icon
التغطية الحية

"كافكا عربياً" كتابٌ يدرس فيه عاطف بطرس العطار "أيقونةً تحترق"

2021.12.31 | 13:13 دمشق

kafka-_tlfzywn_swrya.jpg
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

كافكا في هذا الكتاب، بحسب وصف وليد الخشاب أستاذ الدراسات العربية في جامعة يورك بكندا: "يظهر تارةً كنموذج للمثقف الذي يتحدى سلطة التراث الديني والسلطة الأبوية، وتارة كناقد مُبكر لتجاوزات الحداثة الأوروبية التي أدت إلى الفاشية والشمولية. تنبسط دَفَتَا الكتاب كجناحي ملاك أسطوري: طرفاً نحو التراث ونقده وطرفاً نحو تأمل الحداثة".

و"كافكا عربياً.. أيقونة تحترق" هو عنوان الدراسة التي يسلّط أستاذ الأدب المقارن في معهد الدوحة، عاطف بطرس العطار، الضوء من خلالها على آلية تعاطي الإنسان العربي مع الأدب الذي أفرزه فرانز كافكا (1883 -1924).

كافكا في الفكر العربي الحديث

تُحلِّل الدراسة أصداء كافكا في الفضاء الفكري العربي منذ 1939، مستندةً إلى مفهوم للترجمة يتجاوز عبور النصوص الحدود القومية واللغة والثقافة، ليشتبك مع لحظات مفصلية تفجرها هذه النصوص داخل مساحات ثقافية وتاريخية مغايرة، لتفتح آفاقاً جديدة لفهم ومراجعة مسارات وانعطافات الفكر العربي المعاصر.

فبين لحظة إنتاج النصوص (كافكا، براغ، بداية القرن العشرين) ولحظات التلقي العربي (طه حسين، جورج حنين، هزيمة 67، الحرب الباردة، الثورات العربية) تتولد معانٍ جديدة تضاف إلى تراكم التأويلات حول النصوص الأصلية، وتطرح أسئلة تتعلق بالحمولات والطاقات والإمكانات الكامنة بداخلها.

تفاعل الإنسان العربي مع أدب كافكا

ووفق ما جاء في تقديم الكتاب؛ لم يهدف مشروع هذا البحث منذ تصميمه إلى مجرّد تغطية تاريخ الترجمة والتّلقّي العربي لـ كافكا، بل كان الهدف منه محاولة لرصد وفَهْم وتحليل مسارات وتطوّرات تتعلّق بالتفاعل العربيّ مع نتاج هذا الأديب وخصوصية موقعه؛ نظرًا لأنه أحد العلامات الأدبية البارزة للحداثة الأوروبية، لا سيّما كونه ينتمي إلى سلسلة من المفكّرين والكُتَّاب الألمان ذي الخلفية اليهودية الذين كان لهم إسهامات نَقْدِيَّة، فلسفية أو أدبية مُمَيّزَة.

تولَّدَت عبر الدراسة مجموعة من السيناريوهات والترتيبات التي تعكس إشكاليات النقل والترجمة وسوء النقل أو سوء القراءة أو سوء التأويل

على هذه الخلفية، تولَّدَت عبر دراسة العطّار مجموعة من السيناريوهات والترتيبات المتشابكة التي تعكس إشكاليات النقل والترجمة، وفي كثير من الأحيان عَدَم القابلية للترجمة، وسوء النقل أو سوء القراءة أو سوء التأويل، أو ما يمكن وصفه بعملية إعادة توطين النصوص في سياقات ومشروعات متباينة، لتُفجّر من جديد معانيَ مُغايرة، ولتعكس خصوصية سياقات النقل والتّلقّي والإدماج ومحاولات الاستحواذ على النّصّ الأدبي وامتلاكه أو توظيفه. كما أن هذه الممارسات كثيرًا ما تتعلّق بعمليات صناعة أو إعادة خَلْق الأيقونة.

والمقصود أيضاً من الدراسة، توضيح كيفية التعامل مع شخصية كافكا بدءاً من عملية خَلْق أيقونة مستقلّة له تتحكّم فيها آليات خاصّة تعمل على إضفاء القدسية عليها أو أسطَرَتِها مرورًا بإعادة إنتاجها وتوظيفها بأشكال مختلفة وفي سياقات مختلفة، ووصولاً إلى نَبذها وشيطنتها والمطالبة بحرقها وحرق كل ما يتّصل بها من نصوص.

عن الكاتب

عاطف بطرس العطار، أستاذ مساعد في الأدب العربي المعاصر والأدب المقارن ورئيس برنامج ماجستير الأدب المقارن في معهد الدوحة للدراسات العليا. درس الأدب الألماني في جامعة دسلدورف بألمانيا وحصل على درجة الماجستير. كما حصل على الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة ليبزج وإيرفورت.

تتمحور اهتماماته البحثية والتدريسية حول مجالات الأدب العربي المعاصر والأدب المقارن والعالمي وكذلك الفكر الألماني وأصدائه في السياق العربي (كافكا، بنيامين، أورباخ، أرندت).

يعمل حاليًا على مشروع مؤَلَف ضخم حول كتابات السجن في السياق المصري، سينشر في دار نشر جامعة إدنبره.