icon
التغطية الحية

كيف تؤثر سوريا على رغبة إسرائيل بتزويد أوكرانيا بالقبة الحديدية؟

2023.02.03 | 16:55 دمشق

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين - المصدر: الإنترنت
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن - المصدر: الإنترنت
Firstpost - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بعد انتخابه مؤخراً، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمراجعة موقف بلاده تجاه الحرب الروسية - الأوكرانية حال وصوله إلى السلطة. ويبدو بأنه قد حقق شيئاً من هذا الوعد بعدما صدرت تقارير تفيد بأن المراجعة جارية وبأنه قد تم إبلاغ أنتوني بلينكن بذلك أيضاً، كما ورد على لسان نتنياهو قوله بأن حكومته لن تقصر فيما ستقدمه عما قدمته الحكومة السابقة.

والسبب في ذلك التأكيد هو التفاهم المبني على صداقة قديمة بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن في الوقت الذي قد يتعين فيه على أميركا أن تستريح، يبدو الموقف الواقعي لنتنياهو كمن لا يرغب بتغيير الموقف الإسرائيلي فيما يتصل بتقديم أسلحة دفاع جوي متطورة وفتاكة لأوكرانيا. وقد سبق أن عبرت أوكرانيا عن عميق أسفها بعدما طلبت تلك الأسلحة، بل وتسولتها من إسرائيل، لكونها ترى أنه بوسع تلك الأسلحة إنقاذ المدنيين من الغارات العقابية الروسية التي تعتمد على مسيرات إيرانية.

اقرأ أيضا: في ثاني أيام الحرب.. إسرائيل رفضت طلب الرئيس الأوكراني الحصول على أسلحة

حتى الآن تبدو إسرائيل صامدة في وجه الضغط الأميركي الشديد الذي حضها على تقديم تلك الأسلحة، حتى بعدما أدركت الولايات المتحدة مدى قلق إسرائيل على أمنها من هذا الباب.

ظاهرياً، بررت إسرائيل ترددها بالنسبة لتزويد أوكرانيا بالنظم الدفاعية الجوية التي تتضمن القبة والعارضة الحديديتين بخوفها تجاه وقوع تلك التقنيات المتطورة بيد الروس، ومنهم إلى عدوها الأكبر: إيران.

بيد أن عدم رغبة إسرائيل بتقديم تلك التقنيات المتطورة لأوكرانيا هدفه عدم الوقوع في مستنقع سوريا الذي غرقت فيه روسيا، وذلك لأن الروس يسيطرون على الأجواء في سوريا، وقد اتفقت كل من إسرائيل وروسيا على السماح للأولى بتنفيذ غارات ضد العناصر التي تدعمها إيران وعلى أهداف إيرانية في الداخل السوري. أي إن احتواء إيران هو أهم حاجة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل.

وبموجب ذلك، في حال قدمت إسرائيل نظم الدفاع الجوي لأوكرانيا، عندها قد تصعّب روسيا مهمة إسرائيل في سوريا. والمصيبة الأكبر التي يمكن أن تحدث رداً على ذلك هي أن تتجه روسيا نحو تقارب أكبر مع إيران.

بقيت إسرائيل حتى اليوم تمشي على حبل رفيع في مجال الدبلوماسية، فقد استنكرت وشجبت الغزو الروسي لأوكرانيا، ثم زودت الأوكرانيين بالمساعدات الإنسانية، وأحجمت عن التحالف مع شركائها الغربيين ضد روسيا، كما رفضت الانضمام لنظام العقوبات على روسيا كما فعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

والحق يقال هنا إنه بإمكان روسيا أن تحد من تحرك اليهود وانتقالهم إلى إسرائيل إلى جانب قدرتها على إغلاق الوكالة اليهودية.

ثم إنه خلال العام الفائت، انضمت أوكرانيا لـ152 دولة بينهم روسيا في التصويت لصالح قرار الجمعية العمومية لدى الأمم المتحدة الذي يطالب إسرائيل بالتخلي عن ترسانتها من الأسلحة النووية.

وفي الوقت الذي لم يصرح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، عن موقفه منذ بدء الحرب على أوكرانيا، استنكر وزير خارجيته، يائير لابيد اعتداء روسيا على أوكرانيا، ولكنه بعد وصوله إلى السلطة فيما بعد صار ينتقد روسيا وبوتين علناً. وعموماً، يمكن القول بأن التوبيخ الإسرائيلي الرسمي لروسيا جاء بعد سبعة أشهر على بدء الحرب.

والآن، بعد عودة نتنياهو لرئاسة الوزراء من جديد، بقيت العقلية العسكرية على حالها: إذ تعتقد إسرائيل بأن أمنها يقوم على قدرتها على شن غارات داخل سوريا مع بقاء أبوابها مفتوحة أمام الروس.

بقي علينا أن ننتظر ماذا سيحدث عند سفر وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى كييف قريباً، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي منذ الغزو الروسي، ولوزير من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، حيث من المزمع أن يلتقي كوهين بنظيره الأوكراني ديميترو كوليبا بهدف إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في كييف.

المصدر: Firstpost