
قتل مدنيان بقصف مدفعي لقوات النظام، على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، تزامنا مع وصوع الدفعة الأخيرة من مهجّري القطاع الأوسط في الغوطة إلى محافظة إدلب.
وقال ناشطون محليون لموقع تلفزيون سوريا إن مدنيين اثنين قتلا بُعيد منتصف الليل، جراء قصف قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة، أحياء سكنية في مدينة دوما، عملت فرق الدفاع المدني على إسعافهما، وتفقد المناطق المستهدفة,
وما تزال مدينة دوما آخر ما تبقّى من الغوطة الشرقية التي شهدت عمليات "تهجير"، تتعرض لقصفٍ مدفعي وصاروخي لقوات النظام، على الرغم من تأكيد روسيا وقف إطلاق النار فيها، في ظل مفاوضات تجري مع "جيش الإسلام" الذي يسيطر على المدينة.
وأعلنت اللجنة المدنية المعنية بالمفاوضات في مدينة دوما وتضم ممثلين عن "جيش الإسلام"، أمس السبت، عن التوصل لاتفاق يقضي بإخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري، مع مفاوضات أخرى مع الروس تهدف لبقاء "جيش الإسلام" في المدينة.
ونفى المتحدث باسم هيئة أركان "جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، قبل يومين، التوصل لاتفاق مع روسيا حول انسحاب المقاتلين من مدينة دوما إلى محافظة إدلب، على غرار باقي اتفاقيات التهجير التي شهدتها الغوطة الشرقية، معلناً رفضه "التهجير القسري والتغيير الديمغرافي" لما تبقى من الغوطة.
وصول الدفعة الأخيرة من مهجّري الغوطة إلى إدلب
وصلت الدفعة الأخيرة من مهجري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، اليوم الأحد، إلى مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد تعرضها لإطلاق نار من عناصر قوات النظام و"شبّيحته" أثناء مرورها بريف اللاذقية، نحو قلعة المضيق غرب حماة.
وقال ناشطون من المهجّرين إن الدفعة الأخيرة والتي تتألف من 65 حافلة تقل 2876 شخصا، وصلت إلى مدينة أريحا، بعد توقفها في قلعة المضيق وإسعاف الجرحى الذين تعرضوا إلى إصابات برصاص عناصر النظام وحجارة مؤيديه قرب بلدة "بيت ياشوط" في ريف اللاذقية.
ووصلت ست دفعات من مهجّري القطاع الأوسط، خلال الأيام العشرة الأخيرة، وبلغ عدد المهجّرين (بينهم مقاتلون) مع الدفعة الأخيرة - حسب الناشطين" أكثر من 40 ألف شخص، انتقل بعضهم إلى ريف حلب الغربي، بينما استقر جلّهم في ريف إدلب.
وتشهد الغوطة الشرقية الآن هدوءا نسبيا، في ظل إتمام تنفيذ الاتفاق بين روسيا و"فيلق الرحمن" الذي يقضي بتهجير المقاتلين والمدنيين من المدن المتبقية في القطاع الأوسط (عربين، زملكا، عين ترما) إضافة إلى حي جوبر المجاور، والتي سبقها تهجير المقاتلين وعائلاتهم وآلاف المدنيين من مدينة حرستا، بعد اتفاق مماثل مع "حركة أحرار الشام"، في حين ما تزال المفاوضات مستمرة مع "جيش الإسلام" الذي يسيطر على مدينة دوما آخر ما تبقّى من الغوطة.
وتأتي هذه التطورات، بعد نحو شهر من التصعيد العسكري الكبير لروسيا والنظام على الغوطة الشرقية واتّباع سياسة "الأرض المحروقة"، التي أدت إلى تقسيم الغوطة إلى ثلاثة أجزاء: شمالي يضم مدينة دوما (أكبر معاقل "جيش الإسلام")، وغربي يضم مدينة حرستا، (تسيطر عليها "حركة أحرار الشام")، وجنوبي يضم مدينة عربين وباقي بلدات القطاع الأوسط (تحت سيطرة "فيلق الرحمن")، وقطع جميع خطوط الإمداد والطرق فيما بينها.