icon
التغطية الحية

قلق ومستقبل غامض وأزمة اقتصادية.. سوريون في تركيا يبحثون عن مهجر آخر

2023.05.27 | 15:00 دمشق

آخر تحديث: 27.05.2023 | 21:59 دمشق

الحملة الانتخابية لمرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو يعد فيها إعادة السوريين إلى بلادهم في أنقرة (رويترز)
الحملة الانتخابية لمرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو يعد فيها بإعادة السوريين إلى بلادهم في أنقرة (رويترز)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

دفعت الخطابات التحشيدية العنصرية من قبل السياسيين الأتراك قبل الانتخابات الرئاسية، والأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أعوام؛ سوريين لمغادرة البلاد عبر شبكات التهريب التي نشطت مؤخراً، في حين تتنوع خيارات مغادرة البلاد أمام السوريين الحاصلين على الجنسية الاستثنائية.

السوريون الذي يواجهون مع الأتراك على حد سواء الأزمة الاقتصادية ومعدلات التضخم الكبيرة، زادت مخاوفهم أكثر مع استمرار حملة المعارضة المعادية للمهاجرين ضمن خطابها الانتخابي في الفترة ما بين الجولتين الأولى من الانتخابات والثانية التي ستعقد يوم غد الأحد.

وينتظر غيث سمير، الذي لجأ إلى تركيا في عام 2012، نتيجة الانتخابات يوم الأحد بقلق، ويخشى من فوز المرشح المعارض الذي يعد بإعادة المهاجرين سريعًا إلى بلادهم، بحسب ما قاله لوكالة رويترز.

وقال إن وعود المعارضة ومرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو، تثير قلقه وتزعجه في الوقت نفسه، لأنه يدفع المواطنين الأتراك إلى كره السوريين، مؤكداً على كونه يحمل الجنسية التركية وينوي التصويت إلى مرشح تحالف الشعب رجب طيب أردوغان.

ونشطت خطوط تهريب البشر في الشهرين الماضيين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، وزدات وتيرتها بحسب ما رصده موقع تلفزيون سوريا بعد انتقال الانتخابات الرئاسية لجولة إعادة وبروز الخطاب المعادي بشكل فج للسوريين في البلاد، حيث كثفت المعارضة التركية من تسييس هذا الملف الإنساني.

ويضاف إلى ما سبق الأزمة الاقتصادية في تركيا وارتفاع معدلات التضخم لمستويات لم يعد يكفي فيها ما يجنيه رب الأسرة السوري الذي يعمل في ظروف غير قانونية ويتعرض لاستغلال أصحاب العمل مقابل أجور زهيدة.

وقال سوريون غادروا البلاد في الأشهر القليلة الماضية إن خطوط التهريب البرية إلى أوروبا عبر اليونان وبلغاريا شهدت ذروة واضحة هذا العام، ويتقاضى المهربون مبالغ تتراوح بين 4 و 10 آلاف دولار، في حين يتطلب التهريب بحراً إلى اليونان ضعف المبلغ.

مستقبل غامض

وأعلن زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ المعادي للوجود السوري في تركيا مؤخراً دعمه لكمال كليتشدار أوغلو، في حين يبدي أردوغان تسامحاً أكبر تجاه السوريين والمهاجرين في تركيا، على الرغم من اتخاذ الأخير خطوات تهدف إلى تسريع عملية عودة السوريين إلى بلادهم.

وأضافت رويترز: "الانتخابات بالنسبة للسوريين والتحول المعادي للمهاجرين في السياسة التركية يلقي ظلاً من عدم اليقين على مستقبلهم، وهذا يجعل العديد من الأشخاص يتساءلون عما إذا كان عليهم العودة إلى بلادهم التي هربوا منها بالفعل للبدء من الصفر فيها في مواجهة حرب قاتلة".

"كأن حياتنا بكاملها معتمدة على نتائج الانتخابات"

يشرح سمير أن أصدقاءه وأقاربه ينتظرون انتهاء الانتخابات للبدء في تخطيط حياتهم: "يشعر معظم السوريين الآن بأن مصير حياتهم يعتمد على الانتخابات في تركيا"، مشيراً إلى أنه يضع خططاً بديلة "للحالات الطارئة" وبأنه يفكر بالانتقال إلى مصر أو إقليم كردستان العراق، حيث تكون الظروف أفضل للسوريين.

تثير تصريحات أوميت أوزداغ المعادية للمهاجرين والملصقات الانتخابية الجديدة لمرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو المكتوب عليها "سيرحل السوريون" تثير قلق السوريين. 

ويقول أحمد (40 عاماً) سوري الجنسية، والذي يحمل الجنسية التركية في حديثه إلى الوكالة: "هل يمكن لأي شخص يحظى بقسط من الإنسانية أن يقبل رؤية الملصقات التي تهدد بطرد السوريين من الحدود معلقة على جدران المدارس وفي الشوارع المزدحمة؟".

"ما دام بشار الأسد هو الحاكم، فلن يكون هناك استقرار"

وأكد أحمد، على أنه قلق من تأثير تعلم الأطفال السوريين اللغة التركية، واصفاً الوضع بأنه "خطاب كراهية مرعب ومقزز".

فيما يرى سعيد عبد القادر الذي هاجر إلى تركيا منذ عام 2015 أنه لن يكون هناك استقرار في سوريا طالما أن الأسد في السلطة، وأنه يفكر في الهجرة إلى أوروبا.

وفي 14 من الشهر الجاري، شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتنافسَ في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان.

وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات رسميا إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو في 28 من أيار، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.

وحصل أردوغان على 49.52 في المئة من أصوات الناخبين، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88 في المئة، وسنان أوغان 5.17 في المئة، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.