icon
التغطية الحية

كيف سيطر النظام على 2000 كم مربع وما هي خسائره؟ (تسلسل زمني)

2020.02.19 | 10:07 دمشق

photo_2020-02-18_13-22-06.jpg
الطريق الدولي M5 حلب - دمشق (إنترنت)
تلفزيون سوريا - عبد الله الموسى
+A
حجم الخط
-A

تشهد جبهات الفوج 111 في الشيخ سليمان قرب مدينة دارة عزة غربي حلب، اشتباكات عنيفة منذ ليل أمس في محاولة لقوات النظام لتحقيق مزيد من التقدّم على هذ المحور، عقب سيطرتها على بلدتي عنجارة وقبتان الجبل، وانسحاب الفصائل العسكرية لتجنّب حصارها، من مدن عندان وحريتان وكفرحمرة وحوالي 20 بلدة في شمال غرب حلب.

وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن الفصائل التي كانت موجودة في الجيب الشمالي الغربي والملاصق لمدينة حلب، اتخذت قراراً يوم الأحد الفائت، بالانسحاب من المدن الـ 3، وبلدات حيان والليرمون وجمعية الزهراء وبيانون والملاح وكفرحمرة وشويحنة وبابيص وياقد العدس ومعارة الأرتيق وبشقاتين والطامورة وكفرداعل وبسراطون، وذلك بعد سيطرة النظام على تلال حاكمة تقع على طريق حلب – دارة عزة، ما مكّنها من رصد طريق إمداد الفصائل لهذا الجيب.

وأوضح مصدر عسكري لموقع تلفزيون سوريا بأن مجموعات محلية من أهالي هذه المدن والبلدات هم مَن كانوا موجودين في خط الجبهة الذي يحتوي على عشرات نقاط الرباط، دون وجود واضح وكاف من قبل الفصائل الكبيرة في حلب وخاصة هيئة تحرير الشام وفيلق الشام التابع للجبهة الوطنية للتحرير.

وسيطرت قوات النظام، ليل الإثنين - الثلاثاء، على قرى (قبتان الجبل، وعنجارة، والسلوم، والمعري، والشيخ عقيل - يوجد نقطة مراقبة تركية - وبسرطون، وبالا، كندرة الملاصقة للفوج 111) شرقي مدينة دارة عزة، وذلك بعد مواجهات مع الفصائل العسكرية. وبذلك يكون النظام قد سيطر على مساحة أكثر من 300 كم مربع.

 

معركة مستمرة بدون توقف منذ منتصف تشرين الثاني 2019

سيطرت قوات النظام في 22 آب 2019، على مدينة خان شيخون جنوب إدلب، وذلك تكون قد أكملت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي مكثف سيطرتها على كامل ريف حماة الشمالي، في حين بقيت نقطة المراقبة التركية في موقعها قرب مدينة مورك.

 

1.jpg

خريطة السيطرة في نهاية آب 2019

ووصلت قوات النظام وروسيا إلى شرقي مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، بعد معارك لم تتوقف منذ منتصف تشرين الثاني عندما بدأ النظام وروسيا المرحلة الأولى من هجومهما للوصول إلى مدينة معرة النعمان.

المرحلة الأولى: معرة النعمان

بدأت قوات النظام منتصف تشرين الثاني 2019 وبدعم روسي مكثف، هجومها على البلدات والقرى الواقعة شرقي مدينة خان شيخون، وجنوب شرق مدينة معرة النعمان، لتسيطر في 23 كانون الأول 2019 على بلدة جرجناز و25 قرية بالإضافة إلى محاصرة نقطة المراقبة التركية في الصرمان.

 

2_0.jpg

قوات النظام تسيطر على بلدة جرجناز في 23 كانون الأول 2019

في 26 كانون الثاني الفائت، سيطرت قوات النظام على عدد من البلدات الواقعة بين جرجناز ومعرة النعمان، وأهمها الغدفة وتلمنس ومعرشمشة، الواقعة على بعد 2 كم شرقي مدينة معرة النعمان والمطلة على الطريق الدولي حلب – دمشق الذي يمر من المدينة.

وأكملت قوات النظام تقدمها من محور معرشورين شمال شرق معرة النعمان، لتجتاز الطريق الدولي حلب – دمشق، وتصل إلى بلدة الدانا شمالي مدينة معرة النعمان، ثم فتحت قوات النظام محوراً آخر جنوبي المدينة وسيطرت على معسكر وادي الضيف ووصلت إلى حدود بلدة كفروما.

بعد مقاومة لمدة يومين من الفصائل في محيط مدينة معرة النعمان التي باتت شبه محاصرة، أحكمت قوات النظام سيطرتها على مدينة معرة النعمان في 29 كانون الثاني، كما سيطرت أيضاً على عدد من القرى الواقعة على الطريق الدولي شمالي مدينة معرة النعمان ووصلت إلى بلدة خان السبل جنوبي مدينة سراقب.

 

3_1.jpg

قوات النظام تسيطر على مدينة معرة النعمان في 29 كانون الثاني 2020

المرحلة الثانية: سراقب ملتقى الطريقين الدوليين ومرحلة جديدة للتصعيد التركي

مع بداية شهر شباط الجاري، شنت قوات النظام هجوماً على البلدات الواقعة جنوبي وشرقي مدينة سراقب بهدف تطويقها والسيطرة عليها، وسيطرت على بلدات جوباس ومرديخ وتل مرديخ ولوف والنيرب، وحوالي 20 بلدة وقرية شرقي المدينة.

 

4_0.jpg

قوات النظام تسيطر على ريف سراقب الشرقي في 5 شباط 2020

وبالتزامن مع هجوم النظام على محيط مدينة سراقب، دفع الجيش التركي في الأول من شباط بتعزيزات كبيرة لإنشاء نقاط جديدة في محيط المدينة، وذلك بعد أن أنشأ الجيش التركي نقطة جنوبي المدينة في 28 كانون الثاني قرب بلدة تل مرديخ.

وفي الأول من شباط شنّت الفصائل العسكرية هجوماً واسعاً على حي الزهراء شمال غرب مدينة حلب، إلا أنه لم تتمكن من السيطرة على مواقع جديدة، وأعلنت عن مقتل 5 من القوات الروسية وعشرات العناصر من النظام.

وأنشأ الجيش التركي في الثالث من شباط نقطة مراقبة شرقي مدينة سراقب وثانية شمالها وثالثة غربها، لتصبح عدد النقاط الجديدة في محيط المدينة 4 نقاط مراقبة.

في الثالث من شباط تعرّض رتل تركي قرب مدينة سراقب للقصف ما أسفر عن مقتل 5 جنود أتراك و3 متعاقدين مدنيين، لترد نقاط المراقبة التركية باستهداف مواقع النظام، ولتكون هذه الحادثة نقطة تحول في الخطاب التركي الذي بدأ يهدد بشن عملية عسكرية.

في الخامس من شباط هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظام الأسد بشن عملية عسكرية إن لم ينسحب مِن جميع المناطق التي تقدّم إليها في محيط نقاط المراقبة التركية، خلال شهر شباط الجاري. وأنشأ الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في مطار تفتناز شمال إدلب في السادس من شباط.

شنّت الفصائل هجوماً لاستعادة السيطرة على بلدة النيرب بهدف منع حصار مدينة سراقب، بعد أن سيطرت قوات النظام على بلدة آفس شمالي المدينة ولم يبق سوى طريق سراقب – سرمين، لكن المعركة فشلت في تحقيق هدفها، وسيطرت قوات النظام ليل السادس من شباط على مدينة سراقب بعد تطويقها من 3 جهات، وانسحبت الفصائل منها.

ومنذ منتصف كانون الثاني الفائت بدأت قوات النظام باستقدام تعزيزاتها إلى جبهات جنوب وغرب حلب، وبعد أكثر من 70 محاولة للتقدم على محور الصحفيين وإكثار البذار غربي المدينة وبلدة خان طومان جنوبيها، سيطرت قوات النظام بدعم جوي روسي ومن الميليشيات الإيرانية برياً، على بلدة خان طومان وعدد من البلدات المحيطة بها، لتتجه أنظار النظام إلى تلة خلصة الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي.

 

5_0.jpg

خريطة السيطرة في أرياف محافظة حلب (منتصف كانون الثاني 2020 قبل بدء الهجوم)

وبعد معارك كر وفر لأيام، سيطرت الميليشيات الإيرانية وقوات النظام على تلة خلصة وبلدة زيتان في السابع من شباط ومن ثم سيطرت على تل العيس الاستراتيجي القريب من الطريق الدولي في التاسع من شباط.

 

6_0.jpg

قوات النظام تسيطر على ريف حلب الجنوبي وتلة العيس (9 شباط 2020)

في العاشر من شباط أطلقت الفصائل العسكرية بمشاركة الجيش التركي عملية عسكرية في محيط مدينة سراقب، إلا أن وفداً روسياً وصل إلى العاصمة التركية أنقرة للاجتماع مجدداً بعد فشلهما يوم السبت الفائت بالتوصل إلى تفاهم حول إدلب، ما تسبّب بتأجيل العملية العسكرية.

ومع انعقاد جولة المباحثات الثانية من المباحثات في العاصمة أنقرة في العاشر من شباط، قصفت قوات النظام القاعدة العسكرية التركية في مطار تفتناز ما تسبب بمقتل 5 جنود أتراك وإصابة 5 آخرين.

مع وصول النظام إلى تلة العيس جنوب حلب وسيطرته على عدد من القرى والبلدات شرقي مدينة سراقب، التقى محوري الهجوم شمالي مدينة سراقب، لتبدأ المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في إدلب.

 

المرحلة الثالثة: انهيار خطوط الدفاع القديمة وتقدم سريع في ريف حلب الغربي

توجهت معارك النظام بعد السيطرة على مدينة سراقب وبلدات تقع شمالها، وتلة العيس بريف حلب الجنوبي؛ على الطرف الغربي من الطريق الدولي لتسيطر في العاشر والـ 11 من شباط على بلدات جزرايا وكفرحلب وميزناز والكماري والبرقوم وقناطر والبوابية.

في الـ 11 من شباط، انسحبت الفصائل العسكرية من جبهات الراشدين الرابعة والصحفيين، وذلك بعد وصول قوات النظام إلى محيط المنطقة.

وأسقطت فصائل المعارضة في الـ 11 من شباط مروحية لقوات النظام بصاروخ مضاد للطيران محمول على الكتف، بالقرب من مدينة إدلب، ليعلن الرئيس التركي أردوغان في اليوم التالي بأن طائرات النظام لن تطير بحرية وتقصف المدنيين.

في الـ 12 من شباط أنشأ الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في بلدة بنش شمال إدلب وأخرى على الطريق الواصل بين مدينة الاتارب وبلدة الجينة في ريف حلب الغربي.

وفي 13 شباط: وسّعت قوات النظام والميليشيات الإيرانية سيطرتها على جانبي الطريق الدولي جنوب غرب حلب، وسيطرت على قرية كفرجوم ومشروع ريف المهندسين الأول، وخان العسل والشيخ علي وأرناز غربي حلب.

14 شباط: أسقطت فصائل المعارضة طائرة مروحية لقوات النظام في قبتان الجبل بريف حلب الغربي، بصاروخ مضاد للطيران محمول على الكتف. وسيطرت قوات النظام على مناطق الشامكيو وزهرة المدائن وأوروم الصغرى وريف المهندسين الثاني، الفوج 46 (يبعد 5 كيلومترات عن الأتارب) غرب حلب.

 

7_1.jpg

قوات النظام توسّع سيطرتها بريف حلب الغربي (19 شباط 2020)

8_0.jpg

قوات النظام تسيطر على كامل الطرف الشرقي من الطريق الدولي وتلتقي محاور شرق إدلب مع جنوب حلب في العيس (15 شباط 2020)

المرحلة الرابعة: حصار الجيب الشمالي الغربي من حلب وانسحاب الفصائل

16 شباط: سيطرت قوات النظام على بلدات عاجل وعويجل وكذلك بلدتي المنصورة وكفرداعل الواقعتين على طريق حلب – دارة عزة، وذلك بعد يوم من سيطرتها على بلدة أورم الكبرى، وشنّت هجوماً واسعاً بهدف السيطرة على جبل بابيص المتاخم لبلدة كفرداعل، لمحاصرة الجيب الشمالي الغربي المتاخم لمدينة حلب والذي يضم مدن كفر حمرة وعندان وحريتان وحوالي 20 قرية وبلدة، لتنسحب منها الفصائل قبل حصارها.

 

9_0.jpg

الفصائل تنسحب من مدن عندان وحريتان وكفرحمرة شمال غرب مدينة حلب (16 شباط 2020)

تعزيزات عسكرية تركية كبيرة بأكثر من 8 آلاف جندي وألفي دبابة

منذ وصول النظام إلى مشارف مدينة سراقب في الأول من شباط الجاري، لم تتوقف التعزيزات التركية عن الوصول إلى داخل محافظتي إدلب وحلب، وبلغت عدد النقاط التركية 30 نقطة، بزيادة 18 نقطة عما هو متفق عليه في اتفاق خفض التصعيد بإدلب، في حين توجد حالياً 12 نقطة مراقبة محاصرة داخل المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام.

وتوّقع مراقبون وخبراء عسكريون بأن أعداد الجنود الأتراك في إدلب زادت على 8 آلاف جندي بينهم عدد كبير من القوات الخاصة "الكوماندوس"، في حين يوجد في النقاط مسبقاً أكثر من ألفي جندي، ووصل عدد الدبابات والمدرعات وراجمات الصواريخ إلى أكثر من ألفين.

ومع استمرار وصول التعزيزات إلى الأراضي السورية والحدود، أرسلت أنقرة وفداً إلى موسكو بعد فشل جولتين من المباحثات في أنقرة، وقال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عقب انتهاء مباحثات الوفدين التركي والروسي التي استمرت ليومين، "أبلغنا الجانب الروسي بشكل واضح وصريح أننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة النظام إلى حدوده السابقة (حدود اتفاق سوتشي) في حال لم ينسحب".

 

صواريخ الـ م/د تفتك بقوات النظام وآلياته (إحصائية)

أحصت الجبهة الوطنية للتحرير في شهر كانون الأول من العام الفائت، تدمير 26 هدف لقوات النظام في جبهات إدلب وحلب.

ومنذ بداية شهر كانون الثاني وحتى 24 من الشهر نفسه، بلغ عدد الآليات والأهداف المدمرة بالصواريخ أكثر من 40 هدفاً وآلية وتجمعاً لعناصر النظام.

وفي الفترة ما بين 24 كانون الثاني وحتى الرابع من شباط، دمّرت الجبهة الوطنية والجيش الوطني 42 هدفاً وآلية للنظام في جبهات حلب وإدلب.

وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر شباط، بلغ عدد الأهداف المدمرة بالصواريخ، أكثر من 120.

وخلال النصف الأول من شهر شباط، دمّرت الجبهة الوطنية للتحرير 64 هدفاً لقوات النظام: 15 دبابة لقوات النظام و17 تجمعاً لآليات عسكرية، و7 قواعد إطلاق صواريخ مضادة للدروع، و5 رشاشات ثقيلة، وعربتي شيلكا وعربتي BMP وجرافة عسكرية.