
يشهد مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق اشتباكات بين تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام بعد دخول قيادت أجنبية من التنظيم إلى المخيم وتوزيعها رواتب على العناصر بعد انقطاع دام أشهر.
وقتل عدد من عناصر التنظيم في هجوم شنه على مواقع سيطرة هيئة تحرير الشام في شارع حيفا حسب ما قالت وكالة إباء الناطقة باسم الهيئة، ويسيطر التنظيم على منطقة الحجر الأسود في مخيم اليرموك الذي تبلغ مساحته كيلومترين مربعين، ويحده شمالا حيّا الميدان والشاغور، و يشرف على امتداده من الشرق حي التضامن ومن الجنوب الحجر الأسود وحي القدم غرباً.
وذكرت وكالة "أعماق" التابعة لـ "تنظيم الدولة" أن عناصره تمكنوا من السيطرة على عدة أبنية داخل مخيم اليرموك، من بينها مبنى "هيئة فلسطين الخيرية"، و مدرسة "عبدالقادر الحسيني"، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه مساء أمس . ويسيطر تنظيم الدولة على نحو 70 في المئة من مساحة مخيم اليرموك ، فيما ينتشر مسلحو هيئة تحرير الشام على المساحة المتبقية ، تقع هذه المناطق ضمن اتفاق وقف النار بين الهيئة وقوات النظام السوري.
تنسيق مع النظام السوري
ودخلت القيادت الأجنبية برفقة كوادر طبية إلى المخيم بتسهيل من قوات النظام عبر حاجز بردى إلى حي الحجر الأسود جنوب دمشق، وبدؤوا بإجراء اجتماعات مكثفة وتفقد نقاط التماس، و قدم قياديو التنظيم من شمال وجنوب سوريا ومن العراق وفق مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية.
وتولى قيادي من جنسية جزائرية إمارة التنظيم العامة في المخيم، وتولى آخر عراقي الجنسية الإمارة الأمنية، فيما أصبح قيادي سعودي، أميراً شرعياً للتنظيم مع أنباء عن وجود أمير آخر تونسي الجنسية.
وترجح مصادر أن يكون دخول القياديين الأجانب للمخيم بهدف إعادة هيكلة التنظيم وتنظيم صفوفه تمهيداً لفتح معارك ضد فصائل الجيش الحر في جنوب دمشق.
وأخطر تنظيم الدولة سكان حي الحجر الأسود بمغادرة منازلهم والتوجه إلى مخيم اليرموك بسبب تحويل الحي إلى منطقة عسكرية.
اتفاق المدن الخمسة
وسمح النظام السوري بإدخال المساعدات إلى المخيم المحاصر بعد اتفاق عرف باتفاق المدن الخمسة تم بين النظام السوري وجيش الفتح على مرحلتين، يقضي بإدخال المساعدات الغذائية والطبية للمخيم وإخراج الحالات المرضية المستعجلة، إضافة إلى خروج المقاتلين ومن يرغب من الأهالي في مخيم اليرموك في المرحلة الثانية، مقابل خروج مقاتلي بلدتي كفريا والفوعة في الشمال السوري.
ويشمل الاتفاق الزبداني وبلودان ومضايا بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في الشمال السوري.
وكان تنظيم الدولة قد سيطر على مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين في سوريا وأجزاء من حي التضامن ومنطقة العسالي بحي القدم. في نيسان 2015 بعد حصار قوات النظام والفصائل الفلسطينية الموالية له للمخيم في تموز 2013 وإغلاق جميع المداخل.
وشهد المخيم عشرات حالات الوفاة نتيجة الجوع وتفشي الأمراض والقصف المتبادل وتحول شوارع المخيم إلى نقاط مواجهة بين القوى العسكرية المختلفة.
ونزح إثر ذلك معظم سكان المخيم اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 185 ألفا إلى بلدات جنوب دمشق أو إلى دول الجوار، وبقي منهم بضعة آلاف يعيشون تحت الحصار في مناطق سيطرة التنظيم والهيئة، في ظل قيود مشددة تفرضها قوات النظام على خروج الأهالي من المخيم الذي يبعد عن مركز مدينة دمشق 10 كيلومترات.
ويواصل تنظيم الدولة جرائمه بحق المدنيين، حيث نفذ حكماً بصلب حتى الموت مدة ثلاثة أيام متواصلة بحق أربعة مدنيين من سكان المخيم قرب حاجز العروبة و مسجد فلسطين بعد اتهامهم بتهريب أدوات منزلية من المخيم إلى بلدة يلدا جنوب دمشق.