
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة مساعي واشنطن تشكيل قوة حدود بالنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، وطالب واشنطن بتوضيح مفصّل حيال ذلك، كما دعا تركيا لاستكمال نشر قواتها في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب.
وعلق لافروف، الاثنين 15 كانون الثاني، خلال مؤتمره الصحفي السنوي بموسكو، على عزم التحالف الدولي إنشاء "قوة حدود"، في شمال سوريا، تحت قيادة " قسد" قائلاً، " إن الخطط الأمريكية هي دليل واضح على أن واشنطن لا تريد الحفاظ على وحدة سوريا، وهو ما يدعو لقلق موسكو".
وتابع "بالأمس تم الإعلان عن مبادرة جديدة، بأن الولايات المتحدة تريد مساعدة ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية على إنشاء مناطق حدود آمنة. ويعني هذا بشكل عام عزل منطقة شاسعة على طول حدود تركيا مع العراق وشرق نهر الفرات… وإعلان أن هذه المنطقة ستسيطر عليها جماعات بقيادة الولايات المتحدة هي قضية خطيرة جدا تثير المخاوف من أن هناك مسار قد يتخذ لتقسيم سوريا".
"محاولات إيجاد تسوية في سوريا عبر مسار جنيف كانت فاشلة منذ البداية"
وأكد لافروف على أن الخطوة الأمريكية ستساهم في تأجيج الوضع، بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية، خصوصا في عفرين، التي شهدت تصعيدا في الأيام الأخيرة، وأوضح أن " الأحادية الأميركية، ومشروعها المتعلق بتأسيس جيش في سوريا، قد يخلق مشاكل في العلاقات بين الأكراد وتركيا، ولن يساعد في التخفيف من وطأة الوضع القائم في عفرين".
واتهم الوزير الروسي الولايات المتحدة بالعمل على تصعيد الصراع في سوريا، عن طريق مساعدة " أولئك الذين يرغبون في اتخاذ خطوات عملية لتغيير النظام".
وقال لافروف إن "محاولات إيجاد تسوية في سوريا عبر مسار جنيف كانت فاشة منذ البداية، ونسعى من خلال مؤتمر سوتشي لتناغم مصالح الأطراف السورية ضمن تسوية سياسية"، كما توقع ترحيبا من قبل الأمم المتحدة بالمؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر الحالي.
ومن جهة أخرى، أشار وزير الخارجية الروسي أن روسيا تأمل أن تنتهي تركيا بأسرع ما يمكن من نشر نقاط مراقبة حول منطقة خفض التصعيد في إدلب بسوريا.
الأتراك نشروا 3 نقاط مراقبة في إدلب من أصل 20.
وقال لافروف: "نحن نأمل للغاية أن ينتهي الزملاء الأتراك من نشر نقاط مراقبة إضافية حول منطقة خفض التصعيد في إدلب، وحسب ما أذكر نشروا 3 من أصل 20. وجرى الحديث بين القيادتين، وأكدوا لنا أن العمل سيسرع. وآمل أن يساعد ذلك في تسوية الوضع في إدلب".
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة"، العقيد ريان ديلون، الأحد 14 كانون الثاني، إنهم سيشكلون "قوة أمنية حدودية" شمالي سوريا قوامها 30 ألف مقاتل، بالعمل مع "قوات سوريا الديمقراطية".
وأشار إلى أن المنضمّين إلى صفوف القوة الحدودية سيتم توزيعهم على المناطق القريبة من مكان إقامتهم. وأوضح أن التكوين العرقي للقوة سيتغير حسب المناطق التي ينفذون فيها مهامهم.
وتعقيبا على تصريحات ديلون، قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن بلاده "تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده".
ووصلت أمس الأحد، تعزيزات عسكرية تركية جديدة إلى ولاية شانلي أوروفة، جنوب شرقي البلاد، بهدف إرسالها إلى الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا.