icon
التغطية الحية

كيف يتأثر السوريون في هولندا بتردي الأوضاع الاقتصادية في وطنهم الأم؟

2022.04.19 | 06:30 دمشق

dmshq.jpg
ازدحام أمام أحد الأفران في العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

رغم وصول عشرات آلاف السوريين إلى "وطنهم الجديد" في هولندا فإنهم ما زالوا يعيشون الواقع السوري المؤلم بكل تفاصيله لا سيما مع ازدياد معدلات الفقر في وطنهم الأصلي الأمر الذي يثقل كاهلهم ويحملهم عبئا إضافيا فوق الأعباء التي يتحملونها أساساً في حياتهم الجديدة.

اللاجئ السوري (رياض ت) المقيم في مدينة سخيدام قرب روتردام جنوبي هولندا واحد من هؤلاء السوريين، الذي قال لموقع تلفزيون سوريا "أنا أرسل إلى والديّ وأختي المقيمة معهم في دمشق شهرياً مبلغ 100 يورو".

وأضاف رياض (44 عاماً) الذي وصل إلى هولندا عام 2018: "لا أستطيع أن أقول لهم إن  هذا المبلغ رغم قلته كبير بالنسبة لي لكوني لم أجد عملا حتى الآن، وبالتالي لا زالت أعيش على الإعانة الاجتماعية".

وأشار إلى أنه يبحث عن عمل منذ فترة لكن عائق اللغة يمنعه من الحصول على عمل مناسب. "أحرم أطفالي من هذا المبلغ لأعطيه لأهلي في دمشق، الوضع سيئ جداً هناك غلاء فاحش في أسعار كل شيء".

أما سهام زوجة رياض فترسل أيضاً مبلغا شهرياً لوالديها في ريف دمشق وتقول لـ موقع "تلفزيون سوريا" إنه "بدون هذا المبلغ لا يستطيعان الحياة في ظل هذا الغلاء الفاحش في سوريا".

وأكملت "أنا أرسل أيضاً أحياناً لأخي مبلغا كل فترة خصوصاً في رمضان وقبل الأعياد لكي يستطيع أن يؤمن لأطفاله الطعام وملابس العيد".

وأشارت سهام "المشكلة أن الأسعار في دمشق تزداد في الغلاء يوماً بعد يوم ولا يوجد حل في الأفق.. لا أدري إلى متى سنستطيع أن نرسل لهم لأن الأسعار هنا أيضاً تزداد"، مضيفة "نحرم أطفالنا أحياناً لمساعدة أهالينا في سوريا لا نستطيع التخلي عنهم".

ما هي الإعانة المالية الشهرية في هولندا؟

وتحصل العائلة المكونة من فردين في حال كانت لا تعمل على إعانة مالية تقدر بـ 1480 يورو بعد اقتطاع مبلغ "الفاكسني خيلد" أو المبلغ الذي يتم ادخاره للقيام بإجازة سنوية ويقدر بـ 78 يورو شهرياً وتحصل عليه العائلة في صيف كل عام.

ويضاف إلى الإعانة جزء مرتجع من المبلغ الذي يتم دفعه من قبل العائلة للتأمين الصحي وإيجار المنزل ويقدر بـ 640 يورو وذلك بحسب إيجار المنزل والمبلغ المدفوع للتأمين الصحي الإلزامي في هولندا.

كما تحصل العائلة التي تمتلك أطفالا عن كل طفل على  80 يورو ويمكن أن يزيد قليلاً بحسب عمر الطفل، إضافة إلى ما يعرف "كيندر بايسلاخ" يحصل عليه الطفل حتى عمر 18 سنة كل ثلاثة أشهر أيضاً بحسب عمر الطفل، وفي حالة سهام التي لديها طفلان بعمر 8 و12 عاماً تحصل على 540 يورو كل ثلاثة أشهر.

ويتراوح المبلغ الذي تحصل عليه العائلة بعد دفع إيجار المنزل والتأمين الصحي إضافة لكل الفواتير من الكهرباء والماء إلى الإنترنت، ما بين 600 إلى 700 يورو.

ويأخذ الشخص في حال لم يكن متزوجا إعانة مالية تقدر بـ 1021 يورو بعد استقطاع مبلغ يقارب 53 يورو لـ "الفاكسني خيلد".

واجب وسداد ديون

بدوره، قال السوري (عمر م) المقيم قرب مدينة دلفت "أنا أعمل في قطاع اللوجستيك وأحصل على نحو  1800 يورو كراتب وزوجتي لا تعمل لأنها ترعى أطفالنا وبالتالي الراتب يعادل الإعانة الاجتماعية تقريباً".

ويضيف "أمي وأبي يعيشان وحدهما في ريف دمشق وهما يعيشان على الراتب التقاعدي ولا يكفيهما وبالتالي علي أن أرسل 100 يورو كمبلغ شهري لهما كي يستطيعا تأمين مستلزمات حياتهم"، مشيراً إلى أن زوجته أيضاً ترسل مبلغا شهريا لأهلها.

ولفت عمر إلى أن هذا المبلغ الذي نرسله بشكل شبه منتظم ليس بالقليل.. هذا مرهق بالنسبة لنا خصوصاً إذا حصل معنا شيء طارئ كغرامة أو حالة مرضية"، مضيفاً لكن ليس لنا بديل ولا نستطيع إلا أن نساعدهم لا سيما في شهر رمضان".

ويتابع الرجل السوري: "نحن الآن نسد جزءا من دينهم علينا.. هذا واجبنا تجاههم".

أما السوري الفلسطيني شادي المقيم قرب مدينة دينهاخ فيرسل مبلغاً بشكل شهري ما بين 100 و150 يورو إلى زوجة أخيه الذي تم اعتقاله من قبل حاجز للنظام في ريف حماة في عام 2014 خلال محاولته الهرب من سوريا إلى تركيا عبر طرق التهريب.

ويقول: "زوجة أخي وأولاده ليس لديها أي مردود مادي سوى الذي نقدمه لهما.. كيف يمكنني أن أعيش هنا مرتاحا وأطفال أخي الذي ربما مات في سجون النظام محتاجون للمساعدة"، مضيفاً "أنا أفعل هذا بكل طيب خاطر لأنه واجبي".

يشار إلى أن الأسعار ارتفعت مؤخراً بشكل كبير خصوصاً في بداية شهر رمضان في ظل عجز نظام الأسد عن توفير مستلزمات الحياة الضرورية للمواطن، كما تشهد مناطق النظام ارتفاعاً كبيراً في معدلات الفقر في ظل نشوء طبقة من تجار الحرب الفاسدين المدعومين من النظام السوري.