icon
التغطية الحية

كشف علمي جديد عن أسرار التحنيط في مصر القديمة

2023.02.02 | 15:11 دمشق

كشف علمي جديد عن أسرار التحنيط في مصر القديمة
كشف علمي جديد عن أسرار التحنيط في مصر القديمة
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تمكّن باحثون ألمان ومصريون من فكّ أسرار جديدة تتعلّق بطبيعة المواد المستخدمة في عملية التحنيط البشري بمصر القديمة.

وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان أمس الأربعاء: "نجح فريق عمل من الباحثين من جامعتي Ludwig Maximilian وTübingen بألمانيا بالتعاون مع المركز القومي للبحوث بالقاهرة، في التوصل إلى بعض من أسرار عملية التحنيط عند المصري القديم والمواد المستخدمة بها".

وأضاف البيان أن الفريق توصّل للاكتشاف المذكور "بعد نحو 5 سنوات من العمل على تحليل البقايا العضوية التي تم العثور عليها داخل الأواني الفخارية المكتشفة بورشة التحنيط المكتشفة من قبل البعثة الأثرية المصرية الألمانية برئاسة خبير الآثار الراحل رمضان بدري، بـسقارة عام 2018، وذلك ضمن مشروع مقابر العصر الصاوي".

ونقل عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر مصطفى وزيري قوله، إن "البعثة عثرت خلال أعمالها على أسماء البقايا العضوية المستخدمة خلال عملية التحنيط مكتوبة باللغة المصرية القديمة على سطح الأواني الفخارية، بالإضافة إلى أسماء الأعضاء وأجزاء جسد المتوفي والتي استخدمت بها تلك المواد العضوية في أثناء مراحل عملية التحنيط".

وتمكّن الفريق البحثي "بعد دراسة وتحليل البقايا العضوية الموجودة بالأواني المكتشفة، من التوصّل إلى خصائصها الكيميائية في محاولة للوصول لآليات عملية التحنيط وموادها وأسرارها في مصر القديمة لحفظ الجسد البشري".

وأشار البيان إلى أن الباحثين "تمكنوا من تحديد كل مادة وفقاً لطبيعة الجزء المستهدف من الجسد"، مضيفاً أنه "لأول مرة تجتمع ثلاث معلومات مهمة عن عملية التحنيط في مكان واحد وهي المادة المستخدمة نفسها واسمها باللغة المصرية القديمة ومكان استخدامها".

تحنيط
مومياء رمسيس الثاني (القرن الـ13 قبل الميلاد)

وخلصت الأبحاث والدراسات إلى أن "عدداً من المواد المستخدمة في عملية التحنيط قد استوردت من الخارج مثل منطقة البحر المتوسط، والغابات الاستوائية المطيرة، وجنوب شرق آسيا" بحسب البيان.

بدورها، قالت نائبة رئيس البعثة الألمانية سوزانا بيك، إن الأبحاث "أظهرت أن الأواني التي استخدمت في عمليات التحنيط كان مكتوبا عليها أسماء المواد التي كانت تحويها، وكذلك كيفية استخدامها مما ساهم بشكل كبير في معرفة أسماء الكثير من مكونات التحنيط".

وأشارت إلى أن "تحليل البقايا التي عثر عليها بالأواني تم عزلها جزئياً لتحديد مكوناتها الكيميائية".

ولفتت بيك إلى أنه "على سبيل المثال مادة (عنتيو) التي استخدمت وجاء ذكرها بكثرة في وصف عمليات التحنيط، كان يتم ترجمتها على أنها مادة الصمغ العطري، إلا أن نتائج الدراسة الحديثة أوضحت أنها عبارة عن خليط من زيت خشب الأرز وزيت العرعر (السرو) ودهون حيوانية".

وأوضح بيان وزارة الآثار أن "الدراسة تمت عن طريق استخدام تقنية كروماتوغرافيا الغاز، وقياس الطيف الكتلي للمواد المكتشفة ونشرت نتائجها الأربعاء بمجلة علمية دولية".

ولقرون طويلة، ظلّت عملية التحنيط لغزاً محيراً، وخاصة في نسب المواد وطبيعة التركيبة المستخدمة في عملية التحنيط للحفاظ على جسد الميت. وكان المصري القديم يلجأ إلى التحنيط كوسيلة لحفظ الجثمان، بناءً على إيمانه بأن روح المتوفى ستتعرف إليه في العالم الآخر (السفلي) وبأنه سيعود إلى الحياة مجدداً.