icon
التغطية الحية

في مخيم اليرموك.. فلسطيني يعيش مع الدمى والزهور والوحدة

2020.12.04 | 11:28 دمشق

photo_2020-12-04_10-37-58.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

سلّط تقرير مصوّر أعدته وكالة "رويترز" على سبعيني فلسطيني من أهالي مخيم اليرموك، عاد إليه وحيداً بعد أن غادره قبل سنوات مع زوجته، ليعيش وسط تلال من الركام، يبحث عن الزهور ويعيش وحيداً بين الدمى.

 

يعود أصل جلال أبو حشيش، 70 عاماً، إلى مدينة صفد في فلسطين، لجأ إلى سوريا في عام 1948، وقضى معظم سنوات عمره في مخيم اليرموك، لكنه اضطر للفرار منه في عام 2011، انتقل مع زوجته إلى شقة صغيرة في حي جرمانا، إحدى ضواحي العاصمة دمشق، لكن الحرب ظلت تطارده فأصابت قذيفة مسكنه الجديد وقتلت زوجته وأصابته بجروح.

مع بدء سماح نظام الأسد لأهالي مخيم اليرموك بالعودة إليه، كان أبو حشيش بين أوائل العائدين، لكنه وجد حيّه قد تحوَّل إلى ركامٍ وبقايا أبنية، معظمها غير صالحة للسكن.

ولتخفيف إحساسه بالوحدة، يجمع أبو حشيش الزهور الصناعية وتماثيل العرض والدمى التي تشبه التماثيل، ويضعها أمام منزله الصغير، ويتمنى أحياناً لو كانت التماثيل والدمى بشراً. ينظر إليها ويضع على رأسها القبعات.

 

 

يقول "هدول مانوكان، شفتهم برا بالشارع جبت معي واحدة بنت وواحد شاب.. بقعد ع الصوفاية وبتأملهم حتى أحس حالي عايش مع ناس وبحط عليهم طاقية.. إيشارب حتى أسلي حالي شوي. أحيانا بمسك هذه الوردة وبغير مكانها وبجيب وحدة تانية.. دائما بغير المألوف".

ورغم الشعور بالوحدة في المخيم، يقول أبو حشيش إنه يفضل هذا الوضع عن تحميل أبنائه عبء دفع إيجار في مكان آخر.

 

 

ويوضح أبو حشيش "الشغلة ما سهلة، ولادي ما عم يشتغلوا، وما عندي ولا ولد برا وعم يساعدوني. كان الإيجار 50 ألفاً صار 100 ألف و150 ألفاً وزاد، فصار ما في مجال، مشيراً إلى أنه قدّم طلباً لقوات النظام للعودة إلى منزله في مخيم اليرموك، فحصل على الموافقة وعاد.

يتحدث عن اللحظات الأولى بعد العودة، ويقول "أول ما سكنت هنا خفت، صار ييجي كتير كلاب لعندي. مرة كنت أتناول ساندويش جاء كلب كبير قعد جنبي. خفت فقالوا لي لا تخاف هاي الكلاب ليست شرسة، هاي الكلاب جوعانة".

وأضاف "صرت أنا شربهم ماء وأطعمهم خبز".

وتابع "مرة سلقت بيض وقطعت صحن بندورة.. حطيت الخبر هنا ورحت أجيب البيض، رجعت لقيت الكلب أخذ كيس الخبز وهرب.. ركضت وراءه وقلت له أعطيني خبزة وحدة بس".

يذكر أن مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، كان موطناً لنحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، كثير منهم لاجئون منذ حرب 1948، التي أدت إلى تأسيس دولة إسرائيل.

وفي عام 2018، انسحبت فصائل المعارضة التي كانت موجودة في المخيم نحو الشمال السوري، بموجب اتفاق مع النظام، الذي أغلق المخيم بشكل كامل في وجه ساكنيه منذ ذلك الوقت.

 

اقرأ أيضاً: "الأونروا" تتعهد بصرف مساعداتها لفلسطينيي سوريا في العام 2021