سلّمت قوات النظام السوري عدة مناطق في ريف حلب إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في خطوة تهدف إلى منع فصائل المعارضة السورية من السيطرة عليها.
وأكدت مصادر ميدانية أن "قوات سوريا الديمقراطية" دخلت، برفقة قوات النظام السوري، إلى مطار حلب الدولي في تحرك يُعتقد أنه جزء من اتفاق غير معلن بين الطرفين لمنع وصول قوات المعارضة إليه.
ويشمل هذا التعاون تسليم مناطق أخرى ذات أهمية استراتيجية لـ"قسد"، مثل الشيخ نجار، دير حافر، المحطة الحرارية، السفيرة، ومسكنة، إضافة إلى بلدتي نبل والزهراء.
وتأتي هذه الخطوات بعد أن تصاعدت حدة المواجهات بين فصائل المعارضة وقوات النظام، وسيطرة فصائل "إدارة العمليات العسكرية" على مساحات واسعة من مدينة حلب، في حين تسعى "قسد" إلى ملء الفراغ الناجم عن انسحاب قوات النظام وتعزيز وجودها في المدينة.
معركة "ردع العدوان"
بعد إتمام السيطرة على كامل ريف حلب الغربي، جاءت الساعات الأخيرة من مساء أمس الجمعة لتشهد تحوّلات حاسمة على صعيد عملية "ردع العدوان"، ساحتها مدينة حلب، وخاصة بعد انتشار الفصائل في أحياء أبرزها: الفردوس، الصالحين، الكلاسة، بستان القصر، السكّري، الفرقان، صلاح الدين، سيف الدولة، الشعار، دوار الكرة الأرضية، وشارع النيل، بالإضافة أيضاً إلى حي قاضي عسكر في حلب القديمة، وبات النظام يتمركز -شكلياً- في أحياء معدودة داخل المدينة.
وفي إشارة إلى قرب إعلانها السيطرة الكاملة على المدينة خلال ساعات اليوم السبت، وجهت "إدارة العمليات العسكرية" عبر معرفاتها كلمة إلى أهالي حلب لطمأنتهم، متعهدةً بسلامة أرواحهم وممتلكاتهم وصون حقوقهم، وخاصة بعد محاولات إعلام النظام بثّ الخوف والذعر بين سكان حلب إزاء مقاتلي الفصائل.
خارج المدينة، يواصل مقاتلو الفصائل تحركاتهم العسكرية في ريفي حلب الشمالي والجنوبي، بالإضافة إلى ريف إدلب، مسيطرين على العديد من القرى والبلدات في تلك المناطق، حيث استعادت فصائل المعارضة سيطرتها على معرة النعمان جنوبي إدلب، ومدينة سراقب الاستراتيجية، والتي تُعد عقدة الوصل بين الطريقين الدوليين: دمشق - حلب (M5) وحلب - اللاذقية (M4).