icon
التغطية الحية

كيف رد سوريون على تصريحات منفذ هجوم فرنسا؟

2018.12.17 | 15:12 دمشق

"شريف شكات" منفذ هجوم مدينة ستراسبورغ في فرنسا (رويترز)
مصطفى عباس - فرنسا/ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

صحيح أن مقتل (شريف شكات) منفذ عملية ستراسبورغ الإرهابية قد جعل المدينة التي عاشت على أعصابها لعدة أيام تتنفس الصعداء، ولكن كل عملية من هذا النوع من شأنها تأزيم وضع اللاجئين، وارتفاع أسهم اليمين المتطرف في هذا البلد، الذي يعتبر الوحيد بين البلدان الغربية، يعطي فيزا لـ اللاجئين السوريين عبر سفاراته في البلدان المحيطة بسوريا.

عملية ستراسبورغ راح ضحيتها ثلاثة أشخاص وجرح آخرون خلال إطلاق نار قرب سوق في حي لامينو بتلك المدينة الحدودية مع ألمانيا، هجوم استهدف سوقا خاصا بأعياد الميلاد، ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية أن "شيكات" عُثر عليه مختبئا في مخزن بمنطقة مينو، وأن الشرطة أطلقت عليه النار فأردته قتيلا.

 

نصرةً لـ إخوانه في سوريا!

في مدينة ستراسبورغ مئات اللاجئين السوريين، وهم كغيرهم في المجتمع الفرنسي يشعرون بالقلق مما يجري حولهم، ولكن تصريحات "شكات" قد زادتهم قلقاً، لاسيما إذا علمنا أنه كان أثناء محاولته الهروب بسيارة تاكسي قد قال للسائق، إن ما فعله "ليس إلا نصرة لـ إخوانه في سوريا"!، فكيف رأى السوريون ما جرى؟

كشك سوري مشارك في سوق أعياد الميلاد بمدينة ستراسبورغ الفرنسية (تلفزيون سوريا)

يقول (نزيه قصيبي) رئيس جمعية ألزاس سوريا وهو مشارك في سوق أعياد الميلاد بكشك يذهب ريعه إلى سوريا، إن "شكات ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالثورة السورية وشعبها الذي ضحى من أجل الحرية والديموقراطية. وهو شخص ليس له علاقة بالدين الإسلامي الحنيف. قضى حياته في السرقة والسطو... لا نعرف سبب فعله الشنيع إذ في ليلة وضحاها يقتل باسم (الله أكبر) أناسا أبرياء من ديانات مختلفة بما فيهم المسلمون. أين الاسلام من ذلك؟ إنه عمل إرهابي همجي جبان يبعث على الاشمئزاز".

و(شريف لشْكَاط) أو "شكات" كما يُلفظ في الفرنسية ولد في مدينة ستراسبورغ عام 1989 من أصول شمال أفريقيا أدين بجرائم سرقة وسطو أكثر من 27 مرة، وأمضى سنوات طويلة من عمره في السجون بين سويسرا وألمانيا وفرنسا.

 

ريع لـ دعم السوريين

وحول نظرة الفرنسيين للسوريين بعد تصريحات "شكات" وعمليته البشعة يقول قصيبي، إن "الشعب الفرنسي لم يخلط ولم يبد أي كراهية تجاه المهاجرين السوريين، بالعكس اليوم كنا كـ جمعية ألزاسية سورية في ساحة كليبر حيث قدمنا بعد إعادة افتتاح سوق اعياد الميلاد في الشاليه، المنتوجات السورية وتحدثنا أمام السائحين والفرنسيين عن سوريا".

بدوره الصحفي (يعقوب قدوري) الذي يسكن مدينة ستراسبورغ منذ نحو سنة ونصف، يصف الوضع في المدينة فيقول "تسببت العملية الإرهابية بقلق كبير في المجتمع، خاصة قبل الإعلان عن مقتل شكات. الجميع عاش بحذر شديد يراقب كل الوجوه حوله في الشوارع ووسائل النقل. أي حركة سريعة او تغطية لجزء من الوجه حتى لو كانت بسبب برودة الطقس، كانت تثير بوضوح قلق المحيطين بك".

 

الإرهابيون أسوأ ما حصل للسوريين بعد النظام 

ويضيف "القدوري" أن "واقع الأمر أن شريف شكات وأمثاله من الإرهابيين هم أسوأ ما حصل للسوريين بعد نظام الأسد، قد يكون البسطاء من أمثاله لا يعون ذلك، لكن قادتهم لا شك يعرفون أنهم عمليا يخدمون نظام الأسد ضد الشعب السوري وأحلامه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام. هم فعليا أحد أصابع النظام التي تُقلق السوريين وتُنغص عليهم حياتهم أينما حلّوا، سواء داخل الوطن أم في المنفى الإجباري".

 

الغربيون ليسوا معنيين بالتفاصيل

ويتابع الصحفي الحاصل على اللجوء في فرنسا "ربما من قصَدهم شكات بقوله (من أجل أخواني في سوريا) ليس ما فهمناه نحن.. قد يكون قصده الانتقام لإخوانه هو في سوريا وليس السوريين. وفي هذه الحالة يكون تعاطفه ذهب باتجاه تنظيم الدولة والتنظيمات الإرهابية المشابهة وليس باتجاهنا نحن السوريين، وبالتالي لسنا معنيين بما قاله. لكن المشكلة أن الرأي العام الغربي قد لا تكون الأمور واضحة له لهذه الدرجة. الغربيون ينظرون للأحداث في سوريا كـ كتلة وليسوا معنيين بالتفاصيل، وبالتالي تنعكس مثل هذه العمليات الإرهابية على السوريين سلبا، أياً كان قصد المنفذ".

ويأتي هجوم ستراسبورغ في مرحلة حرجة، بعد احتجاجات "السترات الصفراء" على ارتفاع مزمع لـ أسعار الوقود وغلاء المعيشة، ثم اعتذار الرئيس الفرنسي عن كمية العنف المرتكب من قبل شرطة حفظ النظام، وإلغائه جميع القرارات المتعلقة بزيادة الأسعار، كما يتزامن أيضاً مع ما يرى فيه متتبعون أن فرنسا تواجه صعوبة في التعامل مع المتشددين المحليين والأجانب، وذلك جلي من خلال تعرضها لهجمات دموية في السنوات الماضية، أبرزها هجمات منذ سنة 2015 في باريس ونيس ومرسيليا.