icon
التغطية الحية

قصة عائلة سورية لجأت من تركيا إلى كندا

2020.11.17 | 18:36 دمشق

546545.jpg
أيج ديسباتش- ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أضافت منظمة غانانوك لتوطين اللاجئين أسرة جديدة لهذه المنطقة بكل سرور وهدوء، وتضم ماهر الحمود وزوجته بيسان أبو حمدان حيث وصلا بالسلامة إلى كندا في 27 من تشرين الأول، أي وسط انتشار جائحة كوفيد-19.

يخبرنا ماك ليود من المنظمة فيقول: "عاش ماهر وبيسان كلاجئين في إسطنبول بتركيا لمدة خمس سنوات قبل أن ينتقلا إلى كندا، إذ هربا في بداية الأمر إلى الأردن، وبعدها وصلا إلى تركيا. وماهر مهندس كومبيوتر ومبرمج رفيع المستوى أما بيسان فهي صحفية إذاعية وتلفزيونية".

وبالنسبة لثقافتنا، من الصعب أن نتخيل كيف يمكن لمهندس كومبيوتر أن يشكل تهديداً على دولته، فهؤلاء الأشخاص الذين يعملون بلغة الشيفرة ويرفدون حياتنا ببرمجة حواسيب معقدة ومتطورة هم ثروة بنظرنا، إلا أن المهنة ليست كل شيء بالنسبة للإنسان، ولهذا اعتبر ماهر بما يحمله من أفكار وقناعات خطراً على السلطات الحاكمة في بلاده.

ويحدثنا هذا الشاب عن نفسه فيقول: "ولدت في سوريا في عام 1987 في قرية صغيرة تعرف باسم القريا بمحافظة السويداء الواقعة جنوب دمشق، وتخرجت في جامعة دمشق لأصبح مهندس برمجيات في عام 2010، وبدأت العمل مع شركة في دمشق وبقيت فيها لمدة ستة أشهر قبل انطلاق الثورة. بعدها غادرت دمشق وعدت للإقامة في القريا، وبدأت أخرج في مظاهرات مناهضة للنظام برفقة أصدقائي بما أنه كانت لدينا آمال كبيرة بتحقيق شيء من الحرية والديمقراطية في البلاد. ولكن ولسوء حظي اعتقلت مرتين لمدة تصل إلى ثمانية أشهر ضمن ظروف لا إنسانية وتعرضت لكل أنواع التعذيب. ثم أطلقوا سراحي بشكل مشروط على أن أخضع للمحاكمة، فعدت إلى منزلي، ثم هربت إلى لبنان وهناك تزوجت ثم أقمت مع بيسان في إسطنبول بتركيا لمدة ست سنوات قبل أن نصل إلى هنا".

وبالرغم من أن هذا الشاب قال ما قاله بكل هدوء دون أن يبدي أي أسى، إلا أنه وصف تجربة لا يتمنى أي كندي أن يعيشها، ففكرة عدم القدرة على التعبير عن معارضتك للحكومة أو التظاهر السلمي ضد الأمور التي لا توافق عليها هي فكرة غريبة عن مجتمعنا. والأسوأ منها فكرة التعرض للتعذيب أو حتى القتل فقط عند قيام المرء بالتعبير عن قناعاته.

ويحدثنا السيد ماك ليود عن ذلك فيقول: "شارك ماهر في المظاهرات التي خرجت ضد نظام الأسد، في حين كتبت بيسان بعض التعليقات المناهضة للنظام في تقاريرها، فوصل الخبر إلى السلطات وهكذا قامت باعتقالها. والاعتقال في ذلك الحين، بل حتى اليوم ينطوي على التعذيب وقد يصل إلى الإعدام، إذ لدي الكثير من الأصدقاء في كينغستون ممن عاشوا تلك التجربة أو شهدوها بأم أعينهم".

ثم يحدثنا ماهر عن زوجته فيقول: "ولدت بيسان في السويداء بسوريا، وعاشت مع أهلها في السعودية ثم الإمارات، وتخرجت من جامعة الشارقة بالإمارات لتحمل شهادة من كلية الإعلام وفنون التواصل. ثم عملت في تقديم العديد من البرامج التلفزيونية لدى عدد من المحطات الموجودة في الإمارات والسعودية، كما تعاملت مع شركات دولية مثل شركة Copywriter في العديد من المشاريع الإعلانية، ثم غادرت تلك البلاد لتقيم في دمشق قبل أن تترك سوريا وتتزوجني لنعيش معاً في إسطنبول بتركيا. وقد عملت بيسان في إسطنبول بتقديم البرامج الإذاعية وكذلك صحفية لدى وكالات عربية موجودة هناك".

ولقد سرت منظمة غانانوك لتوطين اللاجئين أيما سرور لمبادرتها ومساعدتها لهذين الزوجين اللذين يتمتعان بمهارات مفيدة قد تسهل عليهما أمر الحصول على فرصة عمل في كندا، كما أنهما يتحدثان الإنكليزية بطلاقة تكاد تكون تامة. لكن لابد وأن يخضعا لفترة يقومان من خلالها بتعديل وضعهما، وهذا يشمل جميع المهاجرين سواء أكانوا لاجئين أم لا، فما بالكم إذ كان هناك خطر إضافي يتمثل بكوفيد-19؟

يعلق ماك ليود على ذلك بالقول: "تأخر توطينهما لمدة ستة أشهر، إذ كانت هنالك خطوات عدة من أجل الحجر الصحي إحداها في تركيا قبل الصعود على متن الطائرة. وهنا توجها مباشرة إلى الحجر، كما فعل كل من التقى بهما في المطار. بعد ذلك تم تقديم الخطط المتعلقة بعملية التوطين وكوفيد-19 للحكومة حتى توافق عليها، كما قامت هيئة حفظ النظام المحلية بمراقبة عملية الحجر الصحي. أي أن كوفيد-19 قد زاد من تعقيدات عملية إعادة التوطين، لذا فإننا نعتقد أننا قمنا بكل الإجراءات الاحترازية اللازمة للحد من خطر الإصابة به. واليوم، يسعدنا أن نعلن عن عدم التعرض لأي مشكلة تتصل بكوفيد".

يذكر أن الزوجين وصلا إلى كندا خلال أول هطول للثلوج في هذا العام وكان عليهما أن يبقيا في الحجر الصحي طيلة فترة الدفء غير المعهودة في هذا الفصل التي أعقبت ذلك الهطول، ولكن من خلال نافذتهما بدت لهما كندا كأرض للأحلام الموعودة والآمال الجديدة.

 

المصدر: أيج ديسباتش