم السوريون، ففي عملنا نطلق عبارة رزق السوري على السوري".

قطاع المطاعم أقل ضرراً

لم يشمل قرار الإغلاق المطاعم بشكل كلي حيث اقتصر عملها على إيصال الطلبات الأمر الذي كان ضرره أقل على العاملين في هذا القطاع حيث أكد عبد القادر لموقع تلفزيون سوريا وهو يعمل في أحد المطاعم السورية بمنطقة "بيلك دوزو" أنه بعد قرار الإغلاق "هناك مطاعم تخلت عن عدد من العاملين لديها وخاصة الذين يعملون في مجال التنظيف و(الكوميك)، وآخرين ضموا هؤلاء العمال إلى فريق توصيل الطلبات (الديلفري) مع تخفيض أجورهم".

وأكد أن مطاعم الوجبات السريعة كان قرار الإغلاق عليها "أقل ضرراً من المطاعم التي تقدم الوجبات الشرقية، لأنها تعتمد بشكل كبير على رواد المطاعم الذين يقصدونها بهدف تناول الطعام داخل المطعم".

أبو كرم يعمل في أحد محال الحلويات في منطقة أكسراي وهو متزوج ولديه طفلان قال لموقع تلفزيون سوريا، إنه يوم إصدار قرار الإغلاق بالرغم من أنه لا يشملهم "أبلغنا رب العمل أنه لن يقوم بإيقاف أحد من العمال عن عمله، خاصة أن معظمنا يملك إذن عمل، لكنه أعلمنا أنه سوف يقلل أيام العمل لجميع العاملين ويخفض الأجور إلى النصف".

اقرأ أيضاً: تبعات أزمة كورونا الاقتصادية تنهك السوريين في تركيا

وأوضح أنه أصبح يعمل "يوم وينقطع يوم عن العمل"، وأخبرنا أنه لا يعلم كيف سيأمن طلبات منزله في حال استمر الوضع على ما هو عليه لشهر أو أكثر خاصة أنه أصبح يتقاضى الآن "نصف معاشه الذي يبلغ 1800 ليرة تركية"،

ترقب انفراج الأزمة

أعلنت وزارة الصحة التركية، نهاية الشهر الفائت، أنها تخطط لإجراء عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا على أربع مراحل، المرحلة الأولى ستكون للعاملين في الكوادر الطبية وكبار السن الذين يتخطون الـ 65 عاماً، والمرحلة الثانية ستكون للذين يعانون من أمراض مزمنة، أما المرحلة الثالثة للأشخاص دون الـ 50 عاماً ويعانون من أمراض مزمنة والشباب العاملين في القطاعات غير الواردة في المرحلتين الأولى والثانية، وتشمل الفئة الرابعة باقي شرائح المجتمع.

وكان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، قال الأسبوع الماضي، إن المجلس العلمي حدد استراتيجية من أجل توزيع لقاحات كورونا، اعتبارا من الـ 11 من الشهر الجاري، وبيّن قوجة أنه من المرتقب أن تستكمل المرحلة الأولى من التجارب السريرية في 14 - 15 من كانون الأول الجاري، ومن ثم بدء المرحلة الثانية، وفي حال سار كل شيء على ما يرام، ستبدأ المرحلة الثالثة والاستخدام الواسع للقاح في نيسان المقبل.

اقرأ أيضاً: كورونا تركيا: استراتيجية المرحلة الثالثة من المواجهة

وأمام إعلان الحكومة التركية عن موعد بدء إجراء التطعيم المضاد لفيروس كورونا يأمل اللاجئون السوريون المقيمون في تركيا على وجه الخصوص أن تنتهي هذه الأزمة ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية وأعمالهم، التي توقف بعضها وتضرر البعض الآخر نتيجة انتشار الفيروس خاصة أن معظم اللاجئين السوريين يعملون في قوت يومهم.

وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن دائرة الهجرة التركية، بلغ عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، 3.627.481 لاجئاً سورياً، 59.785 منهم يقيمون في المخيمات.