icon
التغطية الحية

لاجئون سوريون يسهمون في بناء جدار بحري في شبه جزيرة نيوزيلندية

2020.12.17 | 13:04 دمشق

sby7nwygr6g5o6sw2iuvtpvjou.jpg
نيوزيلاند هيرالد- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

من بناء بيوت حجرية في لبنان إلى جدران حجرية في شبه جزيرة أوتاغو، هكذا أصبح محمد العاشور ضليعاً بهذا المجال.

إنه واحد من بين ثمانية سوريين يعملون لدى شركة QC للتعهدات ضمن مشروع يهدف إلى وصل شبه الجزيرة تلك، والذي يتضمن بناء جدار حجري جديد لتوسيع الطريق مع إضافة مسار للدراجات الهوائية.

اقرأ أيضاً: مخاوف لدى لاجئين سوريين بألمانيا بسبب قرار إعادة فئة منهم لسوريا

ومحمد البالغ من العمر 20 عاماً انتقل إلى نيوزيلاندا مع أسرته من لبنان ليصبحوا لاجئين وذلك في عام 2017.

فقد عاش في لبنان وزاول فيها مهنة الحلاقة النسائية وتشييد الأبنية الحجرية منذ عام 2011 أي بعد مغادرته لسوريا.

وبدلاً من بناء الجدار كما يفعل في دونيدين، تعلم مهنة بناء الأبنية الحجرية، والتي كانت أصعب بقليل من عمله الجديد في شبه الجزيرة على حد قوله، ويضيف: "إذ كنت تبني منزلاً فيجب ألا تترك ثغرات في الجدران... ولكن هنا، لا يعتبر وجود فتحة صغيرة مشكلة".

اقرأ أيضاً: مقتل وجرح سوريين في حادث سيارة أثناء التهريب بين السودان ومصر

يذكر أن محمد العاشور بدأ بارتياد المدرسة في دونيدين عندما كان في السابعة عشرة من عمره، ولم يكن يتكلم اللغة الإنكليزية وقتئذ، وكان عمر جميع الطلاب في صفه حينها 14 عاماً، وحول ذلك يقول: "كان ذلك صعباً علي"، وبعد تخرجه، أكمل فصلاً في معهد أوتاغو بوليتيكنيك وذلك ليتعلم الإنكليزية، قبل أن يتابع السير على خطى أبيه محمود، الذي سبقه إلى العمل في توسيع الجدار البحري في عام 2019.

غير أن العمل لم يمنحه فرصة لاستخدام مهاراته وحسب، بل أيضاً ساعده على مواصلة تعلم اللغة الإنكليزية بفضل دعم أصدقائه العمال هناك، وبينهم لاجئون سبقوه إلى هذه البلاد.

اقرأ أيضاً: دنيا أول مسلسل كارتون في كندا يجسد رحلة اللجوء السوري

هنالك أيضاً شيء آخر لابد لنا أن نحتفي به، ألا وهو حفل الزفاف.. فقد تزوج محمد يوم الإثنين الماضي من شريكته التي أتت لاجئة مع أسرتها إلى نيوزيلاندا أيضاً.

وحول ذلك يقول مدير شركة QC للتعهدات مارك لام أنه لا يسعه أن يثني بشكل أكبر على العاملين الذين قام بتوظيفهم من بين صفوف اللاجئين القادمين من سوريا، إذ يصفهم بالقول: "إنهم أناس طيبون... شبان بارعون ومجدون ويعتمد عليهم. ثم إن الظروف في شبه جزيرة أوتاغو كما يمكن لكم أن تتخيلوها في الشتاء، قاسية ولا يمكن للجميع التأقلم معها بسهولة، ومع ذلك تمكن هؤلاء من التأقلم".

اقرأ أيضاً: لاجئة سورية كفيفة تتقن اللغة الهولندية وتعمل مترجمة في المحاكم

فيما ذكرت جارا كوك وهي مديرة منظمة مسارات الصليب الأحمر للتوظيف بأنه عندما يبحث أحدهم عن عمل يتطلب مهارات في مجال البناء ضمن المنطقة المخصصة لتوطين اللاجئين السوريين بدونيدين، يصبح توسيع جدار المرفأ "خياراً واضحاً"، ومن المتوقع لهذا الجدار البحري أن يصمد لمدة تتجاوز 150 عاماً، ليبقى شاهداً على العمل والجهد الشاق الذي بذلته مجموعة من اللاجئين السوريين السابقين والذين سيتم توطينهم في دونيدين.

اقرأ أيضاً: السورية "أمل شماع" أول سيدة أعمال تصدر الحلوى التركية للخارج

هذا وتعتبر مسألة العثور على وظيفة جزءاً أساسياً من عملية التوطين كونها تمنح اللاجئين السابقين حالة استقلال مادي وتقدم لهم فرصة استخدام مهاراتهم للمساهمة في بناء مجتمعهم حسبما ذكرت السيدة جارا.

المصدر: نيوزيلاندا هيرالد