icon
التغطية الحية

كورونا في قرى "مثلث الموت" غرب دمشق.. إهمال وشائعات حول الفيروس

2021.02.19 | 04:40 دمشق

20210101_153109.jpg
صورة من القرى (خاص تلفزيون سوريا)
ريف دمشق - لجين النعيمي
+A
حجم الخط
-A

بنية تحتية منهارة وانعدام في الخدمات الأساسية تعيشها قرى في ريف دمشق الغربي، فيما بات يعرف بمثلث الموت وهي قرى "سلطانة، الهبارية، حمريت، سبسبة، الطيحة، كفرناسج"، لتأتي جائحة كورونا بداية عام 2020، مضيفة هماً آخر فوق الهموم التي يعيشها أهالي تلك المنطقة، وسط إجراءات بطيئة وغير مجدية يقوم بها الأهالي لتفادي الارتفاع في عدد المصابين ومنع انتشار العدوى.

إهمال النظام للمنطقة توعوياً:

يقول "أبو طلال" في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا: "إنّ الهلع يزداد بين الأهالي في القرى المذكورة آنفاً، خوفاً من ازدياد وتيرة الإصابات بالفيروس، أمام اختفاء الإجراءات الوقائية، وفي ظل اعتقاد عدد من الأهالي أن الفيروس ما هو إلا موجة "إنفلونزا" قوية وستنتهي.

ويعود سبب هذا الاعتقاد السائد إلى الشائعات المتداولة بين الناس عن عدم وجود الفيروس، وأن الأرياف وبسبب انخفاض كثافتها السكانية لن يصلها الفيروس، إن وجد أصلاً.

وأشار "أبو طلال" إلى وجود إهمال كبير بالتعامل مع الوباء، إضافة إلى عدم وجود فرق لنشر الوعي بين الناس، وطريقة التعامل مع الفيروس، فضلاً عن عودة الطلاب إلى مدارسهم، وجهل الأهالي بوجوب توعية الأبناء بارتداء الكمامات، وتحقيق التباعد الاجتماعي وغيرها من طرائق الوقاية.

وسجّلت كل من قريتي "الطيحة وكفر ناسج"، عشرات الإصابات بالفيروس، وعلى وجه الخصوص قرية "الطيحة" التي تضم العديد من المهجرين من قرى ومحافظات أخرى، وفقاً لما قاله "أبو طلال" الذي أشار إلى أنّ عدم تسجيل أية إصابات في القرى المجاورة، لا يعني أنها بمنأى عن مخاطر الوباء وتداعياته.

شائعات وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها:

تحدث الأستاذ الجامعي الذي لقب نفسه "أبو خليل" لأسباب أمنية لـ موقع تلفزيون سوريا عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات حول الجائحة: "إن مواقع التواصل الاجتماعي ومع تطورها واختلاف أشكالها، باتت مكاناً لتبادل المعلومات المغلوطة وخاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا".

وأضاف: "الأهم من ذلك أن البعض ما زال يجهل استخدام تلك المواقع ولا يستطيع التحقق من المعلومات والأخبار الكاذبة التي تبث عبره، محملاً النظام مسؤولية إهمال التوعية الصحيحة وواجبه في تصحيح المفاهيم المغلوطة، ليس فقط عن طريق القنوات التلفزيونية، بل بتفعيل دور فرق نشر الوعي حول الجائحة، كما هو الحال في مختلف دول العالم".

حظر التجوال والتعليق للأشغال والأعمال المؤقت:

فرضت حكومة النظام في وقت سابق من العام الماضي، إجراءات احترازية على المواطنين، وعلّقت عمل المؤسسات الحكومية والتربوية والمحال التجارية، وأغلقت المساجد والشركات ومنعت التجمعات وفرضت حظر تجوال ليلي، في شهري نيسان وأيار بعد تسجيل أول حالة إصابة في سوريا في الـ 22 من شهر آذار الماضي، ويقول "أبو صهيب": إنّ جميع هذه الإجراءات ذهبت مع الريح بعد عودة الحياة تدريجياً إلى سابق عهدها عندما ألغيت الإجراءات بداية فصل الصيف، وهذا ما أسهم في تفشي الفيروس بشكل أكبر، وعلى وجه الخصوص مع بداية العام الدراسي الحالي، وعودة التلاميذ إلى مدارسهم، وعدم اتخاذ أي إجراءات وقائية لحماية الطلاب والمعلمين معاً.

وضع المشافي مع عدم وجود أنظمة رعاية صحية:

حال المشافي اليوم كحالها في السابق قبل تفشي الفيروس، حيث يعيش ريف دمشق واقعاً طبياً متردياً من حيث الخدمات المقدمة والتجهيزات ونقصاً في المستلزمات الطبية المطلوبة من أسرّة كافية وأجهزة تنفس وإنعاش ومخابر تحليل وطواقم طبية، بحسب "أبو سليمان" الموظف في مشفى قطنا الوطني في محافظة ريف دمشق.

ويتابع "أبو سليمان": "القدرات الاستيعابية لكل من المستشفيين محدودة جداً مقارنة مع عدد الإصابات المسجلة، إذ خصصت حكومة النظام في الـ 19 من حزيران الماضي، مشفى قطنا الوطني مركزاً للعزل الصحي، رغم ضعف قدرته الاستيعابية، التي لا تتجاوز الـ 100 سرير".

وأكّد الموظف افتقاد المشفى للعدد الكافي من أجهزة التنفس الاصطناعي والإنعاش، وكذلك الأمر بالنسبة لمشفى "الشهيد ممدوح أباظة" الذي يقصده المرضى من ريف دمشق الغربي، والذي يعاني تدهوراً وإهمالاً طبياً قبل بدء جائحة كورونا، على الرغم من وجود أجهزة طبية متكاملة، لكنها معطّلة وتحتاج إلى صيانة شاملة.

ويكمل "أبو سليمان": "إن انعدام الرقابة والفوضى العارمة في جميع أقسام المشفى، وغياب الطواقم الطبية يجبر المرضى على الذهاب إلى مستشفيات العاصمة دمشق لاستكمال علاجهم، بسبب عدم توافر العلاج الكافي في المشفى المذكور، أو بسبب الخوف من أخطاء طبية قد تحدث مع المرضى في أثناء العلاج والعمليات الجراحية، وبالأخص قسم النسائية والمخاض.
كما أن معظم أقسام المشفى حُولت إلى مراكز للعزل الصحي في ظل ارتفاع أعداد المصابين، وبالمقابل فإن افتقار المشفى إلى مخابر الكشف المبكر عن الفيروس، وارتفاع سعر المسحة في مخابر العاصمة دمشق، كل ذلك يزيد من فرص الإصابة والعدوى معاً".

اقرأ أيضاً: بعد 3 سنوات على عودة الأهالي.. قرى مثلث الموت "مدن أشباح"

بالرغم من مرور 3 سنوات على سيطرة نظام الأسد على هذه القرى فإنها ما زالت تعاني انعدام سبل العيش، وافتقاداً للأساسيات من ماء وكهرباء ومراكز صحية وتعليمية ومواصلات عامة. ويضطر أهالي القرى، الذين يمتهنون الزراعة، إلى شراء المياه من الصهاريج الجوالة، والتي تعتمد على الآبار السطحية في عملية تعبئة الماء، فضلاً عن عدم وجود الكهرباء ومستلزمات الزراعة من سماد وبذور إلا بشكل نادر ما يضطرهم إلى استقدام المواد من مدن بعيدة، وهذا ما يجعلهم عاجزين عن زراعة أراضيهم.

وأهملت حكومة النظام تأهيل المدارس والمراكز التعليمية في ريف دمشق الغربي، وخاصة قريتي سلطانة وسبسبة، إذ لا يوجد بهذه القرى أي مركز تعليمي أو مدرسة، فمدارسها مدمرة بسبب القصف الجوي على المنطقة والمعارك، ويضطر التلاميذ في القريتين إلى الذهاب إلى مدارس القرى المجاورة، والتي تبعد عنها مسافات، مشياً على الأقدام بسبب انعدام المواصلات، وزاد من معاناتهم دخول فصل الشتاء، وعدم تأهيل الطرق العامة، لاستكمال تعليمهم.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام، يوم أمس الأربعاء، أنها سجلت 50 إصابة جديدة بفيروس كورونا في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرته، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 15001 حالة، وأشارت إلى أنها سجلت 77 حالة شفاء من الإصابات المسجلة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 8903. وتوفيت بحسب الوزارة 3 حالات من الإصابات المسجلة ليرتفع عدد الوفيات الإجمالي إلى987 وفاة معلنة.

اقرأ أيضاً: إصابات جديدة بفيروس كورونا تتركز في طرطوس واللاذقية