icon
التغطية الحية

لاجئون سوريون يشاركون في ترميم كنيسة أثرية في الأردن

2021.02.19 | 13:04 دمشق

eulh69excaeajit.jpg
يشارك سوريون في ترميم كنيسة أثرية بالأردن ـ AFP
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يشارك لاجئون سوريون في الأردن بعملية ترميم كنيسة أثرية شمالي المملكة، ضمن برنامج أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو".

وقدَّم البرنامج منذ انطلاقه عام 2019 نحو 300 فرصة عمل بدعم من الحكومة الألمانية ويهدف إلى المساهمة في محاربة الفقر والبطالة مع حفظ التراث، بحسب وكالة فرانس برس.

اقرأ أيضا: 2020.. عام إغراق اللاجئين السوريين

ويساهم اللاجئ السوري وليد العوض مع زملاء أردنيين في استعادة رونق أرضية بيزنطية من الفسيفساء  في كنيسة تعود للقرن السابع في منطقة رحاب شمالي الأردن.

ويعمل العوض (45 عاماً) الذي خسر بيته وكل ما يملك في درعا جنوبي سوريا عام 2012 بدقة على ترميم الأرضية في كنيسة يوحنا المعمدان التي بنيت عام 619 للميلاد.

ويطرق "العوض" مع عامل أردني يدعى طه الخزاعلة، قطع حجارة صغيرة بألوان بينها البني والأسود، بمطرقة صغيرة وبدقة متناهية ويضعانها على أرضية الفسيفساء ثم ينظفان حولها بعناية بمشرط وقطعة من الإسفنج.

اقرأ أيضا: انكماش الاقتصاد الأردني يزيد الضيق على العمال السوريين 

وتضم الفسيفساء أشكالاً هندسية وأخرى تمثل نباتات ونهري دجلة والفرات. كما توجد كتابة باليونانية فيها "أرضية الكنيسة رصفت وأهديت إلى القديس يوحنا المعمدان على نفقة المال العام المقدّم من الأهالي".

ويعمل العوض والخزاعلة مع أردنيين وسوريين آخرين في ترميم فسيفساء المجمع الكنسي الذي يضم أيضاً كنيسةَ الأسقفين بروكوبيوس وسيرجيوس المبنية عام 590 للميلاد.

ويشرف الخبير الإيطالي فرانكو شوريللي (54 عاماً) على ترميم الموقع منذ تشرين الأول 2020 على أن يكتمل العمل نهاية أيار المقبل.

ويقول شوريللي الذي يتقن العربية واللهجة الأردنية لإقامته في الأردن منذ عام 1994، ودرّب حتى اليوم أكثر من 500 شخص، إن فسيفساء رحاب "كنز" يحتاج مزيداً من الاهتمام.

ويوضح أن "الفسيفساء هنا بسيطة وأسلوبها خاص بالمنطقة ومختلفة عمّا نراه في الخارج. يجب أن نعرّف العالم عليها".

30 في المئة من العاملين في المشروع سوريون

أنجز فريق العمل ذاته الشهر الماضي ترميم فسيفساء كنيسة القديسة مريم التي بنيت عام 543 للميلاد في رحاب أيضاً.

وتقدم نحو 600 شخص للعمل في المشروع، اختير نصفهم تقريباً. ويشكل الأردنيون 70 في المئة من العاملين في البرنامج والسوريون 30 في المئة. بينما 20 في المئة من العاملين فيه إناث.

اقرأ أيضا: منح دراسية فرنسية للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن

وتقول مسؤولة المشاريع في قسم الثقافة في "يونيسكو" دانيا ديراني لفرانس برس إن للمشروع "هدفين أساسيين هما أولاً حفظ التراث (...) وثانياً توفير فرص عمل لأهل المنطقة".

ويتم اختيار الأشخاص وفق تقييم من ناحية عدد أفراد الأسرة ودخلها وحاجتها و"الأكثر حاجة هم الذين يحصلون على العمل".

 

 

وبحسب ديراني، تم تدريب هؤلاء وتثقيفهم بـ"تاريخ الموقع والكنيسة والفسيفساء وأهمية العمل ثم آليات العمل وحفظ الفسيفساء والخلطات المستخدمة والترميم".

وتتراوح الأجور بين 12,5 ديناراً (17,6 دولاراً) يومياً و15 ديناراً، إضافة إلى وجبات الطعام والمواصلات.

وتضم قرية رحاب 32 كنيسة أثرية، خمس منها فقط تظهر بقاياها للعيان، بينها كنيسة القديس جاورجيوس المبنية عام 230 للميلاد والتي تعد من أقدم كنائس العالم. بينما تغطي الرمال الأخرى. وهُجرت تلك الكنائس التي اكتشف معظمها بين عامي 1999 و2002، تدريجياً منذ العصر الأموي وحتى القرن التاسع.

ويقطن المفرق نحو 550 ألف شخص بينهم 165 ألف سوري، ثمانون ألفاً منهم في مخيم الزعتري.

ويفخر العوض بعمله ضمن مشروع "فرص العمل لصون التراث الثقافي في الأردن". ويقول لفرانس برس "هذه معالم تاريخية يجب الحفاظ عليها وصيانتها وترميمها، أنا سعيد وفخور بأنني جزء من هذا العمل".

ويضيف الرجل الأسمر الذي ارتدى زياً أزرق وكمامة سوداء "المشروع أنقذ وضعي المادي، إذ ليس هناك عمل"، مشيراً إلى أنَّ لديه ستة أطفال أصغرهم طفلة بعمر أربع سنوات وأكبرهم شاب بعمر 18 عاماً.

ويتابع "نحن لاجئون والعائلة كبيرة ومصروفها كبير. إيجار البيت تقريبا 100 دينار (نحو 141 دولاراً)". وهو يتقاضى من المشروع نحو 300 دينار (423 دولاراً) شهرياً.

وبلغ معدل الفقر، وفق الأرقام الرسمية في الأردن في خريف 2020، نحو 15,7 في المئة.

وارتفع معدل البطالة عام 2020 ليصل إلى نحو 23 في المئة، في بلد تجاوز دينه العام 102 في المئة من الناتج الداخلي.