icon
التغطية الحية

لأنه شعر بالجوع في لبنان.. لاجئ سوري يطعم المشردين في بريطانيا

2021.10.03 | 17:53 دمشق

4267.jpg
اللاجئ السوري في بريطانيا خالد وكاع (الغارديان)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

يقضي اللاجئ السوري خالد وكاع عطلته بإطعام المشردين في شوارع بريطانيا التي منحته حق اللجوء، حيث يتذكر لحظات معاناته من التشرد وشعوره بالجوع، كان قد عاشها سابقاً في لبنان.

وتروي صحيفة الغارديان البريطانية قصة خالد الذي وصفته بـ "الملاك الحارس"، حيث اضطر وكاع وزوجته لمغادرة قريتهم بريف دير الزور شرقي سوريا في عام 2013. بعد أن رفض القتال إلى جانب قوات الأسد أو "تنظيم الدولة".

معاناة خالد وزوجته دلال في لبنان

ومنذ وصولهما إلى لبنان عام 2013 حاملين حقيبة ملابس فقط، وصل الزوجان إلى شفير الهاوية، إذ كانا ينامان في الشارع أو على أسطح منازل الأصدقاء. وعمل خالد في مزارع الكروم، والإنشاءات والحلاقة، لكن مع عبور المزيد من اللاجئين عبر الحدود، أصبح من الصعب العثور على عمل. لينتهي بهما المطاف داخل مخيم، حيث تم تخصيص منزل مهجور لهما وتغمره المياه في كثير من الأحيان.

بدأت معاناة خالد وزوجته ودلال عام 2015 في أحد مشافي لبنان حيث كانت زوجته تعاني من الهزال واليرقان، يقول خالد "لقد بدأنا أنا وزوجتي بالموت، فقد أراد المستشفى 500 دولار من أجل الفواتير الطبية، فتركتها في غرفة الانتظار وذهبت للتسول أمام المساجد والكنائس، ولكن لم يساعدني أحد".

وقالت الصحيفة إن "معاناة خالد وصلت إلى اللاجئين السوريين في بيروت بعدما نشر أصدقاؤه قصته على فيس بوك، ليتلقى بعدها مكالمات هاتفية من أشخاص أرادوا مساعدته رغم عدم امتلاكهم الأموال، وفي النهاية تمكن المساعدون من جمع 200 دولار فقط، لكن المستشفى رفض قبول المبلغ لأنه غير كاف، وبعد مفاوضات كثيرة رضخ المشفى وتم إدخال الزوجة للعناية".

معاناة الجوع والتشرد في لبنان تدفع خالد للعمل التطوعي في بريطانيا

وأضافت أن "خالد يبكي عندما يتذكر هذه اللحظات الصعبة، ليس بسبب عدم اكتراث مسؤولي المستشفى بحال زوجته المريضة، بل بسبب امتنانه الكبير للسوريين الذين ساعدوه، وأعطوه كل ما يملكونه رغم عدم معرفتهم به، وهذا ما شجعه على مساعدة الآخرين، حيث أمضى خالد كل وقته في العمل التطوعي، منذ وصوله إلى مدينة إكسترا عام 2017 برفقة زوجته وحصوله على حق اللجوء في بريطانيا".

وأوضحت أنه "بعد أن أعادت منظمة اليونيسف توطينهم قبل أربع سنوات في المملكة المتحدة، وخصصت لهم شقة من غرفتي نوم في مدينة إكستر، سأل المسؤولون دلال عما تحتاجه، فأجابت "فقط أريد سريراً".

يفتقد وكاع سوريا بشدة، وخصوصاً عائلته، ويؤكد أنه "بعد خروجه قصفت قوات بشار الأسد قريته، واضطر بعض الناس للهرب باستخدام الإطارات للطفو عبر النهر، وأن عائلته المكونة من سبعة أفراد، حاولت الهرب مع الناس وغرقت في النهر".

ويرى بأن الناس الذين يطالبونه بالرجوع إلى بلده "لا يفهمون أن اللجوء ليس خياراً" مؤكداً أنه لم يأتِ إلى بريطانيا لأخذ المال من أحد والجلوس في المنزل طوال الوقت، ورغم صعوبة الحصول على وظيفة إلا أنه مصمم على العمل ومساعدة الناس والمساهمة في تحسين البلد الذي وفر له ولبناته الصغيرات بيتاً وملاذاً آمنا".

تقول روث أونيل التي تعمل مع خالد في بنك طعام محلي "لقد رشحته لأنه عمل بلا كلل من أجل المجتمع المحلي، بالإضافة إلى الطبخ وإدارة دروس التمارين الرياضية والمساعدة في المسجد، إنه رجل جميل، ويصنع القهوة السورية اللذيذة".

يخرج خالد في أيام الأحد لتوزيع وجبات نباتية سورية مطبوخة في المنزل على المشردين في وسط المدينة ويقدم دروساً رياضية مجانية في الحديقة. يقول "إنني أتفهم شعور الجوع، لقد كان لدي نفس الشعور مع عائلتي في لبنان"

ويذكر التقرير أن "خالد يحلم بامتلاك شاحنة ليفتتح فيها مطعماً يقدم فيه طعاماً سورياً، وامتلاك مطعم في يوم من الأيام، وقد قدم طلباً للحصول على قرض، لكنه رُفض بسبب جائحة كورونا".