icon
التغطية الحية

قصيدة كاتب إنكليزي عن "شتاء السوريين" تتحول إلى فيلم رسوم متحركة

2020.12.09 | 10:53 دمشق

sddefault.jpg
المفوضية العليا للاجئين- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

انضم الكاتب المشهور وسفير النوايا الحسنة لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، نيل غيمان، للجهود والمساعي التي يبذلها مئات المعجبين والفنانين والتي تهدف لإطلاق نسخة متحركة من قصيدته: ما تحتاجه لتحس بالدفء.

ويهدف هذا الفيلم لجمع التبرعات التي تعتبرها المفوضية العليا للاجئين ضرورية للغاية بموجب مناشدتها التي أطلقتها من أجل الشتاء والتي تهدف لتأمين الدعم الأساسي للاجئين في الشرق الأوسط، ويشمل ذلك اللاجئين السوريين والعراقيين، حيث يكافح كثير منهم وهم يمضون شتاءهم التاسع بعيداً عن بيوتهم.

وتعتبر هذه السنة الأقسى بالنسبة لهم، بما أن اللاجئين يواجهون ثلجاً وأمطاراً ودرجات حرارة منخفضة حد التجمد، بالإضافة إلى معاناتهم من آثار كوفيد-19 الذي أضر بالعائلات الضعيفة إلى حد كبير، فجعل حياتهم مهددة بالخطر، كما دمر مصادر الرزق أمامهم، ورمى باللاجئين فريسة للبرد.

وتعكس قصيدة غيمان التي كتبها في العام الماضي خصيصاً لصالح المفوضية العليا للاجئين، الرحلات والتحديات التي يواجهها اللاجئون، لاسيما في ظل أشهر الشتاء الباردة. وقد فتح غيمان المجال لمتابعيه على تويتر للمساهمة في هذه العملية وذلك عندما طلب منهم أن يشاركوا بأفكارهم وذكرياتهم عن الدفء ليصبح ذلك مصدر الإلهام في قصيدته تلك.

وهكذا قام المعجبون من مختلف بقاع العالم بالمشاركة بأكثر من 25 ألف عبارة حول هذا الموضوع، وكان من بين المشاركين مونيكا لوينسكي وسفير النوايا الحسنة لدى المفوضية العليا للاجئين بين ستيلار.

5fce0b774.jpg

 

وخلال هذا العام قام غيمان بنشر قصيدة بفضل دعم 2.8 مليون متابع لصفحته على تويتر، حيث طلب منهم أن يقدموا عملاً فنياً عبر الشابكة لمساعدته على تحويل هذه القصيدة إلى شيء ملموس ضمن فيلم الرسوم المتحركة.

وهكذا تم جمع صور دارت حولها سبع أفكار محددة للقصيدة وذلك على مدى 10 أيام من استخدام الوسم: #drawforrefugees (ارسم من أجل اللاجئين)، حيث تم تقديم ما يفوق 900 عمل فني من قبل أشخاص تنوعت إمكانياتهم الفنية كما اختلفت البلدان التي ينتمون إليها، وذلك بدءاً من تلاميذ المدارس والمعجبين وصولاً إلى الرسامين والمختصين برسم الصور المتحركة. وقد تم دمج مجموعة منتقاة من تلك الصور التي تم جمعها ضمن فيلم الرسوم المتحركة، والتي تشمل لقطات حقيقية تم تحويلها إلى رسومات إلى جانب رسومات حول اللاجئين بالإضافة إلى لقطات حية لنيل في بيته وهو يقرأ القصيدة في جزيرة سكاي بإسكتلندا.

 

وحول هذه التجربة يقول نيل: "كانت هذه السنة مليئة بالتحديات بشكل لا يصدق، وكذلك بالمصاعب بالنسبة للكثير من الناس في مختلف بقاع العالم. إلا أن هذه كانت فرصة لنتوحد ولنظهر ما لدينا من لطف وإبداع لمساعدة الآلاف من العائلات الضعيفة المعرضة للخطر. لقد التقيت باللاجئين السوريين في الأردن الذين اضطروا لترك بيوتهم فجأة دون أن يتمكنوا من جلب أي شيء من ممتلكاتهم. وقد اعتمد الناس على مبادراتهم ومواردهم المتوفرة بين أيديهم لبناء أفضل ملاجئ يمكنهم أن يبنوها لعائلاتهم. ولكن مع بلوغ الحرب سنتها العاشرة اليوم استنزفت كل ما لديهم من مدخرات، خاصة بعد تفشي كوفيد، حيث قلت فرص كسب المال ولهذا أصبحوا بحاجة لمساعدة المفوضية العليا للاجئين حتى يمر هذا الشتاء عليهم بسلام. وقد كان هذا الفيلم المتحرك فرصة للناس حتى يتوحدوا ويساعدوا في نشر الوعي وتقديم الأموال اللازمة لإنقاذ حياة غيرهم ولحماية تلك الأسر والعائلات. ولقد أذهلتني الاستجابة المتمثلة بالرسومات التي تم تقديمها عبر الشابكة، كما أعجبت بجودتها، فالناس يهتمون بكل تأكيد ويرغبون بمد يد العون، وما يزال بوسعهم تقديم التبرعات!".

اقرأ أيضاً: مفوضية الأمم المتحدة: 9 أسر سورية بلبنان من أصل 10 غارقة بالديون

فمن بين ستة ملايين سوري فر من سوريا، تعيش الغالبية منهم في دول الجوار مثل العراق والأردن ولبنان ومصر وتركيا، إلى جانب أكثر من ستة ملايين نازح داخل سوريا. ولهذا يمكن لمناشدة الشتاء التي أطلقتها المفوضية العليا للاجئين أن تساعد الأسر على شراء الثياب والبطانيات والمواد الضرورية اللازمة للتدفئة بما أنهم يعانون في الملاجئ المؤقتة والمزدحمة في ظل درجات حرارة أقرب للتجمد.

اقرأ أيضاً: سياسة لبنان تجاه السوريين تحرمهم من فرص اللجوء إلى كندا

لقد ساعدت سميرة التي تعيش في مخيم أزرق للاجئين بالأردن، في تصميم فكرة وردة تم تزيين أطراف وشاح تضامن ضخم بها، وتظهر فيه عبارة: "ما تحتاجه لتحس بالدفء". وحول هذه التجربة تخبرنا سميرة فتقول: "كلنا، وأنا هنا أتحدث بالنيابة عن كل السوريين، عانينا مما وصفه نيل في القصيدة. إذ يصل الأمر بك لدرجة لا يمكنك معها أن تجد الطعام لتطعم أولادك عندما... لا تجد شيئاً يمكنك أن تغطي أولادك به لتدفئهم. وكلنا عاش تلك التجربة".

اقرأ أيضاً: تسجيل أول إصابتين بفيروس كورونا في مخيم الأزرق للاجئين السوريين

أما إيرين أوموندي مديرة مخيم الزعتري المفوضة من قبل المفوضية العليا للاجئين، هذا المخيم الذي يؤوي نحو 77 ألف امرأة ورجل وطفل، فتقول: "نظراً لوجود الآلاف من العائلات التي لا تستطيع العودة إلى بيوتها، أو تلك التي لم يعد لديها بيت حتى تعود إليه، تصبح الحاجة لمساعدة المفوضية العليا للاجئين ماسة خلال هذا الشتاء أكثر من أي وقت مضى. إلا أن الاستجابة التي قدمناها من أجل الجائحة أوصلت مواردنا إلى نقطة الانهيار، ولهذا أصبحنا بحاجة ماسة للتبرعات. وذلك لأن الجائحة لا تهدد صحتهم فحسب، بل إنها تهدد كل جانب من جوانب حياتهم. إذ قبل كوفيد-19 كان بوسع بعض اللاجئين السوريين أن يجدوا عملاً مؤقتاً ضمن الاقتصاد غير الرسمي، حيث يصبح بوسعهم كسب ما يكفي لتوفير الطعام لعائلاتهم خلال يوم واحد. غير أن هذه الفرص اختفت الآن، ثم إن من نزحوا يتدبرون أمور المعيشة بصعوبة، فكيف لهم أن يجتازوا هذا الشتاء وهم على قيد الحياة؟!"

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تكثف جهودها لكبح كورونا في مخيمي الزعتري والأزرق

 

المصدر: المفوضية العليا للاجئين