icon
التغطية الحية

لأول مرة.. تركيا تبث لقطات لعملية اختطاف المعارض الإيراني| فيديو

2020.12.17 | 16:04 دمشق

skynews-habib-chaab-istanbul_5209431.jpg
سكاي نيوز- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تمكنت سكاي نيوز من الوصول بشكل حصري لملفات مكافحة الإرهاب في تركيا والتي تظهر كيف تم استدراج المعارض الإيراني الناشط حبيب شعب إلى كمين ثم تم تهريبه إلى إيران حيث يمكن لهذا المعارض أن يحكم عليه بالإعدام علناً، ولهذا يطالب أصدقاؤه وأهله الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذه.

ووُجهت اتهامات متكررة لإيران باتخاذ عملاء لها لاستدراج المعارضين الذين حصلوا على حماية الدول الأوروبية إلى مواقع يمكن من خلالها خطفهم أو قتلهم.

ويشمل ذلك عملية الإعدام التي نفذت مؤخراً بحق روح الله زم في إيران، إذ كان هذا الصحفي والمدون يعيش في المنفى بفرنسا، إلا أن زوجته ذكرت بأن هؤلاء أقنعوه بالسفر إلى العراق في تشرين الأول 2019 حيث قام الحرس الثوري الإيراني باختطافه وإعادته إلى إيران.

وترددت أنباء عن عدد من الصحفيين الذين يعملون لصالح قناة إخبارية مستقلة مختصة بالشأن الإيراني تبث أخباراً على مدار 24 ساعة في اليوم ومقرها في لندن الذين وصلتهم تهديدات من قبل وزارة الاستخبارات والأمن القومي الإيرانية سيئة السمعة والتي هددت باختطافهم من الشوارع إذا لم يتركوا عملهم لدى تلك المحطة الإخبارية.

شاهد أيضاً: فيلم: نحن صحفيون

واليوم، ثمة محاولات مسعورة لإقناع النظام الإيراني بالعدول عن تنفيذ عملية إعدام علنية أخرى.

ويعبر اليوم أصدقاء المعارض الإيراني السيد شعب الذي ظهر بعد يومين من اختطافه عبر التلفزيون الرسمي الإيراني ليعترف بارتكاب أعمال إرهابية، عن قلقهم على أمنه وسلامته.

ويعتقدون أن هذا الاعتراف انتزع منه بالإكراه، وبأن حياته مهددة بخطر وشيك. واتهم كثيرون الاستخبارات التركية بالتواطؤ مع النظام الإيراني في عملية اختطاف السيد شعب ونقله إلى بلده.

غير أن السلطات التركية أنكرت وبشدة تورطها بأي شكل من الأشكال بعملية الاختطاف وسمحت لسكاي نيوز بالوصول الحصري إلى ملفات تحقيقات مكافحة الإرهاب حول اختفاء السيد شعب في تركيا في مطلع تشرين الأول وذلك كمحاولة لدحض تلك الشكوك.

حيث حدد هذا التحقيق المفصّل، الفترة الزمنية المصيرية التي أمضاها ذلك المعارض الإيراني في تركيا، والتي تجاوزت 24 ساعة بقليل، ما يعكس وجود خطة متقنة تورط فيها عدد من الأشخاص إلى جانب عملية التهريب عبر الحدود.

وهكذا تم جمع ملف كبير كامل ضم صوراً أمنية ووصولات ومعلومات استخباراتية وأعمال تحر من الطراز القديم وأعقب ذلك سلسلة من عمليات الاعتقال، التي تبين بأن الخيط ينتهي في طهران بحسب ما ذكره محققون أتراك.

وقد ورد في بيان لمسؤول تركي لدى مكتب الرئيس ما يلي: "إننا ندين بأشد وأقوى الألفاظ هذه العملية غير القانونية التي نفذتها الاستخبارات الإيرانية. لقد حددت الاستخبارات التركية الأفراد المسؤولين عن اختطاف السيد شعب في غضون أيام حتى تتم محاكمتهم. وإننا على يقين من أن النظام القضائي التركي سيعاقبهم بأشد وأقصى العقوبات التي يقرها القانون".

اقرأ أيضاً: المخابرات التركية تعتقل 11 شخصاً مرتبطاً بالمخابرات الإيرانية

لماذا استهدف حبيب شعب؟

إن خلفيات هذه القضية معقدة لكنها تستحق أن ننظر فيها لنفهم السياق. فحبيب شعب هو مؤسس لجماعة انفصالية اسمها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز (ASMLA)، وقد ناقشت تلك الجماعة موضوع استقلال الأقلية العربية الموجودة في جنوب غرب البلاد عن إيران.

هرب السيد شعب من إيران قبل أكثر من عقد من الزمان وعاش في المنفى مع أسرته في السويد حيث حصل على جنسيتها لكنه ظل يواصل دفاعه عن تلك الجماعة الانفصالية.

خطة الخطف الإيرانية

إن سلسلة الصور الأمنية التي كشفتها التحقيقات التركية توضح بأن الخطة تقوم على استدراج السيد شعب إلى تركيا من أجل موعد غرامي مع شابة.

ويزعم المحققون الأتراك بأن تلك الشابة ما هي إلا جاسوسة إيرانية تلعب دور "جرة العسل" في هذه العملية. وثمة تقارير غير مؤكدة حول قيام علاقة بين الطرفين، وبأن تلك المرأة أقرضته مبلغاً كبيراً من المال.

ولكن سواء أكان ذلك حقيقة أم لا، تظهر الصور التي عرضها تلفزيون CCTV بأن المتهمين بعملية الخطف تجمعوا في إسطنبول قبل يوم من تنفيذ العملية، حيث قام اثنان منهما بزيارة متجر لأجهزة الحاسوب ومن هناك قاما بشراء حبسات للكابلات من مختلف القياسات، ما دفع السلطات التركية إلى الاعتقاد بأن تلك الحبسات استخدمت لربط يدي حبيب شعب وقدميه عند اختطافه ونقله بواسطة سيارة فان بعيد ذلك بساعات.

 

 

فيما تظهر المزيد من الصور الأمنية بأن السيد شعب وصل إلى مطار صبيحة بإسطنبول مساء اليوم الذي سبق 9 تشرين الأول، وتوجه بواسطة سيارة أجرة إلى محطة بنزين تبعد عن المطار مسافة 80 كلم، ليلتقي على ما يبدو بالمرأة التي عرفت عن نفسها بأنها صابرين سعيدي.

وتظهر آخر الصور التي التقطت لذلك المعارض في الأراضي التركية كيف اختفى في الظلام وكيف وصلت مركبة النقل بعد ذلك بفترة وجيزة وذلك عندما التقطتها الكاميرات بمجرد ظهورها عند الزاوية من الشارع نفسه. وبمجرد أن أصبح السيد شعب داخل تلك المركبة، تم تخديره ونقله لمسافة تتجاوز 1600 كلم شرقاً بالقرب من الحدود مع إيران حيث تم تهريبه إليها حسبما يرى المحققون الأتراك.

وبعد يومين على ذلك سمعناه وهو يعترف بتورطه في هجوم على موكب عسكري جنوب إيران قبل ذلك بسنوات.

مناشدة دولية للمساعدة

تواصل أصدقاء شعب وزملاؤه مع المجتمع الدولي طالبين منه التدخل، وذلك خوفاً من أن يلاقي المصير الذي سبقه إليه الصحفي المعارض روح الله زم الذي كان يعيش في المنفى بفرنسا لكنه اختفى بعدما أقنعوه بالسفر إلى العراق خلال العام الماضي.

ولقد أعدم السيد زم خلال فترة تقل عن أسبوعين من إدانته بالتحريض على أعمال شغب في مظاهرات ضد الحكومة.

اقرأ أيضاً: منظمة: إيران ترسل محكومين بالإعدام للقتال في سوريا

هذا ولقد دافع السيد خلف خابي وهو معارض إيراني يقيم في المنفى بلندن وصديق مقرب من السيد حبيب شعب عن براءة صديقه وطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف حيال ذلك.

وأكد على أن تركيا والسويد التي عاش فيها السيد شعب وكذلك الاتحاد الأوروبي برمته لا بد أن تتحمل جميعها المسؤولية في حال تم تنفيذ حكم الإعدام بالسيد شعب، ولهذا قال: "حان الآن وقت التصرف، إننا بحاجة لمساعدة، والمعارضون الإيرانيون في كل مكان يشعرون بالتوتر والخوف. وإننا نحس بالأمان في لندن ولكن أين هو المكان الآمن الآن في حال أصبح بالإمكان تنفيذ عمليات الاختطاف والقتل تلك؟!"

 المصدر: سكاي نيوز