icon
التغطية الحية

"كورونا" يثقل كاهل العمال السوريين في الأردن

2020.11.12 | 03:39 دمشق

ap18049532343190.jpg
لاجئون سوريون يسجلون أسمائهم في مكتب التوظيف بمخيم الأزرق في الأردن
عمان - محمد عبد الستار إبراهيم
+A
حجم الخط
-A

نتيجة الارتفاع الكبير في إصابات كورونا في الأردن، وتسجيلها يومياً ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف إصابة، دخل الحظر الشامل في المملكة الأردنية الهاشمية حيز التنفيذ يوم أمس الأربعاء 11 تشرين الثاني/نوفمبر، ولغاية الساعة السادسة من صباح يوم الأحد 15 تشرين الثاني/نوفمبر.

ومع بدء انتشار كورونا في الأردن، تأثر الاقتصاد الأردني بشكل كبير شمل غالبية القطاعات، ومنها قطاع السياحة الذي تضرر بشكل كُليّ، "توقف عملنا بالكامل، لأن اعتمادنا في الشقق الفندقية على السياحة الطبية"، بحسب عماد الشامي، من ريف دمشق، ويقيم الشامي، 28 عاماً، في العاصمة عمّان منذ 2012، ويعمل منذ أربع سنوات عاملاً في الخدمات العامة في الشقق الفندقية، وهو أحد المعيلين لأهله في سوريا، موضحاً لموقع تلفزيون سوريا "راتبي كان يصل إلى قرابة 700 دولار أميركي شهرياً شامل الإضافي والبقشيش من الزبائن، وكان يسمح لي راتبي أن أرسل 150 دولاراً شهرياً إلى أهلي في سوريا"، إلا أن ذلك لم يعد ممكناً كما قال الشامي، لأن "راتبي نزل إلى النصف ويتأخر أحياناً حتى أستلم، لأن الشقق عندنا باتت فارغة بالكامل من الزبائن".

وأضاف الشامي أن ذلك "نتيجة توقف السياحة بالكامل في الأردن، وأضطر صاحب العمل إلى صرف العمال والإبقاء عليّ مع عامل آخر فقط، وتقليص الرواتب"، وأشار الشامي أن عملهم حالياً هو الجلوس وأحياناً تنظيف الغرف استعداداً لأي زبون قادم.

اقرأ أيضا: برنامج الغذاء العالمي: 10 حقائق عن اللاجئين السوريين في الأردن

ويتخوف الشامي من أن يخسر عمله في حال استمر الحال على ما هو عليه، وألا يجد عمل نتيجة انتشار وباء كورونا مع ارتفاع نسبة البطالة حتى بين أوساط الأردنيين، كما عبر لموقع تلفزيون سوريا.

يشكل العمال السوريون خمس اليد العاملة في الأردن

ويقدر عدد العمال السوريين في الأردن 200 ألف عامل، ويشكل العمال السوريون خُمس إجمالي عدد العمال غير الأردنيين، بحسب إحصائية لمنظمة العمل الدولية. كما يعتبر الأردن أول دولة عربية سمحت في عام 2016 للعمال السوريين بدخول السوق الأردني، كما ورد في تقرير منظمة العمل الدولية.

ويشارك وسام العيسى، 24 عاماً من مدينة دمشق، الأمر ذاته مع الشامي، إلا أن عمل العيسى تأثر بشكل كبير من تداعيات انتشار كورونا، كونه يعمل بنظام المياومة، ويتلقى أجره على الساعة، وليس راتباً شهرياً.

اقرأ أيضا: العمال السوريون في الأردن.. ما هي أوضاعهم؟

يعمل العيسى في أحد محال المعجنات في مدينة عمان، بمعدل عشر ساعات في اليوم، مقابل 32 دولاراً أميركياً، "أنا أدرس الصيدلة حالياً، عدد ساعات العمل الطويلة تؤثر بشكل كبير على دراستي، لكن أنا مضطر إلى ذلك كوني أدرس على نفقتي الخاصة لأني لم أحصل على أي منحة دراسية"، وأضاف العيسى لموقع تلفزيون سوريا "كما أني أحاول أن أرسل شيئا من المال كل شهرين إلى أهلي في سوريا، لكن حالياً أصبح ذلك من سابع المستحيلات".

 

ساعات الحظر تمتد وتتقلص ساعات العمل

وكانت الحكومة الأردنية قد فرضت حظراً شاملاً استمر لمدة شهرين منذ منتصف شهر آذار/مارس ولغاية شهر أيار/مايو، واعتبر ذاك الحظر كضربة قاسية بالنسبة لعمال المياومة، ومع انتهاء الحظر الشامل، أبقت الحكومة الأردنية على نظام الحظر الجزئي والذي يبداً من الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحاً، مع فرض الحظر الشامل كل يومي الجمعة والسبت، وتغير العمل بفرض الحظر الشامل نهاية كل أسبوع تماشياً مع مستجدات وباء كورونا وارتفاع وانخفاض الأرقام، إلا أن الحكومة الأردنية قررت في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فرض الحظر الشامل كل جمعة حتى نهاية العام 2020، مع فرض الحظر الجزئي من الساعة العاشرة ليلاً وحتى الساعة السادسة صباحاً.

وعلى الرغم من ذلك، كان الحظر الأسبوعي والجزئي يعتبران عائقاً مادياً كبيراً على العيسى الذي يقول "لأني أضطر أن أخسر جزءاً من ساعات عملي، مما يعني أن أتقاضى مبلغاً أقل، كوني ملتزما بدوام جامعي، وفي السابق كنت أنسق بينهما بشكل مريح جداً، أداوم في الوقت الذي أريد في العمل، أما الآن فأنا أحياناً أداوم أقصى شيء سبع ساعات فقط".

اقرأ أيضا: الطلبة السوريون في الأردن.. أحلامٌ لا مستقبل لها

ويعتبر ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة للعيسى الذي يضطر للتخلي عن بعض مواده الجامعية وتأجليها إلى وقتٍ آخر فما يتقاضاه حالياً لا يكفي لسد أجور ساعات الجامعة، وعليه أن يبقي شيئاً للمصروف الشخصي وأجرة منزل الذي يتشاركه مع ثلاثة آخرين.

ويضيف العيسى "الحظر الأسبوعي كان ضربة أخرى، لأني لا أتقاضى أي مبلغ كون المحل مغلق، أما الآن مع الحظر الشامل لمدة أربعة أيام، والحديث الدائر عن حظر آخر قد يكون لمدة أسبوعين سيكون دماراً كبيراً لي".

وأوضح العيسى أنه مع فرض الحظر الجزئي وحاجته إلى المال، وتنسيق الوقت مع ساعات الدوام الجامعي، "اضطررت إلى ترك تدريب في صيدلية بعد تعب كبير في إيجاد صيدلية تقبل بي وتدربني، لأنه من أكبر المشاكل التي تواجه طالب الصيدلة أن يجد صيدلية تقبل بتدريبه، وحين وجدت أضطررت إلى تركها، حتى أوازي بين عملي ودراستي بسبب الحظر الجزئي".

ومع تسجيل (5419) إصابة يوم أمس الأربعاء، وصل إجمالي عدد المصابين بكورونا في المملكة الأردنية الهاشمية إلى (126,401) إصابة، ووفاة (1467).

ويذكر أن عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بلغ نحو (670) ألف لاجىء، فيما تقدر الحكومة الأردنية العدد بمليون وثلاثمئة ألف سوري.

اقرأ أيضا: الأردن يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية للوصول إلى حل في سوريا