icon
التغطية الحية

كورونا إدلب.. إقبال شعبي على التطعيم في المرحلة الثانية

2021.08.29 | 07:10 دمشق

e0sybcswyaaoqnt_0.jpg
إقبال شعبي على التطعيم في إدلب بالمرحلة الثانية
عز الدين زكور ـ إدلب
+A
حجم الخط
-A

مرّ أسبوع على إطلاق "مديرية صحة إدلب" المرحلة الثانية من حملة تطعيم لقاح فيروس "كورونا" المستجد، التي شهدت إقبالاً شعبياً ملحوظاً على اللقاح، بعد فترة فتور طويلة على مستوى التعاطي الشعبي مع التطعيم والعزوف عنه لأسباب مختلفة.

وتوازت المرحلة الثانية لحملة التطعيم، مع تزايد عدّاد الإصابات بـ"كورونا" المستجد في منطقة شمال غربي سوريا، إذ لامست حصيلة الإصابات الـ 1000 إصابة يوميا، وهو معدّل متقدم قياساً على أرقام الإصابات السابقة للمنطقة، إضافةً إلى وصول الدفعة الثانية، 17 آب، من لقاح "أسترازينيكا" بريطاني المنشأ إلى إدلب، بتعداد 34600 جرعة.

وفي الـ27 من آب الجاري فقط، قالت فرق "الدفاع المدني السوري" إنها نقلت 9 وفيات من المستشفيات الخاصة بفيروس "كورونا"، الأمر الذي يزيد من حالة الخوف لدى الأهالي ويدفعهم نحو التطعيم وتلقي اللقاح.

إقبال شعبي

تؤكد الأرقام الواصلة إلى مديرية صحة إدلب من مراكز اللقاح الثابتة والمتنقّلة، حالة الإقبال الشعبي المتزايدة على التطعيم في إدلب ومنطقة شمال غربي سوريا، بعد بدء المرحلة الثانية من التطعيم.

ويتحدث الطبيب حسام قرة محمد، مسؤول ملف "كورونا" في المديرية، عن حالة تحسّن في أعداد المقبلين على لقاح "كورونا" والإقبال الشعبي على مراكز اللقاح خلال الأيام القليلة الماضية.

ويوضح لموقع "تلفزيون سوريا" أنّ ظهور متحورات جديدة للفيروس "ألفا ودلتا" وارتفاع أعداد الإصابة، إضافةً إلى الخوف، يدفع الأهالي نحو اللقاح.

وفي وقتٍ تغيب فيه إحصاءات جديدة ترصد أعداد الأشخاص الذين خضعوا لعملية التطعيم، يؤكد محدثنا أنّ "الإقبال شديد جداً".

وينتشر في مناطق إدلب حوالي 27 مركزاً لتطعيم لقاح كورونا المستجد، وفقاً لـ"قرة محمد".

وفي حديث سابق أشار "قرة محمد" إلى أنّ نسبة المتلقين للقاح قبيل بدء المرحلة الثانية للتطعيم ودخول الدفعة الثانية لم تكن تتجاوز الـ 2 في المئة من عدد السكان.

"اللقاح ضرورة"

قرر الخمسيني "محمد بج" قبل أسبوع، الخضوع للجرعة الأولى من لقاح "كورونا" من فريق لقاح متنقل في مركز حزانو الصحي، يقول لموقع "تلفزيون سوريا" إنّه: لا مانع من تلقي اللقاح طالما اللقاح ضرورة ومكفول طبياً وصادر من منظمة عالميّة".

ويتابع: "لم أواجه أعراض متعبة سوى ارتفاع ضئيل في درجات الحرارة"، ويعتبر أنّ الدافع الرئيسي لتلقي اللقاح هو معاناته من أمراض صدرية.

أما "محمد ككو" المهجر من بلدة "قلعة المضيق" بريف حماة ويقيم في مخيمات منطقة "دير حسان" شمالي إدلب، فيقول: في البداية كنت أعتبر اللقاح فرض كفاية، وإذا اقتصر التلقي على العمال الصحيين فلا داعي للعامّة من تلقيه على اعتبارنا أننا مقيمون في المنزل وغير معرضين للإصابة بشكل كبير".

مؤخراً، يجد "ككو" أنّ اللقاح صار ضرورة ملحّة، بعد انتشار متحورات جديدة وإصابات واسعة بين الأهالي وخاصةً في المخيمات.

يؤكد محدثنا حالة الإقبال الشعبي الكبيرة على مراكز اللقاح على خلاف السابق، في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة إلى اللقاح للحد من انتشار الفيروس وإنقاذ حياة الأهالي.

لا يختلف الحال كثيراً لدى "قاسم رمّاح" مقيم في الأتارب غربي حلب، إذ تلقى اللقاح مؤخراً بعد تردد طويل بدأ منذ وصول الدفعة الأولى من اللقاح، يقول لموقع "تلفزيون سوريا": "كان اللقاح شيئاً جديداً بالنسبة لنا، وما زال مبكراً على خضوعي للقاح، واعتبرت أن المتقدمين في السنّ هم أولى مني باللقاح".

ويضيف: "خلال الفترة القليلة الماضية خفت على نفسي وطفلي وعائلتي ووالديّ، نتيجة تزايد أعداد الإصابات، وخاصةً أن والديَّ متقدمان في السنّ وربما الإصابة بكورونا تهدد حياتهما، الأمر الذي دفعني لتلقي اللقاح".

ولم يكن "قاسم" المصور الميداني، من المتهاونين مع الفيروس منذ تفشيه بالمنطقة، ويعلّق: "أخذت الموضوع جدياً والتزمت بالإجراءات الوقائية خلال التصوير وجولات العمل، وقللت من الاحتكاك مع الناس، لكن هذه المرة الوضع مختلف والإصابات مخيفة بعد ظهور متحورات جديدة".

وكانت حادثة إصابة صديق لـ"قاسم" بالفيروس وقعاً مؤثراً عليه، إذ تدهورت حالته الصحية إلى حدّ الموت، الأمر الذي أحدث حالة قلق لدى "قاسم" من الوباء وجعلته يأخذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات المعمّمة ومنها اللقاح، بالإضافة إلى ارتداء الكمامة.

وكان مدير مختبر الترصد الوبائي في إدلب الطبيب محمد شهم المكي أكد في حديثٍ سابق لموقع "تلفزيون سوريا" ظهور متحوري "ألفا ودلتا" بين إصابات فيروس "كورونا" المستجد في منطقة شمال غربي سوريا.

بينما "عمر البم" المنحدر من مدينة معرة النعمان، وهو مصاب سابق بـ"كورونا" يروي تجربة قاسية مر بها وعائلته مع الإصابة، حُجر في إثرها 14 يوماً، الأمر الذي دفعه لتلقي اللقاح قبل أيام.

يضيف لموقع "تلفزيون سوريا": "كان ضرورياً تلقي اللقاح حتى لا تعاد التجربة السابقة التي أثرت على نفسيتي وعملي، بسبب الحجر الذي خضعت له وآثاره السلبية، فضلاً عن المخاطر التي هددت حياة أفراد أسرتي".

مراكز عزل مغلقة

لعب إغلاق عدد من مراكز العزل في إدلب، خلال موجة الإصابات الجديدة دوراً سلبياً في عملية التصدي لانتشار فيروس "كورونا".

وعلّق محدثنا "قرة محمد" على مسألة إغلاق 6 مراكز عزل سابقاً في إدلب، أنّ "الأمر يعود للجهات المانحة، لأن المشروع كان استجابة طارئة وتمّ إغلاقه مع توقف المنح".

وأوضح أنّ "صحة إدلب" تعمل بالوقت الحالي على إعادة تفعيل مركزين اثنين، استجابةً للطفرة الجديدة من الإصابات، مبيناً أنّ "مراكز العزل ممكن أن تلعب دوراً إيجابياً وفعالاً خلال الفترة الحالية".