icon
التغطية الحية

قلعة جبلة.. إهمال ونهب للآثار برعاية نظام الأسد |صور

2021.12.08 | 05:30 دمشق

alswr_khast_7.jpg
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

كانت تعتبر قلعة جبلة الأثرية التاريخية على الساحل السوري أهم وأجمل ما يميز المدينة، لكن هذه الأهمية باتت اليوم دفينة الأتربة والنفايات المتراكمة في كل مكان يمكن أن يبرز هذا الصرح الأثري الفينيقي الروماني.

مصدر محلي من مدينة جبلة قال لموقع تلفزيون سوريا إن القلعة الأثرية تعاني الإهمال من قبل مديرية السياحة في محافظة اللاذقية ودائرة آثار مدينة جبلة، فبعد محاولة ترميمها قبل أكثر من 10 سنوات أصبحت القلعة منسية بالكامل، من دون رعاية حتى من الحرس الموجودين عند بوابتها والذين غالباً ما يتركون مكان عملهم طوال النهار، لتبقى القلعة مشاعاً للعابثين بها كما يريدون من خلال رمي القمامة والكتابة على الحجارة الأثرية التي يعود عمرها إلى القرن الثاني الميلادي.

القلعة تحولت إلى مكان لممارسة الدعارة

وأكد المصدر أنه تم ضبط عدة حالات لشبان يقومون بممارسة "الدعارة" داخل القلعة كان آخرها في شهر أيلول من العام الحالي، إذ تم إخفاء الأمر من قبل فرع الأمن العسكري في المدينة كون الشاب الذي تم ضبطه تابعاً للفرع، مضيفاً أن إهمال المسؤولين للقلعة دفع العديد من الشبان والمراهقين إلى تشويه معالمها من خلال الكتابة والحفر على حجارتها الأثرية.

وحول الحفر الجديدة الموجودة في الغرف الواقعة خلف المدرج الروماني داخل القلعة قال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، "بدأ أشخاص مقربون من ضباط ومسؤولين كبار من بلدة القرداحة ومدينتي طرطوس وجبلة بالتنقيب عن الآثار، بقيادة شخص معروف باسم "إسكندر"، يدخل مع مجموعته المؤلفة من عدة شبان إلى القلعة ليلاً والحفر داخلها بهدف التنقيب عن الآثار، حيث أغلق القائمون على القلعة أبوابها لمدة 11 يوما بحجة ترميمها خلال شهر أيلول الماضي، وبعد أن سُمح للناس بالدخول إليها وجدوا العديد من الحفر المنتشرة داخل القلعة، من دون وجود مظاهر لأي عملية ترميم كما ادعى القائمون عليها".

وأضاف المصدر "كانت حركة السيارات الأمنية تكثر في الليل في محيط القلعة وتختفي في النهار ضمن حراسة مشددة، حيث مُنع اقتراب سكان المدينة من المنطقة، لتسهيل عملية نقل الآثار التي عثروا عليها وهو ما يعتبر نهباً ممنهجاً للآثار برعاية حكومية من قبل ضباط النظام".

 

 

المواقع الأثرية من دون رقابة حكومة النظام

وعن تفاصيل إدارة هذه المواقع التاريخية أشار الصحفي المختص بالآثار "عمر البنيه" لموقع تلفزيون سوريا إلى أن ما يجري في جبلة هو تنازل عن المواقع الأثرية مقابل السماح للاستثمارات في داخل تلك المواقع من دون رقابة حقيقية، إذ إن آثار جبلة كانت تتبع لدائرة آثار اللاذقية" لكن بعد أن أصبح "إبراهيم خير بيك" مدير دائرة آثار جبلة فصلها عن اللاذقية وجعلها تتبع مباشرة للمديرية العامة لآثار دمشق، ما يبعد عنه الرقابة المباشرة، ويسهل انتشار المخالفات في الموقع الأثري من أكشاك ومحال ومساكن مقابل رشاً تدفع لمديرية آثار جبلة.

وأضاف البنيه أن هذه المخالفات يتم الصمت عنها بقوة السلطة وضباط القصر الجمهوري وضباط المخابرات، كما أكد أن آخر عملية ترميم جرت للموقع كانت بين عامي 2006 و2010 عن طريق بعثة أثرية بلجيكية سورية مشتركة، مؤكداً أن النظام ينهب الآثار بشكل منظم، حيث هناك من يقوم بالتنقيب عن الآثار في مدرج جبلة الواقع وسط المدينة من أشخاص محسوبين على النظام.     

 

                       

دور منظمة اليونسكو في حماية المواقع الأثرية

وحول دور منظمة اليونسكو في حماية المواقع الأثرية أوضح "البنيه" أن المنظمة تصدر بيانات خجولة ولا تشير إلى من يرتكب هذه الانتهاكات بحق الآثار كما أنها تحصر تعاونها مع مديرية الآثار والمتاحف التابعة للنظام فقط، وأن كثيراً من الفاسدين في المديرية حصلوا على "فيزا" بحجة المشاركة في ندوات ومؤتمرات تابعة لمنظمة "اليونسكو" ليطلبوا اللجوء في الدول الأوروبية التي بعثوا إليها.

تشتهر مدينة جبلة بآثارها التي تعود إلى الحضارات المتعاقبة على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بدءاً بالفينيقية ثم الرومانية والبيزنطية وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، حيث صُنفت مدينة جبلة القديمة والشاطئ الصخري الأثري منطقة تراث عالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونيسكو"، ومن أبرز الآثار الموجودة فيها مدرج جبلة الأثري، الذي يعد خامس أهم مدرج روماني أثري في العالم، كما يعتبر من أجمل المسارح على مستوى العالم وأكملها، حيث يبلغ طوله 45 متراً وعرضه ثمانية أمتار ونصف المتر.