icon
التغطية الحية

كنائس دير الزور تشكو الدمار وأهلها مُهجَّرون

2020.10.09 | 05:23 دمشق

dyr4.jpg
كنيسة مريم العذراء/ الوحدة، للسريان الأرثوذكس بدير الزور
 دير الزور ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

دفع استخدام نظام الأسد العنف بحق المدنيين في مدينة دير الزور، خاصة خلال الاجتياح العسكري الثاني، حزيران 2012، واستهداف أحياء المدينة بالسلاح الثقيل والغارات الجوية، أبناء العائلات المسيحية، أسوة ببقية سكان المدينة الآخرين، إلى مغادرتها والنزوح إلى بعض المدن السورية أو مغادرة البلاد واللجوء إلى دول أخرى.

الموجة العظمى من تهجير العائلات المسيحية تزامنت مع قصف النظام المكثّف على حيّ "الرشدية" المحاذي للضفة الغربية لنهر الفرات في قلب المدينة، والذي يعدّ من بين أحياء المدينة العريقة ويقطن فيه غالبية أبناء العائلات المسيحية، بالإضافة إلى احتوائه على الكنائس الخمس الممثلة للمكونات المسيحية المقيمة في المدينة.

مصير كنائس دير الزور

الكنائس الخمس التي ضمتها دير الزور تتمثل في:  كنيسة "مريم العذراء" للسريان الأرثوذكس، والمعروفة أيضاً باسم كنيسة (الوحدة)، وكنيسة "شهداء الأرمن" للأرمن الأرثوذكس، وكنيسة "الأرمن الكاثوليك"، بالإضافة إلى كنيسة "يسوع الملك للآباء الكبوشيين" (اللاتين)، وكنيسة السريان الكاثوليك.

 

دير2.jpg
كنيسة "الوحدة" للسريان الأرثوذكس (تلفزيون سوريا)

 

تلك الكنائس جميعها، بالإضافة إلى منازل العائلات المسيحية المنتشرة في محيطها، تعرّضت لدمار شبه كامل جراء قصف النظام للحيّ -الرشدية-، وعقب سيطرة "تنظيم الدولة" على المدينة أقدم الأخير على تلغيم وتفجير أجزاء أخرى من تلك الكنائس.

 

دير5.jpg
كنيسة الأرمن الكاثوليك (تلفزيون سوريا)

 

 المكونات المسيحية وأهم العائلات

الطبيب "جان سيمون"، وهو أحد أبناء العائلات المسيحية الديرية، يوضّح خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن غالبية مسيحيي دير الزور "ينتمون إلى طائفة السريان الأرثوذكس يليهم الكلدان فـ الأرمن، بشقيهم الارثوذوكس والكاثوليك، مع وجود قليل للسريان الكاثوليك والروم".

ويذكر سيمون أن أقدم العائلات المسيحية التي قطنت المدينة، هم: آل "فيلو" و"بغدي صار" و"ملوح" و"حنتي" و"توماس" "حشيشو".

وتوزّعت العائلات المسيحية المعروفة بدير الزور، بحسب الكنائس التابعة لها، كما يلي:

طائفة السريان الأرثوذكس، وتنتسب إليها عائلات "قصار" و"ميخا" و"غسالي" و"توماس" و"بكرجي" و"حشيشو" و"ساعاتي" و"قسطنطين" و"افرام/ عبد الله" و"فطوط"  و"حنتي" و"ملوح" و"قسطي" و"فيلو" و"زازا" و"صباغ"  و"انجيم" و"بازوعة" و"بيطار" و"يشوع" و"يازجي" و"مناشي" و"حايك" و"لولي"، وهناك عائلة "شكبازوف" التي لم تقطن دير الزور طويلاً لكنها بقيت مسجّلة ضمن عائلات المدينة.

 

شهداء11.jpg
كنيسة شهداء الأرمن (تلفزيون سوريا)

 

الكلدان الكاثوليك، ومنهم عائلات: "سيمون" و"غزي" و"توماس" و"ماروكي" و"فيلو".

طائفة الأرمن الأرثوذكس، وعائلاتها: "هايكيان"، و"نلعبنديان"، و"داكسيان"، و"كشيشكيان"، و"جاقريان"، و"وارتان"، و"مطافيان"، و"قصابيان"، والأرمن الكاثوليك ومنهم عائلة "بغدي صار"، وطائفة اللاتين كعائلتي "ملكون" و"زيادة".

 تاريخ الوجود المسيحي في المدينة وأنشطتهم

يُرجع سيمون تاريخ الوجود المسيحي داخل مدينة دير الزور إلى "بدايات القرن 19، أي مع بداية نشأة المدينة كواقع إداري" يقول سيمون مضيفاً أن "المسيحين تزايدت أعدادهم تباعاً بمزاولة المهن، فوصل عدد البيوت/ الأُسر المسيحية في دير الزور لنحو 500- 550 أسرة، أي ما يقارب 1500 نسمة".

الغالبية من أبناء العائلات المسيحية، بحسب سيمون، كانوا يزاولون مهن: صياغة الذهب، كعائلة حنتي وحشيشو. وتصليح الساعات كعائلته "سيمون" وتوماس ونعمو وساعاتي. والميكانيك وتصليح الآلات، كعائلات وارتان ومطافيان وقصابيان.

وبالإضافة إلى مزاولة المهن الصناعية والحرفية، اشتهر العديد من أبناء العائلات المسيحية في مزاولة الطب، وعرف منهم الطبيب "ذيب توماس" و"أنطوان فطوط" و"يعقوب زازا". وكذلك عملوا في التعليم، كالأستاذ "فرج توماس" و"جورج ماروكي" وأنطوانيت أصلو" و"جورج قسطنطين".

 

دير.jpg
كنيسة مريم العذراء/ الوحدة للسريان الأرثوذكس (تلفزيون سوريا)

 

جاك عبد الله.. السياسي والحقوقي الذي قضى تحت التعذيب

ومن بين المهن التي زاولها مسيحيو دير الزور، تفرّد اثنان في مهنة بيع الكتب ضمن مكتبتين مشهورتين داخل المدينة، أولهما مكتبة "النهضة العربية" وكان يديرها أبناء من عائلة ملكون، والثانية مكتبة "الكواكبي" لصاحبها "جاك جورج عبد الله" -ويلقّبه أبناء دير الزور بـ "أبو عبد الله"-  إحدى شخصيات دير الزور الاستثنائية.

كان أبو عبد الله ناشطاً حقوقياً وسياسياً معارضاً للنظام منذ أيام الأسد الأب، وشارك في التظاهرات الأولى للثورة السورية بدير الزور، وكان يتصدّر صفوفها.

اعتقل مرتين في بداية الحراك، وحين اجتيحت المدينة منتصف العام 2012، بقي أبو عبد الله في الدير ملازماً منزله في حي الرشدية، بالرغم من كل الدعوات إلى المسيحيين بمغادرة المدينة.

وبعد القصف والدمار الذي لحق بالحي، أجبر على الانتقال إلى حي "الجورة" البعيد عن قصف النظام والواقع تحت سيطرته آنذاك. وبقي يواصل نشاطه السلمي إلى أن ألقي القبض عليه في 4 من تشرين الثاني 2014، على يد عناصر الأمن العسكري.

وبعد موجة من التعذيب والتنكيل أصيب أبو عبد الله في الشهر الأول من الاعتقال بالشلل، وبقي كذلك إلى أن قضى في 13 من شهر أيار 2015، داخل فرع الأمن العسكري.

مصير العائلات المسيحية

من خلال تواصله المستمر مع العديد من أقربائه وأصدقائه من أبناء الأسر المسيحية، يبيّن سيمون، اللاجئ في السويد اليوم، أن قسماً منهم نزح داخل البلاد باتجاه مدن  الحسكة وحلب ودمشق وحمص، والقسم الآخر توجّه إلى دول الغرب الأوروبي مثلهم مثل بقية اللاجئين السوريين، و"هم على الدوام يشتاقون إلى الدير ولا يملّون من الحديث عنها" يختم سيمون.

 

دير6.jpg
كنيسة الأرمن الكاثوليك (تلفزيون سوريا)