يشكّل التعامل مع الطفل كثير الحركة تحدياً للعديد من الأهالي، إذ يُوصَف أحياناً بأنه "صعب المراس" أو "غير منضبط"، في حين يرى خبراء التربية أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بطبيعة مختلفة لا تعني بالضرورة وجود مشكلة سلوكية.
وبحسب موقع "بيرنتس" المتخصص بصحة الطفل وتربيته، فإن الأطفال ذوي الطاقة العالية يُظهرون فضولاً دائماً ونشاطاً مستمراً، ويسعون لاستكشاف محيطهم بلا توقف.
وتشير الأبحاث إلى أن هذه السلوكيات قد تكون نتيجة لعوامل طبيعية، مثل قِصر مدة التركيز أو الفضول الفطري، إلى جانب عوامل وراثية وبيئية وشخصية.
ويُحذر الخبراء من التسرع في تصنيف الطفل على أنه يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو طيف التوحد، إذ إن النشاط الزائد قد يكون في كثير من الأحيان مجرد سمة من سمات النمو الطبيعي.
كيف يجب عليك أن تتعامل مع الطفل النشيط؟
يوصي المختصون باتباع مجموعة من الخطوات التربوية للتعامل مع الطفل كثير الحركة، تبدأ بوضع حدود واضحة ومناسبة للعمر، والحرص على التواصل معه بلغة هادئة وحازمة.
كما يشددون على أهمية اللعب الحر وغير الموجّه، لما له من دور في تفريغ الطاقة بشكل صحي وطبيعي، وتقليل مستويات التوتر والانفعال.
ويرى الخبراء أن النشاط البدني ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة ضرورية لتنظيم الطاقة لدى الأطفال النشطين، لذا يُنصَح بتشجيعهم على الركض، والقفز، وتسلق الأشجار، أو ممارسة الألعاب الحركية مثل الترامبولين وركوب الدراجة.
وفي المقابل، قد يؤدي نقص النوم أو النشاط البدني إلى سلوكيات توحي بفرط النشاط، لا سيما عند الأطفال الأصغر سناً، لذلك من المهم التأكد من حصول الطفل على قدر كافٍ من الراحة والحركة يومياً.
ولتوفير بيئة منزلية ملائمة، يمكن استخدام ألعاب التململ (Fidget Toys) كوسيلة لتوجيه الطاقة خلال أوقات الهدوء، إلى جانب الأنشطة التي تحفّز الحواس وتمنح الطفل شعوراً بالراحة والتركيز.
الخلاصة
يؤكد خبراء التربية أن التعامل مع الطفل كثير الحركة يتطلب مرونة وفهماً لطبيعته، مع تهيئة بيئة آمنة ومحفّزة، فبالتوجيه الصحيح والدعم العاطفي، يستطيع الأهل تحويل هذه الطاقة العالية إلى فرصة للنمو والإبداع، مع الحفاظ على التوازن والهدوء داخل الأسرة.