icon
التغطية الحية

كيف يجبر مقربون من نظام الأسد سكان دمشق على بيع ممتلكاتهم؟

2020.08.22 | 12:03 دمشق

القصر العدلي بدمشق
القصر العدلي في مدينة دمشق (إنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يجبر مقربون من نظام الأسد، سكان المناطق الحيوية في مدينة دمشق على بيع ممتلكاتهم مستغلين حاجة أصحاب العقارات وسوء الحالة الاقتصادية وانهيار الليرة السورية، ومتبعين طرقاً جديدة لدفعهم إلى بيع ممتلكاتهم.

ويقول صاحب محل في منطقة الصالحية لقب نفسه "عمار" (اسم مستعار خوفاً من الملاحقة الأمنية)، في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا إن شخصيات مقربة من النظام وأخرى لها نفوذ في حكومته بدأت فعلياً بإجبار أصحاب المحال في منطقة الصالحية على بيع ممتلكاتهم بعدة وسائل منها المخالفات ومنها مطالبتهم بتراخيص لم تكن موجودة ويلزمها موافقات أمنية من أفرع أمن النظام.

ويضيف "عمار" أنه يملك محلا بمساحة 60 متراً في سوق الصالحية حاول أن يفتتح فيه مطعماً لكن حكومة النظام طلبت منه عدة موافقات أمنية كان غالبيتها من المستحيل الحصول عليها، وكلفتها بالرشاوى تضاهي ما سيدخله المحل لسنوات، ليقوم أحد الموظفين في دائرة المالية بعرض بيع المحل لشخص يقول إنه مسؤول كبير ويريد أن يتملك محلاً في هذا السوق وعرض عليه سعرا لبيع المحل بمبلغ أقل من سعره الحقيقي.

بدوره، قال صاحب عقار تجاري في منطقة السبع بحرات، لقب نفسه "أبو جاد" إنه أجّر محله لشبان بهدف فتحه كمحل يقدم المشاوي ليتفاجأ بعد شهرين بفتح المحل وتجهيزه كمطعم يقدم المشروبات الروحية مع الوجبات، وبعد عدة أشهر امتنع المستأجرون من دفع قيمة الآجار عدة أشهر وتقدم بشكوى ضدهم للبلدية دون تحصيل أي مبلغ إلى الآن، وكل مرة يأتي موظف البلدية لتبليغهم بضرورة إخلاء المحل يرشونه بمبالغ مالية كبيرة.

ويضيف "أبو جاد" أن المحل لا يستفيد منه منذ أكثر من سنة عدا عن توسعة المحل لوضع فيه قسم للمشروبات الروحية وتحويله لمكان تجمع يسيء لسمعته، دون أن تتخذ البلدية أي إجراء ضدهم، وتسبب بخسارته لمبلغ إيجاره الذي يتجاوز المليون ونصف ليرة سورية في السنة.

ويشير في حديثه إلى أنه اكتشف لاحقاً أنّ الشبان هم من أبناء مدينة طرطوس ويعملون كمتطوعين في أحد أفرع أمن النظام وافتتحوا المحل ليعملوا به ويجعلون منه مكان لتجمعهم وعناصر الميليشيات المساندة للنظام وسط العاصمة دمشق.

وأدى سوء الحالة الاقتصادية وانهيار الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وتدهور الوضع المعيشي للسكان في مدينة دمشق، إلى استعداد كثير منهم لمغادرتها، خاصةً مع قلة فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطبية بشكل ملحوظ بالتزامن مع بدء تفشي فيروس كورونا بشكل كبير في المدينة.