icon
التغطية الحية

لأول مرة منذ إنشائه.. الجفاف يهدد سد الدويسات غربي إدلب |صور

2021.12.01 | 06:11 دمشق

2.jpeg
إدلب - سيلا الوافي
+A
حجم الخط
-A

شهدت مدينة دركوش شمال غربي محافظة إدلب انخفاضاً كبيراً في منسوب مياه الأمطار وصل لـ 25% في عامي 2020 و2021 عن الأعوام السابقة مما أدى إلى جفاف سد الدويسات.

ويعتبر سد الدويسات الذي أسس منذ قرابة ثلاثة عقود من السدود التخزينية العظمى التي تصل إلى 3,6 ملايين متر مكعب ويعتمد في مياهه على مجريين شتويين هما مجرى وادي الدرية ومجرى وادي العثمانية اللذين يعتبران المصدر الرئيسي لمياه السد إلى جانب الأمطار الموسمية وبعض الينابيع الصغيرة التي تصب في بحيرة السد والتي تختلف غزارتها باختلاف موسم الأمطار في المنطقة بحسب المهندس محمد نعمة رئيس دائرة الاستثمار في شعبة الموارد المائية في المحافظة.

 

3.jpeg
سد الدويسات قرب دركوش بمحافظة إدلب (خاص تلفزيون سوريا)

 

ويقول نعمة لموقع تلفزيون سوريا إن السد منذ تأسيسه وبدء الاستثمار فيه من عام 1996 إلى عام 2019 كان يصل مخزونه إلى التخزين الأعظمي، ولكن خلال عامي 2020- 2021 تقلص مخزون السد إلى 1,5 مليون متر مكعب نتيجة شح الأمطار في المنطقة مما تسبب بأضرار جسيمة لحقت بالأراضي الزراعية والأشجار المثمرة التي كانت تعتمد بشكل كلي على مياه السد.

ويؤكد نعمة بأن سد الدرية (الدويسات) هو المصدر الوحيد لري البساتين والمحاصيل الزراعية كالفليفلة – البندورة- الخيار- الباذنجان إضافة للأشجار المثمرة كالرمان والخوخ والجانرك التي تعتبر من المحاصيل الاستراتيجية لمحافظة إدلب.

ويضيف نعمة أن السد يروي العديد من القرى المحيطة به مثل (الزهراء والزنبقي والدويسات وعامود وجزء من قرية دركوش) إضافة إلى تأمين المياه للمهجرين القاطنين في المنطقة.

وبحسب نعمة فإن مساحة السد التصميمة المروية كانت تبلغ 300 هكتار والمساحة الفعلية المروية 215 هكتارا ولكن نتيجة لظروف الحرب وانتشار المخيمات في المنطقة تراجعت مساحة المشروع إلى 110 هكتارات فقط.

 

4.jpeg
سد الدويسات قرب دركوش بمحافظة إدلب (خاص تلفزيون سوريا)

الأسباب الثانوية

يقول ماهر الحسين مدير مشروع سد الدويسات لـ موقع تلفزيون سوريا إنه إلى جانب انخفاض نسبة الأمطار والتغيرات المناخية فإنه يوجد أسباب أخرى ساهمت في جفاف السد ومنها مشكلات فنية تتعلق بعمر شبكة الري وخاصة الخط الرئيسي المعدني الذي مضى عليه 26 سنة مما أدى إلى تسريبات واستنزاف جائر للمياه في أماكن عدة من الخط الرئيسي والخطوط الفرعية للشبكة نتيجة تشققات وصدوع في تلك الأنابيب التي تضررت بفعل قصف قوات النظام وروسيا للمنطقة والتي دمرت البنى التحتية.

وأشار الحسين إلى أنه تم استبدال أجزاء من الخط الرئيسي المهترئ في الشبكة إلى جانب إجراء بعض الصيانات الفنية للسد وخطوط الشبكة الفرعية ووضع خطة سقاية، ولكن انتهاء عمر الشبكة الفنية أدى إلى كثرة الأعطال وحال دون ذلك، مضيفا أنه من الصعب إصلاح الخط كاملاً لارتفاع كلفته التي تفتقر إليها دائرة الموارد المائية والتي تبلغ بشكل تقريبي من 60 إلى 70 ألف دولار.

ويتابع الحسين بالقول: بعد أن كان السد يمد الأراضي الزراعية بمياه الري طوال أيام الأسبوع باتت عمليات الضخ تقتصر بشكل جزئي على مرة واحدة كل خمسة عشر يوما قبل جفافه في نهاية العام الحالي من منتصف الشهر التاسع.

ويفترض أن يساهم السد في ري 1500 دونم من الأراضي وأن يستفيد منها ما بين 700 إلى 800 من عائلات المزارعين، وفق ما قاله الحسين.

 

1.jpeg

 

ولتفادي مشكلة جفاف سد الدويسات في مدينة دركوش قال كل من المهندس محمد نعمة وماهر الحسين مدير السد: "لتفادي مشكلة جفاف السد يجب استبدال شبكة الري وخاصة الخط الرئيسي المعدني والذي يبلغ طوله 900 م والذي يشكل نسبة هدر لمياه السد بأكثر من 20 بالمئة، إلى جانب تنظيف أرضية السد بشكل كامل والذي يقدر بـ 4 آلاف م3 والتي يجب الحفاظ عليها نظيفة دائماً لعدم جفاف السد إضافة إلى تأمين مصدر مائي احتياطي للمشروع بإنشاء محطة ضخ قريبة من نهر العاصي لدعم شبكة الري من الشبكة المباشرة".

جفاف السد ينعكس على حياة المزارعين

تسبب خروج السد عن الخدمة والتغييرات المناخية (شح الأمطار- الحرائق) الحاصلة في المنطقة إلى أضرار جسيمة طالت المزارعين وملاك الأراضي الزراعية المستفيدين من السد كما انعكس ذلك على المنظر الجمالي لقرية الدرية.

يقول لطفي تامر أحد المزارعين في قرية الدرية إن محاصيله الزراعية (البندورة –الخيار-الفاصولياء- الباذنجان -الفليفلة) لهذا العام قد تضررت بما يقارب 50% لعدم اكتمال ريها من سد الدويسات الذي هُدرت أغلب مياهه في شبكات الري المهترئة إلى جانب قلة الأمطار.

ويؤكد أبو الوليد من مزارعي المنطقة لـ موقع تلفزيون سوريا أن جفاف السد كان بمثابة الصدمة لهم فرغم تأخرهم عن موسم زراعة المحاصيل لحين امتلاء السد وفتحه باتجاه الأراضي فوجئوا خلال مرحلة إنتاج الخضار بجفاف السد وتضرر كل محاصيلهم الصيفية المروية إلى جانب تضرر جزء من إنتاج الأشجار المثمرة كالرمان والخوخ والجانرك.

ويوضح كل من المزارعين تامر وأبو الوليد أن مياه السد هي الحل الوحيد لاستمرار محاصيلهم الزراعية أما موضوع استجرار المياه للأراضي الزراعية فأمر مكلف جداً بالنسبة لسكان المنطقة نتيجة ارتفاع كلفة خراطيم المياه وحفر الآبار وانعدام المياه الجوفية في باطن الأرض.

 

5.jpeg

 

ولا تتجاوز نسبة المزارعين الذين يمتلكون طرقا بديلة للري كالآبار أو ينابيع تقع على مقربة من أراضيهم الـ 5 بالمئة فقط ويعملون على استجرار المياه منها عبر تفعيل المضخات بمحركات ديزل لتوليد الطاقة الكهربائية، ولكنه أمر مكلف جداً وليس بمتناول الجميع.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت سابقا نتيجة الجفاف والتغير المناخي الحاصل من أزمة جوع في طور التفاقم، ولفت تقرير برنامج الأغذية العالمي إلى خطر مجاعة يحدق بـ 12 مليون سوري، وانعدام أمنهم الغذائي يعود لعوامل مناخية، وأشار تقرير للمنظمة ذاتها أن ترتيب سوريا ضمن تسعة بلدان معرضة لخطر شديد من جراء الأحداث المناخية، وتتربع كثالث أعلى معدل لخطر الجفاف.

كما حذرت المنظمة الأممية من أزمة مياه تلوح في الأفق، وكشفت أن ما يقارب 40 %من المناطق الزراعية المروية لم تعد لديها القدرة على الاعتماد على الري، ولفت البيان إلى تعرض 1.8 مليون آخرين لخطر الانزلاق نحو الجوع، مطالباً في الوقت ذاته بزيادة المساعدات العاجلة لتجنب المزيد من المعاناة.