icon
التغطية الحية

كيف استنزف نظام الأسد الملايين من أموال المساعدات عبر التلاعب بالليرة السورية؟

2021.10.21 | 18:38 دمشق

ban.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن نظام الأسد كسب ملايين الدولارات من أموال المساعدات الدولية المقدمة للسوريين من خلال إجبار وكالات الأمم المتحدة على استخدام سعر صرف أقل للدولار الأميركي مقابل الليرة السورية.

ويعتمد نظام الأسد الذي يعاني من ضائقة مالية حادة الأساليب غير التقليدية لجمع الأموال لصالح المسؤولين في دمشق من أجل ثرواتهم الشخصية، أو لتمويل الحملة العسكرية المستمرة منذ عشر سنوات، وذلك بعد تعرضه للعقوبات الأميركية الجديدة وانهيار النظام المصرفي في لبنان المجاور.

التلاعـب بالليرة السورية

وحقق البنك المركزي السوري التابع للنظام، الخاضع للعقوبات من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، 60 مليون دولار في عام 2020 من خلال جمع 0.51 دولار من كل دولار مساعدات يرسل إلى سوريا، مما يجعل عقود الأمم المتحدة واحدة من أكبر السبل لكسب المال بالنسبة إلى بشار الأسد وحكومته، بحسب دراسة أجراها باحثون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ، ومركز العمليات والسياسات الفكرية ومركز تحليل العمليات والبحوث.

وقال نظام التتبع المالي التابع للأمم المتحدة للباحثين إنه لم يرصد كمية الأموال التي يتم تبادلها بالليرة السورية لأن "تتبع هذه المعلومات كان خارج نطاق مهمتهم".

واعتمد الباحثون في تحقيقهم على مئات عقود قامت بها الأمم المتحدة لشراء السلع والخدمات لصالح الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، حيث يعيش أكثر من 90 بالمئة في  فقر منذ انهيار الليرة السورية في عام 2020.

في حين أن سعر الصرف الرسمي للبنك المركزي يقدر حاليا بـ 2500 ليرة سورية للدولار الأميركي، فإن سعر السوق السوداء هو 3500 ليرة سورية. ويفضل التجار والمستهلكون الشرعيون استخدام سعر السوق السوداء حيث يجنون مزيداً من الليرات السورية مقابل العملة الأجنبية.

ومنذ أن أجبر نظام الأسد الأمم المتحدة على استخدام السعر الرسمي، فقدت نصف أموال المساعدات الخارجية التي جرى تحويلها إلى الليرة السورية في عام 2020 بعد استبدالها بالسعر الرسمي الأدنى.

وقالت ناتاشا هول، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن ساعد في تجميع البحث: "يُظهر هذا طريقة منهجية بشكل لا يصدق لتحويل المساعدات قبل أن تتاح لها فرصة للتنفيذ أو الاستخدام على أرض الواقع".

انخراط سياسي علني مع الأسد

وبعد عشر سنوات من الحرب التي يشنها نظام الأسد على السوريين، تحول إرهاق المانحين الدوليين، الذي لوحظ بالفعل في انخفاض تعهدات المساعدات، إلى المزيد من الانخراط السياسي العلني مع نظام الأسد.

ودون دور قوي تلعبه الولايات المتحدة في إيجاد حل سياسي في سوريا، وما زالت واشنطن تدعو إليه علناً، استأنفت الدول العربية - بما في ذلك الأردن المتحالف مع الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر - المحادثات الدبلوماسية مؤخراً مع نظام الأسد، وأعادت فتح حدودها أمام التجارة بهدف تجديد وتعزيز التعاون الاقتصادي.

كما سمحت الولايات المتحدة لنظام الأسد بلعب دور رئيسي في نقل الغاز المصري إلى لبنان لتشغيل محطات توليد الكهرباء التي نفد الوقود فيها. وكذلك سمح الإنتربول للنظام بالانضمام إلى شبكتها حتى مع بقاء مصير الآلاف من المختفين قسراً مجهولاً.

مساعدات بالمليارات و"تواطؤ" الأمم المتحدة

وعند فحص 779 عملية شراء متاحة للجمهور لعامي 2019 و 2020، مدرجة في قاعدة بيانات السوق العالمية للأمم المتحدة، وجد الباحثون أن ما يصل إلى 100 مليون دولار قد ضاعت في سعر الصرف إذ تم تضمين الرواتب وبرامج المساعدات النقدية وتدفقات التمويل الأخرى التي لم يعلن عنها.

وخلال العقد الماضي لقي أكثر من 350 ألف شخص حتفهم في سوريا، وتبرعت الحكومات بمتوسط 2.5 مليار دولار سنوياً لبرامج الأمم المتحدة في سوريا منذ عام 2014.

وفي عام 2016، اتُهمت الأمم المتحدة بمساعدة النظام من خلال تحويل مليارات الدولارات من المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها مع ترك المناطق المحاصرة دون طعام ودواء.

كما حذرت هيومن رايتس ووتش من أن وكالات الأمم المتحدة والحكومات تخاطر بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إذا لم تضمن الشفافية والرقابة الفعالة.

وفي العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن 700 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية لسوريا، بينما قدمت حكومة المملكة المتحدة 1.59 مليار جنيه إسترليني كمساعدات لسوريا بين شباط 2012 وحزيران 2021.