"قاعدة الإمام علي" شرقي سوريا: أكبر القواعد العسكرية الإيرانية خارج الحدود

أكد الموقع أن ضربات التحالف لم تؤثر على تجهيزات القاعدة لأنها محصنة بمتاريس تحت الأرض - AFP

2021.10.06 | 11:45 دمشق

نوع المصدر
إسطنبول - متابعات

نشرت شبكة "عين الفرات" المحلية، المتخصصة برصد تحركات الميليشيات الإيرانية شمال شرقي سوريا، تقريراً كشفت فيه معلومات جديدة عن قاعدة "الإمام علي" أكبر قواعد إيران خارج حدودها، والواقعة في بادية البوكمال بمحافظة دير الزور.

وقالت الشبكة إن العمل بالقاعدة بدأ منتصف العام 2018، بعد قرار من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وكُلّف "فيلق القدس" الإيراني بإنشائها، على اعتباره الوحدة العسكرية العاملة خارج الحدود الإيرانية، واختير لها اسم "قاعدة الإمام علي" لما يحمل هذا الاسم من قدسية عند المذهب الشيعي، ما يُسهل عملية جذب واستقطاب الشباب للانتساب إلى المليشيات التي تخضع لهذه القاعدة.

ووفق التقرير، فقد أشرف القيادي في "فيلق القدس" الحاج أبو عبد الله، على وضع اللبنات الأولى للقاعدة، واستمر العمل تحت إشرافه بضعة أشهر، ثم تسلّم المدعو "الحج عسكر" المهمة لأسباب مجهولة، ليستمر في العمل بالقاعدة حتى يومنا هذا رغم تعرضها لعدد كبير من الغارات والضربات الصاروخية من قبل إسرائيل والتحالف الدولي في سوريا، إلا أن هذه الضربات لم تؤثر بشكل كبير على تجهيزات القاعدة لأنها محصنة بمتاريس تحت الأرض.

 

 

القسم الأول: مخازن سلاح ومستودعات صواريخ وأجهزة رصد ومراقبة

وأوضح الموقع أن القاعدة تقع جنوبي مدينة البوكمال باتجاه البادية وتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية، يقع القسم الأول منها في منطقة الحسيان جنوب غربي مدينة البوكمال، وتعدّ الأهم بين القواعد الثلاث، حيث يضم مستودعات سلاح ضخمة، ومستودعات صواريخ بعيدة المدى وصواريخ سكود عملاقة، كما يخزن "الحرس الثوري" الإيراني فيها مجموعة من الصواريخ المصنّعة في إيران مثل صواريخ "الرعد" وصواريخ "فجر 5"، كما تحتوي على منصات لإطلاق هذه الصواريخ.

 

 

وأنشأت القوات الإيرانية مستودع صواريخ حرارية مجهز بمتطلبات الحماية من القصف الجوي والصاروخي، في حين نشرت أجهزة رصد ومراقبة إيرانية في معظم أجزاء القاعدة، كما أدخلت الصواريخ إلى القاعدة على دفعات بواسطة برادات كبيرة مغلقة وسيارات نقل الخضر الكبيرة القادمة من إيران عن طريق المعبر الإيراني، ويتم إدخالها ليلاً مع إعلان حظر التجوال.

وأكدت الشبكة في تقريرها أن الحاج أبو الحارث الإيراني هو المسؤول المباشر عن القسم الأول من القاعدة.

وبالإضافة إلى المستودعات الخاصة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة، يضم القسم الأول من القاعدة "حُسينية"، ومساكن خاصة بالضباط والجنود الإيرانيين، كما يضم مقارّ قيادة رئيسية وغرف عمليات عسكرية ومقارّ رئيسية للإشارة والاتصالات، كما تحتوي على مستودعات للمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب معدّة للاحتفاظ بهذه المواد فترات طويلة، ولتزويد هذا القسم بالماء الصالح للشرب حفر الإيرانيون آباراً تساعد في استجرار الماء للقاعدة للغسيل والتنظيف.

 

القسم الثاني: قاعدة دفاع جوي وطائرات استطلاع

أما القسم الثاني من القاعدة، فيقع في منطقة الصلبي بريف البوكمال، ويمتد هذا القسم على مساحة واسعة، ويلاحظ فيها انتشار للأبنية فوق الأرض، لكن القاعدة الأساسية والسرية محصورة في مساحة معينة مخفية تحت الأرض، في حين تستخدم الميليشيات بقية المساحة للتمويه وإخفاء مكان هذا الجزء. 

وتختلف تضاريس القسم الثاني من القاعدة عن قسمها الأول بأنها منطقة مُشجّرة، ولها عدة مداخل، أهمها المدخل الرئيسي من جهة الهري من منطقة الصلبي والسكة بشكل مباشر، ومدخل بالقرب من جسر السكة المهدوم، كما يوجد مدخل سري وهو نفق يصل إلى حي التنك في منطقة حصيبة العراقية، حيث يوجد هناك مقارّ تابعة لميليشيا "فيلق القدس"، وهذا النفق عمِلَ "تنظيم الدولة" عمل على حفره سابقاً، وعملت الميليشيات الإيرانية على تطويره لمصلحتها في القاعدة.

 

 

وبدأ العمل بالقسم الثاني من قاعدة الإمام علي في نهاية العام 2018، أي بعد أشهر قليلة على البدء بإنشاء القسم الأول من القاعدة، بعد عمليات مسح ودراسة لتضاريس المنطقة والتأكد من ملاءمتها للمخططات المعدة للقاعدة.

ويعتبر القسم الثاني قاعدة دفاع جوي، تحتوي على مستودعات صواريخ مضادة للطائرات وقواعد إطلاق صواريخ جوية بعيدة المدى. وتم وضع رادارات في الجبال التي تم تفريغها بهدف رصد الطائرات في منطقة القاعدة.

وعلى غرار القسم الأول، يحتوي القسم الثاني على "حسينية"، ومعمل ثلج وغرف عمليات وغرف إشارة ومستودعات كبيرة للذخيرة المضادة للطائرات، كما رصدت مصادر موقع "عين الفرات" من داخل الميليشيات الإيرانية وجود عربات "شيلكا م/ط".

كما تحتوي أيضاً على مستودع لطائرات الاستطلاع الصغيرة التي تعمل بجهاز تحكّم عن بُعد، وتم إنشاء أبراج رصد للمراقبة وبرج إشارة وبرج اتصالات. 

واستهدف القسم الثاني من القاعدة عدة مرات من قبل طائرات التحالف، كانت نتائجها تدمير منزل الحاج عسكر والحسينية ومعمل الثلج الموجود فيه، إلا أن مستودعات الصواريخ لم تستهدف بشكل مباشر.

أمّا المسؤول المباشر عن هذا القسم فهو الحاج أبو محمد الإيراني، ومقر إقامته في منطقة الحزام، بجانبه منزل ومقر سرّي للحاج عسكر الإيراني، القائد العام والمشرف على بناء القاعدة بشكل كامل.

 

القسم الثالث: منشآت محصنة لحماية الأقسام الأخرى

يقع القسم الثالث من قاعدة "الإمام علي" في منطقة الخرش، على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، بالقرب من مخفر الخرش الحدودي سابقاَ، وتم بناؤها على تلة عالية تبعد نحو 35 كيلومتراً عن مدينة البوكمال، وهي قاعدة دفاع جوي ويوجد فيها رادارات وصواريخ مضادة للطائرات، فضلاً عن مستودعات سلاح متوسط وثقيل، ومستودع للذخيرة.

ويتصل هذا القسم من القاعدة بالأراضي العراقية مباشرة، ما يسهّل عملية تزويده بالإمدادات العسكرية واللوجستية. 

 

 

ووفق مصادر "عين الفرات"، تنحصر مهمة القسم الثالث من القاعدة على حماية القسمين الأول والثاني، وهذا القسم من القاعدة محصّن بشكل كبير ضد الغارات الجوية، تتبع قيادته للحاج عسكر، أما المسؤول المباشر عنه فيدعى الحاج رضوان الإيراني.

يحتوي هذا القسم على آبار مياه ومستودع للأغذية وغرفة إشارة واتصال، كما نصبت فيه أبراج مراقبة ورادارات. ونقلت إليه غرف مسبقة الصنع لاستخدامات متعددة.

ولا يمكن الوصول للقسم الثالث من القاعدة إلا من قبل القادة المسؤولين عنه، وذكرت المصادر أنهم محددون بالاسم، ويمنع الاقتراب منه حتى من قبل العناصر الإيرانيين والعراقيين التابعين للحرس الثوري الإيراني.

 

للاطلاع على التقرير كاملاً من المصدر هنا.