icon
التغطية الحية

قلق في إسرائيل.. لماذا يتعمد بايدن تأخير اتصاله بنتنياهو؟

2021.02.12 | 04:48 دمشق

swrt1.jpg
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (EPA)
إسطنبول- خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

بعد مرور ثلاثة أسابيع على توليه منصبه واتصاله بزعماء عدة دول، تدور تساؤلات في إسرائيل عن سبب عدم إجراء الرئيس الأميركي جو بايدن محادثة هاتفية، إلى الآن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي يعكس حالة من القلق في إسرائيل من تجاهل بايدن للحليفة الأقرب للولايات المتحدة.

ووسط أجواء مشحونة تسيطر على العلاقات بين تل أبيب وواشنطن مع قدوم الإدارة الجديدة التي تعتزم إعادة النظر في عدد من السياسات والقرارات التي اتخذها ترامب، في مقدمتها العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وتلميحات واشنطن بإمكانية التراجع عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، فضلاً عن تبني بايدن صيغة "حل الدولتين" خلافاً لخطة ترامب المعروفة باسم "صفقة القرن".

بايدن لم يتصل بإسرائيل بعد

تساءل سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عبر تغريدة له على حسابه في موقع توتير، أول أمس الأربعاء، عن سبب تأخر اتصال بايدن بنتنياهو إلى الآن، مناشداً الرئيس الأميركي بالاتصال بعدما أدرج رقم الهاتف الخاص برئيس وزراء إسرائيل في أسفل التغريدة.

وكتب دانون في تغريدته، التي أثارت سخرية الإسرائيليين، "الرئيس بايدن لقد اتصلت بزعماء كندا والمكسيك وبريطانيا والهند وفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وروسيا".

وأضاف "ربما حان الوقت للاتصال بزعيم إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة؟"،

 

 

يشار إلى أن الرئيس الأميركي أجرى محادثات هاتفية مع زعماء عدة دول كان آخرها، فجر اليوم الخميس، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

أثار عدم تحدث بايدن مع نتنياهو حتى الآن في إطار مكالماته مع عدد مع رؤساء الدول، جدلاً في الأوساط الإسرائيلية ولدى المهتمين بالسياسات الخارجية لواشنطن

بينما أثار عدم تحدث بايدن مع نتنياهو حتى الآن في إطار مكالماته مع عدد مع رؤساء الدول، جدلاً في الأوساط الإسرائيلية ولدى المهتمين بالسياسات الخارجية لواشنطن، ولأن ذلك على عكس الرئيس السابق دونالد ترامب الذي اتصل به بعد ثلاثة أيام من دخوله البيت الأبيض في عام 2016.

وفي هذا السياق، سئل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن سبب عدم الاتصال إلى الآن، خلال مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية، الثلاثاء الماضي (9 شباط/فبراير)، أوضح فيها بلينكن موقف واشنطن في العديد من القضايا التي تهم إسرائيل.

وكان جواب وزير الخارجية الأميركي، "أنا متأكد من أنه سيكون لديهما فرصة للتحدث في المستقبل القريب"، الأمر الذي يعكس تجاهلاً ربما يكون متعمداً من قبل بايدن تجاه نتنياهو.

لماذا يتجاهل بايدن نتنياهو؟

وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن هناك جدلا حول ما إذا كان بايدن يريد إحراج نتنياهو وإيصال رسالة له بأن الرئيس الجديد ليس كسلفه ترامب.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت تحظى بمعاملة استثنائية في عهد الإدارة الأميركية السابقة، في ظل الصداقة الحميمة التي جمعت نتنياهو وترامب، لدرجة تحول فيها الأخير لمنسق أعمال بيد اليمين العنصري في إسرائيل، تمثلت في عدة ملفات، على رأسها صفقة القرن واتفاقيات التطبيع مع دول عربية والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان السوري المحتل ونقل السفارة إلى القدس.

بينما تضع الإدارة الأميركية الجديدة على رأس أولوياتها قضايا أكثر إلحاحاً تتمثل في مكافحة أزمة كورونا وترميم تداعياتها الاقتصادية ومحاربة تغير المناخ ومنافسة الصين، مع تأكيد بايدن وفريقه التزام واشنطن بأمن إسرائيل.

ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، تتعمد الإدارة الأميركية الجديدة ترك نتنياهو ينتظر، لمعرفتها بأنه يخوض انتخابات قريبة جداً وهي ليست متحمسة لمساعدته، خاصة بعد التصريحات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة التي تهاجم العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، لا سيما خطاب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي الذي ساهم في زعزعة الثقة بين واشنطن وتل أبيب.

وحول سؤال متى سيتصل بايدن بنتنياهو؟ أجاب السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل في عهد أوباما، دان شابيرو الذي يترشح الآن لشغل المنصب ذاته مرة أخرى، بأن "الاتصال مع نتنياهو سيكون في الأسبوع المقبل".

ويضيف شابيرو، خلال مشاركته عبر الإنترنت في ندوة لمعهد وايزمان الإسرائيلي، قبل يومين، "حقيقة أن بايدن لم يتحدث مع نتنياهو لا يعني ذلك عدم اهتمامه بإسرائيل ". مؤكداً على أن الرئيس الأميركي لم يتخل عن إسرائيل.

العودة إلى النووي الإيراني

يعتبر توجه إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني أحد أهم محطات الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، الأمر الذي ترفضه إسرائيل وتكثف جهودها لمنعه.

وتكمن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول صوابية إحياء الاتفاق النووي، وبينما يوضح بايدن وفريقه بأن الهدف هو التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يتضمن رقابة أقوى مما كانت عليه في الاتفاق السابق لمنع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية.

وفي المقابل ترى إسرائيل بأن عودة الولايات المتحدة الأميركية إلى الاتفاق وإزالة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على طهران، ستتيح للإيرانيين اختراق الاتفاق والوصول إلى إنتاج قنبلة نووية.

وتشير أحدث التقديرات الإسرائيلية بأن إيران لا يفصلها عن تخصيب اليورانيوم الكافي لصنع قنبلة نووية سوى أربعة أشهر فقط، بحسب التقرير السنوي للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".

ووصل الرفض الإسرائيلي لدرجة توجيه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي، قبل أسبوعين، رسائل تحذير لواشنطن من العودة إلى الاتفاق النووي، سواء بنسخته القديمة في 2015 أو بنسخة جديدة وفق شروط محسنة.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإيران لم تنخرطا بعد في مفاوضات مباشرة لبحث كيفية عودة الطرفين إلى الاتفاق النووي، بسبب خلاف مبدئي على نقطة الانطلاق، حيث تشترط واشنطن بأنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات إلا بعد التزام طهران بتعهداتها المتعلقة بالاتفاق وعدم تخصيب اليورانيوم، في المقابل تشترط إيران رفع العقوبات أولاً.

السيادة على الجولان

إحدى أهم القضايا التي تثير مخاوف الإسرائيليين من سياسيات الإدارة الأميركية الجديدة، هي تلميحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن إمكانية تراجع واشنطن عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

وكان بلينكن قد امتنع عن تأييد اعتراف الإدارة الأميركية السابقة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري المحتل، في تصريح جديد يعتبر الأول للإدارة الجديدة حول قضية الجولان.

وقال وزير الخارجية الأميركي، خلال مقابلته مع شبكة CNN الإخبارية، "إذا تغيرت الأوضاع في سوريا في المستقبل، عندها سيكون الوضع القانوني للجولان أمر قابل لإعادة النظر".

وأوضح بلينكن، على الرغم من أن السيطرة الإسرائيلية على الجولان مسألة مهمة لأمن إسرائيل إلا أن مسألة السيادة تختلف لأنها ترتبط بالوضع القانوني.

 

 

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد وقع مرسوماً، في 25 من آذار/ مارس 2019،  تعترف بموجبه واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري التي تحتلها تل أبيب منذ عام 1967.

تشير تصريحات لينكن إلى تغيّر في الموقف الأميركي حيال "الشرعية" التي منحها ترامب لتل أبيب في سيطرتها على الجولان السوري

وتشير تصريحات لينكن إلى تغيّر في الموقف الأميركي حيال "الشرعية" التي منحها ترامب لتل أبيب في سيطرتها على الجولان السوري، وإلى أن تقدير الوضع القانوني لقضية الجولان من قبل واشنطن لن يكون ملزماً باعتراف ترامب.

 

בנימין נתניהו פגישה עם נשיא ארה"ב דונלד טראמפ וושינגטון ארה"ב

ترامب ونتنياهو بعد توقيع الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، 25 آذار/ مارس 2019  (EPA)

 

في المقابل رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على تصريحات بلينكن حول الجولان السوري المحتل، بالقول إن الجولان ستبقى جزءا من بلاده "إلى الأبد".

وأشار نتنياهو إلى أن موقف بلاده من الجولان واضح، وأنها لن تنسحب من الجولان المحتل، وفي أي سيناريو محتمل ستبقى تحت الاحتلال الإسرائيلي.

الالتزام بـ "حل الدولتين"

كما أوضح وزير الخارجية الأميركي، خلال المقابلة، موقف الإدارة الجديدة حول عدد من القضايا الشائكة التي أقدمت عليها الإدارة السابقة والتي غيرت وجه السياسية الأميركية حيال المنطقة، من بينها تجديد العلاقات مع الفلسطينيين بعدما قطعها ترامب.

فعلى عكس إدارة ترامب يلتزم بايدن بصيغة "حل الدولتين"، ويدفع نحوها لتسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك خلافاً لـ "صفقة القرن" التي حاول ترامب فرضها من دون الرجوع إلى الفلسطينيين أو حتى استشارتهم.

وبالرغم من تأكيد بلينكن التزام إدارة الرئيس جو بايدن بإبقاء سفارة الولايات المتحدة في القدس، بعد اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها في 6 ديسمبر/كانون ثاني 2017، وترحيبه باتفاقيات التطبيع الأخيرة التي كان ترامب عرّابها بين تل أبيب ودول عربية.

في هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي، "هذا لا يعني أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد انتهى، فما يزال قائماً ولن يختفي بأعجوبة".

وتابع لينكن أن أمامنا طريقا طويلا للوصول إلى تسوية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن الإدارة الجديدة ستعيد العلاقات مع الفلسطينيين بعدما قطعها ترامب وستستأنف المساعدات مع رفض الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوم بها تل أبيب، مثل بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إلى ذلك يدعو الخبير العسكري الإسرائيلي، الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد، إلى عدم إطلاق تل أبيب التصريحات العدائية وإعادة بناء الثقة مع واشنطن وترقية العلاقة معها.