icon
التغطية الحية

لابيد: إسرائيل لن تكون ملزمة بالاتفاق النووي مع إيران

2022.08.24 | 18:43 دمشق

00
رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد، في مؤتمر صحفي بالقدس الغربية، 24 آب/اغسطس 2022 (مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي)
خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد، اليوم الأربعاء، رفض بلاده للاتفاق الدولي الذي يتبلور هذا الأيام مع إيران، موضحا أن إسرائيل لن تلتزم به في حال التوقيع عليه.

وقال لابيد في لقاء مع صحفيين أجانب عقده في مدينة القدس الغربية، "إسرائيل لا تعارض أي اتفاق مهما كان، نحن نعارض هذا الاتفاق لأنه سيئ، لأنه لا يمكن قبوله بنصه الحالي".

ويتوقف الاتفاق الجديد على الرد الأميركي على المسودة الأوروبية "النص النهائي"، ومن المفترض أن ترد واشنطن اليوم الأربعاء.

وانتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية النهج الأميركي في التعامل مع إيران، لأنه "لا يلائم المعايير التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه والتي تتعهد بمنع إيران من التحوّل إلى دولة نووية".

وأشار لابيد إلى أن أوروبا طرحت قبل أسبوع أمام الإيرانيين ما سمته "المقترح الأخير" للعودة إلى الاتفاق النووي تحت صيغة "يجب قبوله أو رفضه"، مضيفا: "الإيرانيون، كما فعلوا دائما، لم يقولوا لا؛ إنهم قالوا: (نعم، ولكن)، وأرسلوا مسودة خاصة بهم تحتوي على تعديلات ومطالب أخرى".

كما انتقد تساهل الدول الغربية مع تجاوز إيران للخطوط الحمراء، مراراً وتكراراً، متسائلاً لماذا لا يترك المجتمع الدولي المفاوضات؟

واعتبر لابيد أن الاتفاق المطروح حالياً على الطاولة هو "اتفاق سيئ، سيمنح إيران مئة مليار دولار سنوياً".

وأضاف أن هذه الأموال لن تُصرف على بناء مدارس أو مستشفيات، المئة مليار دولار هذه ستصرف على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى ترويج الإرهاب في كل أنحاء العالم.

واستطرد رئيس الحكومة الإسرائيلية في قوله، إن هذه الأموال ستموّل الحرس الثوري وقوات الباسيج التي تقمع الشعب الإيراني وهي ستموّل مزيدا من الهجمات على قواعد أميركية في الشرق الأوسط، وستصب في تعزيز البرنامج النووي وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

وأشار إلى أن إسرائيل تجري "حوارا مفتوحا مع الإدارة الأميركية حول جميع القضايا المختلف عليها".

صرخة التحذير الأخيرة

وتسابق إسرائيل الزمن واستثمار اللحظات الأخيرة لمنع تكرار ما حدث في صيف 2015، عندما وقع أوباما "الاتفاق النووي الإيراني"، ويبدو أن بايدن اليوم أقرب من أي وقت مضى لتوقيع اتفاقية متجددة تعيد إحياء الاتفاق النووي القديم.

ومع اقتراب التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، يسود في إسرائيل اعتقاد بأن الأميركيين خدعوهم، "خدرونا بقولهم طوال الوقت إن الاتفاق لا يزال بعيد المنال"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تعمل على مسارين متعاكسين، مسار مزدوج، الأول لإفشال الاتفاق المرتقب ومنعه، والثاني لتخفيف وطأته في حال توقيعه.

وتعتمد تل أبيب طريقة "حملة جعولد"(The Gewald campaign)، وتعني إطلاق صرخة التحذير الأخيرة قبل وقوع الكارثة، لإقناع الأميركيين بعدم التوقيع.

"جعولد"، كلمة من اللغة اليديشية (لغة اليهود في أوروبا)، وهي للتعبير عن أساليب الحملات الانتخابية التي تروج بأن التصويت لمرشح ما بأنه التزام واقعي، والتخويف من فكرة إن عدم التصويت لهذا المرشح ستحدث الكارثة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الصحف الإسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، سيتوجه إلى الولايات الأميركية غداً، لإقناع إدارة البيت الأبيض بعدم التوقيع على اتفاق نووي مع الإيرانيين.

ويتزامن ذلك مع وجود مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا في واشنطن لبحث مستجدات الملف النووي الإيراني.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تقارير تتحدث عن قرب التوصل لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، بعد تقديم تنازلات "جوهرية" كانت سببا في عرقلة سنة ونصف من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن عبر الوسيط الأوروبي.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، هذا الأسبوع.

الخروج من غرف الإنعاش

شهدت المفاوضات السرية وغير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، المبرم في عام 2015، انتعاشاً وتقدماً غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تراجع إيران عن مطالبها التي تصفها واشنطن بـ "التعجيزية".

وكان الاتحاد الأوروبي طرح في الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا، مطلع آب/أغسطس الجاري، "مسودة نهائية" (العرض النهائي)، لإنقاذ الاتفاق النووي، الذي كان على وشك الانهيار منذ انسحاب ترامب منه في 2018.

ودعا الاتحاد الأوروبي كلا من طهران وواشنطن للرد على المقترح.

بدورها، قدمت إيران ردها الأسبوع الماضي على المسودة الأوروبية، ووصف مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الرد الإيراني بـ "المعقول".

وبحسب المسؤولين الأميركيين فإن إيران تخلت عن شرطها بإزالة "الحرس الثوري" من قوائم الإرهاب الأميركية كما تنازلت عن إصرارها بإغلاق ملفات التحقيق بـ "بقايا اليورانيوم" من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في حين لم تقدم واشنطن ردها النهائي، في ظل "تفاؤل حذر" مع عودة الزخم الإيجابي لـ "المفاوضات النووية".

ومن المتوقع اليوم يصدر الرد الأميركي ليحدد مصير هل هناك اتفاق نووي أم لا؟