icon
التغطية الحية

كلف مليار دولار.. نافالني يكشف من السجن فخامة قصر بوتين | صور

2021.01.21 | 19:47 دمشق

palace40.png
نيويورك تايمز - ترجمة ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

نشر فريق يقوده زعيم المعارضة الروسية أليكسي أ. نافالني تحقيقاً موسعاً يوم الثلاثاء الماضي يصف فيه أحد القصور السرية التي بنيت من أجل الرئيس فلاديمير ف. بوتين على البحر الأسود، وقد نشر ذلك التقرير بعد أقل من 24 ساعة على صدور أمر بسجن نافالني.

وقد أتى ذلك التقرير كانتقاد أخير ضمن المعركة الحامية التي يخوضها نافالني مع بوتين، والتي تدور رحاها أمام جمهور الشبكة العنكبوتية الذي يضم ملايين المتابعين، وظهر التقرير في الوقت الذي سعى فيه مؤيدو زعيم المعارضة للتحريض على خروج احتجاجات في الشوارع من المزمع أن تبدأ خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وهذا التحقيق الذي ألحقت به مخططات للطوابق وتفاصيل مالية وصور للتصميم الداخلي للمجمع الذي أعلن نافالني أنه كلف أكثر من مليار دولار أميركي، يقدم أشمل عملية محاسبة ظهرت حتى تاريخه بالنسبة لبناء مقر كبير أقامه الرئيس ليقيم فيه بجنوب روسيا على شاطئ البحر الأخضر.

بيد أن الكرملين أنكر النتائج التي خلص إليها هذا التقرير الذي انتشر على الشابكة يوم الثلاثاء الماضي عبر فيديو مدته 113 دقيقة على اليوتيوب، إلى جانب نسخة نصية طويلة مزودة بصور طالبت المستخدمين بنشر صور النعيم الذي يعيش فيه بوتين على فيسبوك وانستغرام، وقد حظي هذا الفيديو بأكثر من أربعة ملايين مشاهدة على اليوتيوب.

 

وفي الفيديو يظهر نافالني وهو يشير إلى بوتين وبطانته ويقول: "سيواصلون سرقة المزيد والمزيد، إلى أن يفلسوا البلد بكاملها، فروسيا تبيع كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن والأسمدة والأخشاب، إلا أن مدخول الشعب ما فتئ يهبط وينحدر، كل ذلك بسبب قصر بوتين هذا".
ونافالني الذي أعيد إلى بلاده يوم الأحد الماضي بعد تلقيه للعلاج في ألمانيا إثر تعرضه لحالة تسمم كادت أن تقضي عليه وذلك في سيبيريا في شهر آب الماضي، تم إلقاء القبض عليه عند رقابة جوازات السفر على مرأى من الشعب الروسي الذي شاهد عملية وصوله التي بثت على القنوات والمحطات التلفزيونية على الهواء مباشرة. ويوم الإثنين الماضي، صدر حكم بالسجن على نافالني لمدة 30 يوماً أثناء إجراءات الدعوى التي أقيمت في قاعة محكمة ميدانية في قسم شرطة بموسكو، وتظهر في تلك القاعة صورة لرئيس الشرطة السرية أيام ستالين على الحائط خلفه.

وقبل أن يقتادوه خارج القاعة، طلب نافالني من الشعب الروسي أن: "ينزل إلى الشوارع" ضد بوتين، حيث ظهر ذلك في فيديوهات نشرها العاملون لديه على الشابكة، كما نشروا يوم الثلاثاء تحقيقاً عن ذلك القصر سجله نافالني أثناء وجوده في ألمانيا، وفي افتتاحية هذا الفيديو يظهر نص يطلب من المشاهدين الانضمام للمظاهرات التي ستخرج يوم السبت عند الساعة الثانية بعد الظهر في: "الشوارع الرئيسية"  لمدنهم.

ونقرأ في ذلك النص أيضاً: "لقد كان نافالني يدافع عن حقوقنا طيلة سنوات طويلة، وحان الوقت لندافع عنه الآن".

هذا وقد ظهرت تقارير حول قصر يتم بناؤه من أجل بوتين بالقرب من منتجع غيلينديزيك على البحر الأسود لأول مرة قبل عقد ونيف من الزمان، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية مبنى مهيباً مستطيل الشكل له حديقة كبيرة تمتد حوله، ومزود بمهبط للطائرات العمودية وغيرها من الهياكل المرتبطة بطريق متعرج ضمن بقعة منعزلة على الشريط الساحلي الوعر.

غير أن السرية أحاطت ذلك المشروع، ولهذا كرر الناطق الرسمي باسم بوتين يوم الثلاثاء الماضي إنكاره لقيام بوتين بإنشاء قصر هناك، مذكراً بأن مقر إقامته الرسمي على البحر الأسود هو عبارة عن مجمع سكني أكثر تواضعاً وأقل فخامة من ذلك القصر، ويبعد عن مدينة سوتشي مسافة 241 كم بالسيارة، إذ نقل عن ديميتري س. بيسكوف، الناطق الرسمي باسم بوتين تعليقه على ذلك عبر الإعلام الروسي بالقول: "سبق وأن شرحنا قبل سنوات بأن بوتين لا يمتلك قصراً في غيلينديزيك".

إلا أن نافالني قدم سجلات مالية وغيرها من الأدلة التي تشير حسب وصفه إلى أن القصر بني من أجل بوتين عبر شخصيات مرتبطة به، ووصف ذلك بأنه: "أكبر رشوة في التاريخ".

هذا وقد سبق وأن رشحت بعض التفاصيل عبر تقارير إخبارية روسية، إلا أن نافالني قدم كل ذلك بأسلوبه المميز والشعبوي، فقد رفعته تقاريره الاستقصائية السابقة حول ثروة طبقة النخبة بروسيا إلى الصدارة ليصبح ناشطاً مناهضاً للفساد وزعيماً للمعارضة.

ولقد اكتشف فريقه بأن أرضاً مساحتها حوالي 48 كم2 حول القصر تسيطر عليها وكالة الاستخبارات المحلية الروسية، وبأن المجال الجوي فوق تلك الأرض مقيد وبأن خفر السواحل لا يسمحون للقوارب بالاقتراب على بعد 1.61 كم تقريباً.

وهنالك تصوير جديد وملفت للنظر ورد في التقرير حول حياة البذخ التي يعيشها بوتين.

إذ ذكر نافالني بأن أحد المقاولين قام بتسريب تفاصيل مخططات الطوابق التي اعتمد عليها فريقه لتشكيل نماذج تفاعلية ثلاثية الأبعاد للتصميم الداخلي لذلك البناء، إذ يشمل الطابق الأرضي حماماً للمياه المعدنية، وقاعة سينما، وقبواً للخمور، مع فسحة خارجية تنتشر فيها النوافير التي وصفت بأنها عبارة عن ديسكو مائي. وبحسب التقرير فإن الطابق الذي يعلو الطابق الأرضي يشتمل على مسرح كبير، وقاعة كازينو مع صالة لتدخين الشيشة خالية من النوافذ، وحلبة للرقص على العمود.

ويصف التقرير أيضاً وجود حلبة هوكي تحت الأرض، إلى جانب كنيسة، ونفق يصل إلى شاطئ البحر، وجسر طوله 80 متراً تقريباً يصل إلى مقهى.

وعن ذلك كتبت ماريا بيفتشيخ التي تترأس وحدة التحقيقات لدى نافالني على تويتر مشيرة إلى بوتين بالقول: "نشرنا مخططات بناء قصره، وللأسف جن جنون الجد حيال أمانه إذ لم يعد بوسعه استخدام ذلك القصر بعد اليوم".

وفي تصريحات للصحافة قبل صدور التقرير، تجاهل الناطق الرسمي باسم الكرملين بيسكوف المطالبات الغربية بإطلاق سراح نافالني، وقال: "سمعنا بتلك المطالبات، ولكن في هذه القضية بالتحديد لا يمكننا القيام بذلك، ولن نأخذ تصريحاتهم في حساباتنا، وذلك لأنها بالقطع مشكلة داخلية، ولن نسمح لأحد بالتدخل فيها".

يذكر أن نافالني نفسه أمضى يوم الإثنين في فرع يخضع لحراسة مشددة من قبل رجال الأمن داخل سجن ماتروسكايا تيشينا سيئ الصيت بموسكو، وفي رسالة وجهها لأنصاره، ووصلت إلى محاميه ثم نشرت على انستغرام، ذكر نافالني بأنه لم يندم أبداً على العودة إلى روسيا، بالرغم من تعرضه للاعتقال.

وفي السجن الخاص المحتجز فيه، كتب نافالني ما يلي: "قرأت عن ذلك في الكتب، واليوم أعيش هذا الوضع شخصياً، تلك هي الحياة في روسيا برأيي".

المصدر: نيويورك تايمز