icon
التغطية الحية

كيف انعكس تأهيل الأماكن العامة في مدينة إدلب على الحركة الاقتصادية؟ | صور

2021.06.27 | 07:00 دمشق

imageonline-co-logoadded_15.jpg
إدلب - عبد المجيد القرح
+A
حجم الخط
-A

نجحت مبادرة أهلية في تحويل "حديقة البرج" وسط مدينة إدلب إلى مقصد للأهالي بعد أن كانت مكباً للقمامة ومرتعاً للحيوانات الداشرة، ما انعكس بشكل ملحوظ على الحركة الاقتصادية في إحدى أكبر أسواق الشمال السوري.

تقع حديقة البرج في منتصف "الساحة التحتانية" وسط مدينة إدلب، وكان أصحاب المحال التجاريّة يضيقون ذرعاً بالقمامة التي تتراكم على أبواب محالهم، لكنها أصبحت الآن مكاناً مختلفاً للاستراحة بين جولات السوق والاستمتاع بمكان جميل، بعد مبادرة تطوعية بدأت شهر نيسان الفائت.

ونجحت المبادرة في تحسين واقع ساحة البرج وسط السوق الشعبية في مدينة إدلب، بإشراف شركة "وايت روم" وبالتعاون مع بلدية المدينة.

أبو حسين الغوطاني صاحب محل للألبسة يقول: "واجهات المحلات ظهرت بشكل أفضل، فقد كان السوق مليء بالشوادر الرديئة وواجهات المحلات كانت تختفي وراءها".

ويتابع: "الحديقة كانت مأوى للكلاب والقطط الشاردة ومكان للقاذورات والفضلات، لكن بعد إعادة تأهيلها أصبح الزبائن ينتظرون فيها وحتى المرضى أثناء انتظار الدور بدل الجلوس في عيادات الأطباء لاسيما الكبار في السن.. تحول المكان من مكان للفضلات إلى مكانٍ للتصوير".

وأوضح الغوطاني أن المبادرة كانت من أصحاب المحلات وبتمويل منهم.

 

 

وأشار إلى أنه كان هنالك مخطط لافتتاح "براكيات" جديدة في المنطقة، لكن أصحاب المحال اعترضوا بسبب الضرر الذي يمكن أن يتركه عليهم من ناحية المبيعات ومن ناحية تراكم القمامة خلف البراكيات مرة أخرى.

وأضاف: "فضلنا أن تبقى الحديقة مكشوفة كي لا تعود لحالتها السابقة وتصبح مكاناً لتجميع القمامة، سيكون الضرر على الناس وعلى أصحاب المحال وستنعكس على الزبون في النهاية"، وطالب بلدية المدينة بمزيد من الاهتمام في سقاية المزروعات الموجودة.

ينتشر في الساحة نفسها بائعو الحلويات والمثلّجات بكثرة، وكانوا الأكثر تضرّراً بسبب الروائح التي تغطي على جودة منتجاتهم.

مصطفى أسعد باشا صاحب محل حلويات في المنطقة يقول: "كانت ساحة منسية ومليئة بالقاذورات، قررنا نحن أصحاب المحلات المحيطة والأكثر تضرراً منها أن نجمع مبلغاً مالياً ونقدّمه إلى شبكة وايت روم التي قدمت مبادرتها الخاصة بالأمر، وأصبحت منطقة مختلفة وانتعشت المحلات بهذا التغيير".

ويضيف: "أصبح الناس يستريحون فيها بعد العصر ويأخذون معهم طلبات من محال الحلويات والمثلجات القريبة من الساحة.. ازدهرت المنطقة وأصبحت مقصودة من قبل مستثمرين جدد، وأصبح الجميع يتسابقون لفتح مطعم حول الساحة.. افتتحوا أكثر من محل بوظة عربية خلال فترة قصيرة".

عبر سلال مخصصة.. أول خطوة لتدوير النفايات في الشمال السوري

في ساحة البرج تم تنفيذ فكرة فرز المواد الصالحة للتدوير للمرة الأولى في الشمال السوري، بحيث يتم فرز المواد إلى أصنافها الأولى الزجاج والبلاستيك والمعادن للتخفيف من أضرار وبقايا القمامة لاسيما مع انتشار أوبئة مختلفة مثل كورونا.

"مهنّد اليماني" مسؤول التسويق في شركة "وايت روم" يقول إن حملة "خليها نضيفة" أطلقتها الشركة ضمن مشاريع الإصحاح البيئي، ويؤكّد أنّ الحملة نجحت في تغيير الانطباع السائد لدى الأهالي عن الساحات العامة، واستهدفت الأطفال كشريحة أساسية.

وأضاف: "لفتت سلل النفايات انتباه الأطفال لما تحتويه من ألوان ورسومات عليها، وكل منها مكتوب عليها (زجاج، معادن، كرتون)"، وينوّه الشّامي أن الفترة الأولى لم يكن هنالك استجابة من الناس، ولكن بعد فترة لاحظوا تغيّر تفاعل الناس معها وخاصة الأطفال، كما يتمنّى أن يكون هناك تغيير في المستقبل في التعامل مع نفايات كل منطقة.

 

 

والنفايات أحد العناصر في سلاسل القيمة الاقتصادية، فبحسب موقع "وورلد أطلس" فإن دول آسيوية عديدة منها سنغافورة وكوريا الجنوبية تحتل قائمة الدول الأكثر استفادة من تدويرها، في الوقت الذي تستفيد من النفايات دول أوروبية عدة في إنتاج الطاقة أيضاً.

اهتمام بإعادة تأهيل الأماكن العامة

قال فراس علوش مسؤول العلاقات العامة في المجلس المحلي لمدينة إدلب إنهم في إطار عملهم اليومي في المجلس يدرسون المشاريع التي تهتم بتحسين الأماكن العامة والحدائق والساحات والعمل على تنظيمهما.

وتابع: "نقوم بدراسة تجميل الأماكن العامة وتنظيمها لاسيما الدوارات الرئيسية مثل ساحة الحجاز وساحة البرج ودوار الكستنا، كما أن هنالك ساحات أخرى يتم تجهيزها لتكون متلائمة مع الزيادة الكبيرة لعدد السكان في مدينة إدلب".

ويضيف أنهم يقومون بتنظيم ورشات العمل عن طريق نقل البسطات والبراكيات التي تشغل الطرقات والأماكن العامة إلى أسواق بديلة أكثر تنظيماً.