icon
التغطية الحية

"قد تكون إسرائيل طرفاً فيها".. صحيفة إسرائيلية تحذّر من حرب في السويداء

2023.01.28 | 00:14 دمشق

صحيفة إسرائيلية تحذّر من حرب في السويداء
فصائل السويداء (lebanon debate)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

رجّحت صحيفة إسرائيلية نشوب صدام مسلح جنوبي سوريا في وقت قريب يؤدّي إلى "حربٍ صغيرة" وفق وصفها، قد تجرّ إسرائيل لتكون طرفاً فيها.

وأوردت صحيفة "هآرتس/ Haaretz" الإسرائيلية اليوم الجمعة تقريراً حمل عنوان "حرب صغيرة تلوح في الأفق في جنوبي سوريا قد تجد إسرائيل نفسها متورطة فيها"، أشارت فيه إلى أن واقع الصدام بين الفصائل المحلية في السويداء من جهة، والميليشيات الإيرانية و"حزب الله" والروس وقوات النظام السوري من الجهة الأخرى، قد يتطور إلى حرب لا تلبث إسرائيل أن تصبح طرفاً فيها.

وتحدث التقرير عن أوضاع أبناء الطائفة الدرزية الذين يشكلون غالبية سكان مدينة السويداء القريبة من هضبة الجولان، والذين ظلوا بعيدين إلى حد ما عن الصراع الدائر في سوريا منذ 2011، حيث شكلت السويداء استثناء طيلة تلك السنوات، وتمكن دروز سوريا الذين يشكلون نحو 3 في المئة من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته.

تقرير يحذر من حرب في السويداء

وأوضح التقرير أن دروز سوريا لم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام السوري ولم ينخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. كما تخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم، بينما غضّ النظام الطرف عنهم رغم محاولاته المتكررة لجرهم إلى جانبه.

إلا أن ذلك كله قد يتغير قريباً، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن السويداء ودرعا، المدينة التي اندلعت فيها شرارة الثورة ضد النظام السوري قبل 12 عاماً، لم تهدآ تماماً. فبين الحين والآخر، تندلع مظاهرات مناهضة للنظام تؤدي إلى اشتباكات عنيفة، كتلك التي جرت الشهر الماضي في إحدى بلدات السويداء، وطالبت بإخراج الميليشيات الإيرانية وعناصر "حزب الله" اللبناني المتمركزين بالقرب منها.

وذكر التقرير أن روسيا وإسرائيل توصلتا في أيار 2018 إلى اتفاق تكون بموجبه روسيا مسؤولة عن إبعاد "الحرس الثوري الإيراني" والميليشيات التابعة له وعناصر "حزب الله" اللبناني، لنحو 85 كيلومتراً على الأقل شرق الحدود مع إسرائيل، ونشر قوات النظام السوري بدلاً من ذلك على طول الحدود مع إسرائيل.

ولكن التقرير بيّن أن الوعد الروسي لم يُنفّذ، حيث تم تحريك مواقع "حزب الله" شرقاً، ولكن ليس للمسافة التي طلبتها إسرائيل، وتمركزت قوات إضافية تابعة للحزب وميليشيات موالية لإيران في المناطق القريبة من السويداء ودرعا.

مخطط إيراني في المنطقة

وأشار إلى وجود تقارير تتحدث عن تخطيط إيران لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة تتركز فيها قواتها، بدلاً من أن تتشتت في مواقع منفردة متفرقة. وأضاف بأنه لم يتم التأكد من دقة هذه التقارير، لكنها أشارت إلى أن الوجود الإيراني في جنوب سوريا منخرط أيضاً في أنشطة إضافية لا تقلق إسرائيل فحسب، بل الأردن أيضاً.

ولفت التقرير إلى أن مصادر سورية محلية أفادت بأن الميليشيات الموالية لإيران، بالاشتراك مع قوات النظام السوري، أنشأت معامل في المنطقة لتصنيع مادة الكبتاغون المخدرة. وتسعى إلى تحويل الأردن لبلد عبور، كما يتضح من مصادرة الأردن لنحو 6 ملايين حبة كبتاغون كانت وجهتها النهائية المفترضة دول الخليج.

وناشد الأردن الروس لإيجاد حل، وبالفعل استجابت موسكو بسرعة، وزادت من دورياتها وأقامت مواقع حراسة إضافية على طول الحدود مع الأردن. كما تحاول روسيا الآن تجنيد مجموعات من المقاتلين الدروز من منطقة السويداء لمحاربة تهريب المخدرات، وفقا للتقرير. إلا أن الشيخ يحيى الحجار، قائد "قوات رجال الكرامة"، رفض ذلك ملتزماً مبدأ الحياد.

هذا الموقف لن يمنع أبناء السويداء من مكافحة تهريب المخدرات واعتقال المهربين وتسليمهم للسلطات، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن هذه الخطوة قد تكون غير مجدية "لأن هؤلاء المهربين يعملون، من بين أمور أخرى، في خدمة النظام أو على الأقل في خدمة القوات الموالية لإيران في سوريا".

وفي ظل الاختلافات في وجهات النظر بين فصائل السويداء من جهة والميليشيات الموالية لطهران وقوات الروس والنظام من جهة ثانية، فإن تحول كل ذلك إلى مواجهة عنيفة قد تصبح فيما بعد حرباً إقليمية صغيرة، ليس سوى مسألة وقت، وفق التقرير.

وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إن "إسرائيل في الوقت الحالي غير معنية بهذا كله، لكن إطلاق صاروخ عرضي باتجاه أراضيها أو أي استفزاز من نوع آخر سيكون كافياً لجرها لهذا الصراع وربما حتى تبادل الضربات مع أحد الطرفين".