نشرت صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية، تقريراً عن قيام مستثمر إسرائيلي بتحويل بناء قديم في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، كان يُستخدم كبناء للجمارك ومن ثم مقراً للضباط السوريين قبل احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان، إلى فندق وبوتيك يستقطب الزوار والسياح.
وقالت الصحيفة، إن البناء كان يستخدم خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا، كمركز جمارك للتجار الذين يعبرون بين سوريا وفلسطين، وفي الفترة ما بين عامي 1948 و1967، كان يستخدم كقاعدة ومركز قيادة عسكرية لشن الهجمات على شمال إسرائيل.
اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، قام مستثمر إسرائيلي يدعى ليو جليسر، بترميم البناء على طراز "باوهاوس" المعماري الألماني، وهو فن يقوم على الدمج بين الحرف اليدوية والفنون التشكيلية، ومن المقرر افتتاحه مطلع العام المقبل كفندق ومنتجع.
واحتلت إسرائيل الجولان خلال حرب الأيام الستة في حزيران من العام 1967، وكانت مليئة بأنقاض المباني القديمة والمنشآت التي يستخدمها الجيش السوري بشكل أساسي كمقرات للجنود، ومستودعات ذخيرة، ويمثّل الفندق الجديد الواقع عند مدخل هضبة الجولان الاستراتيجية، أول جهد من نوعه لترميم وإعادة توظيف هذه الأبنية.
وذكر الإسرائيلي ليو جليسر، الذي استثمر حوالي 12 مليون دولار في شراء الأرض وأعمال الترميم، أنه ليس لديه أي آمال بمردود مالي أو عوائد من هذا الاستثمار خلال حياته، موضحاً أن ذلك ليس هدفه.
وقال إنه كان بإمكانه أن يوفر لنفسه مبلغاً كبيراً من المال لو أنه هدم المبنى المهجور وبنى فندقاً جديداً، لكنه كان مصمماً على عدم تدمير أي شيء، موضحاً "نشأت كصبي صغير في الأرجنتين، حتى قبل أن أتحدث العبرية، علمت أن هدفي هو البناء وإعادة البناء في أرض إسرائيل"، مضيفاً "كان لهذه الكلمات تأثير قوي جداً علي، وها أنا هنا، حيث وضعتها موضع التنفيذ".
كما استخدم جليسر، وابنته التي ساعدته في إعادة تصميم البناء، الأسرة القديمة التي كان يستخدمها الجنود السوريون، وتم العثور عليها في المخابئ تحت الأرض، كأثاث للفندق.
كما وجد مخبأ في أعلى التل، قصفه سلاح الجو الإسرائيلي خلال حرب الأيام الستة، وحوله إلى مسبح، وقال إنهم يخططون لاستخدامه كمسبح وتقديمه للضيوف في الحفلات الخاصة.
يقول المستثمر الإسرائيلي، إنه اشترى الأرض من دائرة أراضي إسرائيل، والأراضي المجاورة للبناء المعاد ترميمه لم يتم تطهيرها بعد من الألغام التي زرعها السوريون.
ويخطط جليسر لبناء متحف صغير على أرض الفندق، يعرض فيه الأشياء والأدوات التي جمعها من بنائه والأبنية المجاورة وكان يستخدمها الجنود السوريون قبل نصف قرن.
اقرأ أيضاً: 200 متر.. فيلم يهدم رواية الاحتلال وجداره العنصري