قراءة في إعادة انتخاب زعيم المعارضة التركية

2020.07.27 | 00:00 دمشق

thumbs_b_c_15d934ca1fa6474e55921d32cc26dd97-6j8r8vhh67ibh3cn33x67gqf61f3zbout3q7wtdcno3.jpg
+A
حجم الخط
-A

أعاد حزب "الشعب الجمهوري" التركي المعارض، مساء السبت 25 تموز، انتخاب كمال كليجدار أوغلو، للمرة السابعة رئيسا له. وحصل المرشح الوحيد كليجدار أوغلو، على أصوات 1251 مندوبا من أصل 1318 شاركوا في الاقتراع، فيما اعتبرت أصوات 67 مندوبا باطلة. ويترأس كليجدار أوغلو، 71 عاما حزب الشعب الجمهوري، منذ 22 مايو/ أيار 2010.

جاءت ردود الأفعال من الرأي العام التركي متفاوتة حول إعادة انتخاب كليجدار أوغلو ففيما رأى البعض أن عدم وجود مرشح منافس لكليجدار أوغلو يعتبر مثلبة لحزب فيه نسبة كبيرة من المتعلمين من أعضائه رأى آخرون أن كليجدار أوغلو خسر في 9 مناسبات في الانتخابات الرسمية أمام حزب العدالة والتنمية منذ 2010 وبالتالي فإن هذا يعتبر من قبل عدد من المعارضين فشلا لا يؤهله للاستمرار في قيادة أكبر حزب معارض في تركيا.

ولعل كليجدار أوغلو كان مدركا لهذا عندما أعلن في أول خطاب له بعد إعادة انتخابه أن الهدف القادم له هو الفوز بالحكم في تركيا ولكن مع ذلك كانت كلمات كليجدار أوغلو تحمل معانيا غامضة عندما سأله كثيرون عبر حساباتهم على مواقع التواصل عن قصده عندما قال إن هدفنا نحن وأصدقاءنا أن نكون في الحكم في الانتخابات القادمة" حيث تم سؤاله عن طبيعة هؤلاء الأصدقاء الذين يريد الوصول للحكم معهم. خاصة أن عددا من كوادر حزب الشعب الجمهوري قد ألمحوا خلال أزمة كورونا أن حكم حزب العدالة والتنمية سوف يتغير سواء عبر الصناديق أو عبر طرق أخرى مما فهم على أنه تلميحات بالانقلاب مجددا. وهو الأمر الذي لا يبدو حصوله منطقيا. مما جعل هذه التصريحات تنعكس سلبا على قائليها. ولهذا فإن الأرجح أن كليجدار أوغلو يقصد بالأصدقاء الأحزاب والجهات التي تحالفت معه في الانتخابات البلدية الأخيرة.

وهنا يحسب لكليجدار أوغلو أنه استطاع خلال العامين الأخيرين التقارب مع عدة أحزاب معارضة هي الحزب الجيد بشكل مباشر وحزب الشعوب الديمقراطية بشكل غير مباشر وحزب السعادة نسبيا مما أمن الفوز لحزبه في الانتخابات البلدية في كل من أنقرة وإسطنبول وغيرها من البلديات الأصغر مما ساهم بدوره في إحداث زخم وأمل للأحزاب المعارضة بإمكانية الفوز بالانتخابات. وقد كان النداء الذي وجهه كليجدار أوغلو بعد فوزه منسجما مع هذا الأمل حيث قال لا يحق لأي من أعضاء حزب الشعب الجمهوري أن يفقد الأمل. وفقا لما نشر في صحيفة حرييت.

لم يكن التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطية ذي الأغلبية الكردية مباشرا في الجولات الماضية وذلك لأن الخطاب القومي التركي يجعل التحالف المباشر بين الحزبين صعبا وفيما يرى الكاتب التركي عبدالقادر سلفي أن خطاب كليجدار أوغلو يمهد لتحالف مباشر بين الحزبين لا يمكن بدونه القدرة على تغيير التحالف الحاكم حاليا ويستدل بذلك على تصريحات كليجدارأوغلو التي قال إنهم سيسعون لحل المشكلة الكردية عبر البرلمان، إلا أن تمدد التيار القومي وجاذبية الخطاب القومي لدى الأتراك وارتباط قسم من خطاب حزب الشعوب الديمقراطي بشخص أوجلان وحزب العمال الكردستاني الذي يعتبر إرهابيا في تركيا يزيد من صعوبة التحالف المباشر والتنظير له بشكل علني، ومن المتوقع أن يكون لدى أردوغان وحزب العدالة والتنمية مناورات تزيد من درجة الصعوبة الموجودة.

ولا تنحصر هذه المناورات بتصعيب تقارب حزبي الشعوب الديمقراطية والشعب الجمهوري بل أيضا من الخطاب القومي بل أيضا لتصعيب حدوث تحالفات مع الأطراف المحافظة القديمة والجديدة مثل حزب السعادة وحزب المستقبل وحزب دواء الجديدة وذلك من خلال الجمع بين ما يقرب التيار المحافظ والقومي من الحكومة وما ينأى بهما عن المعارضة.

وأخيرا نختم بالإشارة لموقف كليجدار أوغلو المستمر من السياسة الخارجية التركية الحالية سواء في سوريا أو في ليبيا وفي العلاقة مع عدد من الدول حيث يعتبرها كليجدار أوغلو مغامرة تحتاج إلى ضبط وعلى سبيل المثال مع سوريا يرى كليجدارأوغلو أن على تركيا في سبيل إيجاد حل سياسي في سوريا أن تلتقي مع نظام الأسد، وتجلس معه على طاولة الحوار بالرغم من الجرائم الإنسانية التي قام بها النظام ولعله تجدر الإشارة إلى أن كليجدار أوغلو ذكر في أكثر من مناسبة أن وجود اللاجئين السوريين في تركيا بمثابة كارثة.

هناك من يقول إن وجود شخص مثل كليجدار أوغلو على رأس أكبر حزب معارض مع افتقاره للكاريزما التي يمتلكها أردوغان ومن خلال الأخطاء التي يقع فيها بين الفينة والأخرى وما يحمله كليجدار أوغلو من صفات شخصية وسياسية تعتبر نعمة لحزب العدالة والتنمية وحليفه يبقى تحدي كليجدار أوغلو في إنشاء جبهة موحدة من الأحزاب المعارضة ولا يبدو حتى الآن أنه قادر على استيعاب الأحزاب الجديدة.