icon
التغطية الحية

قس بريطاني يروّج للأسد مستخدما صورة الطفل عمران.. ماذا قال؟

2018.06.05 | 15:06 دمشق

الطفل عمران دقنيش مع طفلة مصابة في سيارة إسعاف للدفاع المدني(إنترنت)
تلفزيون سوريا-سامر قطريب
+A
حجم الخط
-A

في ترويج جديد لنظام الأسد في الصحافة الغربية وتسويقه على أنه يحارب الإرهاب، نقل موقع "بي بي سي" تقريرا عن صحيفة التايمز البريطانية، عرضت فيه اداعاءات للقس أندرو آشداون بأن الدفاع المدني ترك الطفل عمران دقنيش مصابا ومصدوما  للإضرار بصورة بشار الأسد.

يهدف التقرير الذي بنيَّ على شهادة القس عقب زيارته لحلب إلى أمرين الأول الدفاع عن النظام وتنظيف صورة رئيسه، والثاني استهداف منظمة الدفاع المدني السورية" الخوذ البيضاء" التي رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2016.

جاء عنوان تقرير صحيفة التايمز للصحفي دومينيك كنيدي، "الخوذ البيضاء تركوا طفلا متألما للإضرار بالأسد، حسبما يقول قس" افتراضيا بنته الصحيفة على رأي شخصي للقس آشداون القريب من وجهة النظر الروسية بحسب الصحفي نفسه.

ويتهم القس آشداون "القبعات البيض" بإهمال الطفل عمران دقنيش وتركه متألما دون تقديم العلاج له، ويرى القس أن ذلك كان دعاية للإضرار بصورة الأسد الذي استخدم السلاح الكيميائي أكثر مرة في استهداف المدنيين بمناطق المعارضة، وفق تقارير دولية وتأكيدات أمريكية وفرنسية وبريطانية.

ويتهم القس آشدون حسب ما نقلت "التايمز" الغرب وبريطانيا بتمويل وتقديم رشى للدفاع المدني السوري وتشويه حقائق ودعم جماعات الإرهابية، ويكرر اعتباره أن صورة الطفل عمران التي أجفلت العالم ما هي إلا دعاية ضد النظام السوري.

إصرار آشداون على التسويق للنظام والدفاع عنه يثير تساؤلات عن علاقة رجال الدين بالديكتاتوريات بشكل عام، و المثال الأقرب إلى علاقة آشداون بنظام الأسد، وقوف الكنيسة في إسبانيا إلى جانب الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو في انقلابه على الجمهورية سنة 1936، رغم هوس الديكتاتور بالنازية والفاشية واعتبار الكيسة له المنقذ والمخلص.

يحاول القس إعادة إنتاج رواية مخالفة لحادثة الطفل عمران رغم تحول قصته إلى حكاية باردة إعلاميا وإنسانيا، ويخفي عن صحيفة "التايمز" الحقائق التي تقول إن حي القاطرجي في حلب الشرقية الخاضعة يومها لسيطرة المعارضة السورية، تعرص لقصف بصاروخ فراغي في 17 من آب 2016.  

أما الحقائق التي يتجاهلها القس، فهي تدور حول الجهة التي أنقذت عمران وانتشلت عائلته من تحت أنقاض منزلها، وبحسب تقارير لوسائل إعلام غربية وعربية، فإن سيارة الإسعاف التي نُقل عمران إليها تابعة للدفاع المدني ومن قام بانتشال عائلة دقنيش هم عناصر القبعات البيض، وليس طيارو النظام أو القوات الروسية .

"الحملة المذهلة"وصف أطلقته صحيفة الغارديان البريطانية في وقت سابق،  كشفت فيه عن أن نشر الرواية المضادة للقبعات البيض عبر الإنترنت، تم على نطاق واسع عبر شبكة من الناشطين المناهضين "للإمبريالية"، ومروجي نظريات المؤامرة ومحرضين، بدعم من الحكومة الروسية حليفة النظام.

عدسة الكاميرا التي توثق لحظات آنية لا تتكرر وخاصة في مناطق الحروب، قد لا تكون حيادية في اختيار اللقطة وتوقيت حدوثها، لكنها الأكثر قدرة على أنسنة الحادثة قبل تحولها إلى سلعة في سوق السياسة والإعلام.

وفي ختام التقرير البعيد بتوقيته حتى عن ذكرى الحادثة، يقول معده دومينيك كنيدي "إن آشداون يبدو في تصريحاته وآرائه قريبا من وجهة النظر الروسية التي طالما نظرت إلى الخوذ البيضاء على أنها مقربة من الجماعات المتشددة الجهادية".