icon
التغطية الحية

كيف انضمت الجامعات في قبرص إلى لعبة الاتجار بالبشر؟

2022.11.28 | 21:06 دمشق

مبنى إحدى جامعات قبرص الشمالية (إنترنت)
مبنى إحدى جامعات قبرص الشمالية (إنترنت)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "مهاجر نيوز" المتخصص بشؤون اللجوء، تقريراً اتهم فيه جامعات قبرصية بالانضمام إلى لعبة الاتجار بالبشر، وذلك بالتزامن مع تضاعف في أعداد طالبي اللجوء القادمين إلى الجزيرة.

وقال الموقع في تقريره إن جمهورية قبرص تكافح مع تدفق طالبي اللجوء الذي يطغى على موارد الدولة الصغيرة، متحدثاً عن" مخطط مشكوك فيه للتعليم العالي في شمال الجزيرة".

وتصدرت جمهورية قبرص واجهة معضلة الهجرة في أوروبا، إذ تواجه الدولة الصغيرة في الاتحاد الأوروبي تدفقاً هائلاً للأشخاص الذين يتقدمون بطلبات لجوء. ووفقًا للأرقام الحكومية، فإن عدد الأجانب في باتوا يشكلون نحو 5٪ من سكان البلاد.

وتختلف آليات وصول طالبي اللجوء إلى قبرص، لكن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يدخلون قبرص يعبرون من جمهورية شمال قبرص.

21 جامعة في قبرص الشمالية

يقول التقرير إنه وعلى الرغم من أن جمهورية شمال قبرص التي يبلغ عدد سكانها 326 ألف نسمة فقط، إلا أنها تضم ​​21 جامعة.

وأشار التقرير إلى أنّ الجامعات تحاول جذب الطلاب الأجانب من خلال برامج الدرجات العلمية، والتي غالبًا ما تكون بمثابة "ذريعة" لتقريب الناس كثيرًا من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وقرابة نصف الطلاب البالغ عددهم 108 آلاف طالب في جامعات قبرص الشمالية يأتون من الخارج، وفقًا للأرقام الرسمية التي ذكرتها وكالة الأنباء الفرنسية.

ونحو 17400 منهم يأتون من نيجيريا والذين يشكلون النسبة الأكبر من الطلاب الأجانب في تلك الجامعات، يليهم طلاب من جمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة التعليم في جمهورية شمال قبرص.

قطاع التعليم مزدهر في قبرص الشمالية

وذكر التقرير أن قطاع التعليم في قبرص الشمالية يعتبر من الأعمال التجارية الكبيرة للدولة، حيث قال وزير التعليم السابق ناظم جاويش أوغلو إن قطاع الجامعة يشكل أكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.

ومع انخفاض الرسوم الدراسية نسبيًا عند نحو 3000 دولار سنويًا، يبدو أن الوضع مربح لكل من الحكومة والطلاب المحتملين، الذين يأملون في تعزيز حياتهم ومهنهم من خلال الدراسة هناك.

علاوة على ذلك، يدفع الطلاب الدوليون عادةً الرسوم الدراسية والتكاليف المرتبطة بها مثل الإقامة، بالعملات الأجنبية - عادةً باليورو أو بالدولار الأميركي وهي أقوى بكثير من الليرة التركية العملة الرسمية المستخدمة في دولة شمال قبرص، في وقت بلغ التضخم أكثر من 80 ٪ وفقًا لتقديرات متحفظة.

وزعم التقرير أن السلطات في جمهورية شمال قبرص التركية تسهل نسبيًا على الطلاب القدوم إلى الدولة بمجرد تسجيلهم في برنامج التعليم العالي، فيمكن للعديد من الطلاب الأجانب الدخول من دون تأشيرات مسبقة.

ومن أجل جذب أكبر عدد ممكن من الطلاب، توظف هذه الجامعات أشخاصاً يعملون على أساس العمولة، ويكسبون 1000 دولار تقريبًا لكل طالب مسجل أي ما يشكل ثلث معظم الرسوم الدراسية.

ويضيف التقرير أن عدد هؤلاء الأشخاص ارتفع في الفترة الأخيرة بشكل كبير، مضيفاً أن العديد منهم طلاب حاليون أو سابقون، في محاولة لجذب الناس في بلدانهم الأصلية للانضمام إليهم في الجامعة في جمهورية شمال قبرص التركية.

دخول سهل إلى أوروبا

وقال الطالب الكاميروني ريكتوس فرانك نغونغانغ لوكالة فرانس برس إنه انجذب إلى "سحر" الدخول السهل إلى القارة الأوروبية، لكنه أضاف أن الوكيل أو الشخص الذي أحضره إلى جمهورية شمال قبرص التركية كذب عليه.

ويذكر الشاب البالغ من العمر 28 عامًا أنه لم يتم تسجيله أيضًا في الدورة التدريبية التي تقدم لها على الأرجح بسبب انخفاض معدلات التسجيل في هذا البرنامج المعين أو حتى لأن هذه الدورة التدريبية لم تكن موجودة في البداية ولكن تم إعدادها بواسطة الوكلاء لجلب الطلاب الذين يدفعون، وفقاً للتقرير.

قال طالب نيجيري لوكالة فرانس برس على أساس عدم الكشف عن هويته إنه تعرض للخداع بشكل مباشر بشأن البلد الذي كان قادمًا إليه في المقام الأول، على أمل المنافسة في كرة القدم،  كونه توقع أن يصل إلى بلد تتنافس فرق كرة القدم فيه في البطولات الأوروبية.

وعبر الطالب النيجيري عن رضاه عن مساره، لكنه وصف الوضع الاقتصادي بأنه "مدمر"، حيث لم يعد التمويل من كفيله قادرًا على تغطية رسومه الدراسية.

وسرعان ما أدرك الطالب أن هذه "ليست قبرص التي اعتقدت أنها كذلك"، ومما زاد الطين بلة، أن الأموال بدأت بالنفاد، مما يعني أنه في حالة عدم دفع الرسوم الدراسية، كان عليه أن يعيش في مواجهة خطر الترحيل كل يوم بمجرد انتهاء صلاحية تصريح الدراسة الخاص به.

وفقًا لمسؤول حكومي فإن الطالب النيجيري على المركب نفسه مع ما يصل إلى 15000 من الطلاب الآخرين العالقين في جمهورية شمال قبرص غير القادرين على حضور الفصول الدراسية وهم ما يصل إلى نصف جميع الطلاب المسجلين في وضع مماثل.

ويتحدث التقرير عن استغلال مهربي البشر لظروف أولئك الطلاب معتمدين على الأوهام؛ فهم يقدمون "مخرجًا" إلى مستقبل مختلف على الجانب الآخر من ذلك الجدار - مقابل رسوم مالية.

ولفت التقرير إلى دراسة تمّت بتكليف من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جمهورية شمال قبرص التركية، عن رحلات سرية من جمهورية شمال قبرص إلى جمهورية قبرص في الجنوب، وبمجرد وصول هؤلاء الطلاب إلى وجهتهم يتم إرشادهم حول كيفية تقديم طلبات اللجوء وماذا سيقولون وكيفية تقديم قضيتهم.

الجنس والعنف والشعوذة

وأشار موقع "مهاجر نيوز" أيضاً إلى تقرير نشره مركز دراسات الهجرة والهوية والحقوق في جمهورية شمال قبرص التركية ذكر أن الطلاب الأجانب الفقراء على وجه الخصوص معرضون لخطر الوقوع "في أيدي عناصر إجرامية"، مما يؤدي غالبًا إلى "الاتجار بالبشر والاستغلال".

وتقول منظمة حقوقية مسجلة في جمهورية شمال قبرص التركية، إنها ساعدت 21 طالبة من نيجيريا هذا العام وحده، تم الاتجار بهن لممارسة الجنس وتهديدهن بالعنف والشعوذة إذا لم يمتثلن.

وفي الشهر الماضي، أصدرت الحكومة النيجيرية تحذيرًا بشأن ما وصفتهم "عناصر عديمة الضمير تستعرض نفسها كعملاء وتخدع الشباب النيجيريين المطمئنين" بشأن الآفاق المستقبلية في جمهورية شمال قبرص التركية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن خبير تربوي قوله إن جمهورية شمال قبرص التركية تحولت إلى مكان للشباب الذين "يريدون أن يسلكوا طريقا مختصرا إلى أوروبا" عبر جمهورية قبرص، مع كل المخاطر التي تأتي مع رحلات الهجرة غير النظامية.

ارتفاع أعداد طالبي اللجوء في قبرص

يشار إلى أنه وصل إلى قبرص نحو 16700 طالب لجوء جديداً منذ بداية العام حتى أيلول الماضي معظمهم من نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان، وفقاً للتقارير الرسمية، وهي البلدان الثلاثة الأولى التي يصل منها الطلاب إلى جامعات قبرص الشمالية.