يفتتح الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، اليوم الإثنين، تزامناً مع الذكرى السنوية الـ 95 لـ تأسيس الجمهورية التركية، أحد أكبر المطارات في العالم (مطار اسطنبول الدولي) الواقع على البحر الأسود في مدينة اسطنبول غربي البلاد، ويعتبر مِن أهم الأحداث التاريخية والاقتصادية في تركيا.
وسيشارك في الافتتاح حسب ما ذكرت وسائل إعلام تركيّة منها صحيفة "حرييت"، 11 رئيس دولة مِن بينهم أمير دولة قطر (تميم بن حمد آل ثاني) ورؤساء (ألبانيا، وقيرغزستان، وكوسوفو، ومولدوفا، ومقدونيا، وباكستان، وصربيا، والسودان، والبوسنة والهرسك، وشمال قبرص)، إضافةً لـ مشاركة رئيس وزراء بلغاريا ومسؤولين مِن الكونغو وسلوفينيا وجورجيا وإيران (يمثّلها وزير الخارجية محمد جواد ظريف).
وحسب وكالة "الأناضول" التركية، فإن الافتتاح يشمل المرحلة الأولى مِن (مطار اسطنبول الدولي)، حيث سيتم افتتاحه على أربع مراحل آخرها في عام 2023، ومِن المنتظر أن يضم ستة مدارج مستقلة، وقدرة استيعابية تتسع لـ 500 طائرة في آن واحد.
وكان مِن المقرر أن يبدأ تشغيل المطار فور افتتاحه في الـ 29 مِن شهر تشرين الأول الجاري، لكن أعمال البناء تأخرت ولن يبدأ تشغيله فعلياً إلّا بعد شهرين، في حين أن الافتتاح الحالي هو محطة رمزية تصادف مع ذكرى (تأسيس الجمهورية التركية)، حيث قال رئيس شركة مطار إسطنبول الكبير (قدري سمسونلو) إن "يوم الإثنين سيكون افتتاحاً تمهيدياً. الافتتاح الكامل والحقيقي، سيكون في نهاية شهر كانون الأول القادم".
بدوره قال موقع "خبر تورك"، إن نقل الطائرات مِن مطار (أتاتورك) في مدينة اسطنبول الأوربية، إلى (مطار اسطنبول الجديد) في القسم الأوروبي أيضاً سيكون منتصف ليلة الـ 30 مِن شهر تشرين الأول الجاري، وستستمر عملية النقل 48 ساعة، مضيفاً أن أول رحلة طيران ستكون مِن المطار يوم الـ 31 من تشرين الأول (يوم الأربعاء القادم) الساعة الحادية عشرة مساءً.
ومع إتمام أعمال النقل مِن مطار أتاتورك الدولي إلى مطار اسطنبول الجديد (الواقع في منطقة "أرناؤوط كوي" قرب البحر الأسود وضمن أراضي غابات مملوكة للدولة التركية بالقسم الأوروبي مِن إسطنبول)، ستتمكن بعدها ألفا طائرة من الإقلاع والهبوط يومياً، وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي مِن مطار إسطنبول الثالث (الجديد) نحو أكثر مِن 350 وجهة في أرجاء العالم.
ماذا تعرف عن (مطار اسطنبول الدولي)؟
يجري تشييد المطار الجديد في مدينة اسطنبول - حسب "الأناضول" - على مساحة "76.5 كيلومتر مربع"، وتُشيّده شركة "İstanbul Grand Airport" (تشكّلت مطلع شهر تشرين الأول عام 2013)، والتي فازت بمناقصة بناء وتشغيل ونقل ملكية المطار بتكلفة (26 مليار و140 مليون يورو)، مع ضريبة القيمة المضافة.
وتبلغ مساحة (مطار اسطنبول الجديد) الفعلية "خمسة ملايين متر مربع"، وله 7 مداخل رئيسية و229 نقطة مراقبة جوازات للقادمين والمغادرين، و77 بوابة طيران، وتبلغ مساحة المطاعم والمقاهي 33 ألف متر مربع، وسيعمل به 225 ألف شخص، كما سيوفر أكثر مِن مليون فرصة عمل، حسب وزارة المواصلات التركية.
وما تزال أعمال البناء مستمرة منذ خمس سنوات، وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار (ستة مليارات يورو)، ومِن المنتظر أن تقدم خدمات لـ90 مليون مسافر سنوياً، كما تم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع البناء، وتضم داخلها قرابة ثلاثة آلاف آلة ثقيلة.
ويعمل في هذه المنشآت أكثر من (10 آلاف عامل) في ظروف استثنائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع، لـ إنجاز المطار في الموعد المحدد، وسيضم في نهاية مراحله الأربعة مرآباً (كراج) مفتوحاً وآخر مغلقًا لـ السيارات بسعة (70 ألف سيارة) إضافة إلى (200 مليون مسافر) سنوياً، لـ ينال بهذا لقب أكبر مطار في العالم.
ولفتت "الأناضول، إلى أنه في منتصف عام 2014، اكتمل إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار الجديد، الذي يقوم أسلوبه المعماري على المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول العريقة، وتضم فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معمارياً تركياً وأجنبياً مختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى ما يزيد على 500 مهندس.
وعقب دخول المطار الجديد للخدمة، يُتوقع أن تدفع الشركة المشغلة للمطار إلى الدولة التركية (1.1 مليار يورو) سنوياً لـ مدة 25 عاماً، ومِن المتوقع إقلاع خمس رحلات وهبوط مثلها في اليوم الأول مِن افتتاح المرحلة الأولى من المطار، ووجهاتها الداخلية - حسب الخطوط الجوية التركية - ستكون إلى ولايات: أنقرة وإزمير وأنطاليا، أمّا الرحلات الدولية فنحو قبرص وأذربيجان.
ويعد (مطار اسطنبول الجديد) أحد مشاريع البنية التحتية العملاقة في تركيا، والتي تتضمن أيضاً الجسر الثالث على مضيق البوسفور الذي يصل شطري مدينة اسطنبول، إضافة إلى قناة اسطنبول التي ستوازي مضيق البوسفور وتحول جزءاً كبيراً مِن المدينة إلى جزيرة، ومن المتوقع أن يُسهم المطار الثالث بـ(4.9%) مِن إجمالي الدخل المحلي في تركيا بعد انطلاقه، إلى جانب 79 مليار دولار أرباح إضافية.
وحسب تقرير لـ صحيفة "ذا إيكونوميست" البريطانية نشرته العام الماضي، قالت فيه إنّ إنشاء المطار الثالث في اسطنبول، يهدد مطار (هيثرو) البريطاني الذي يعدّ ثالث أكثر مطارات العالم ازدحاماً"، مضيفةً أن المطار الجديد سيُشكل التهديد الأكبر للنقل الجوّي الأوروبي".
وتسعى تركيا مِن خلال هذه المشاريع العملاقة إلى الانضمام لـ قائمة أكبر 10 اقتصادات بالعالم بحلول 2023، وهو عام المئوية الأولى لـ تأسيس الجمهورية التركية التي أسّسها وأعلن عن تأسيسها (مصطفى كمال أتاتورك)، يوم الـ 29 مِن شهر تشرين الأول عام 1923، حيث تقام فعاليات مختلفة بهذه المناسبة في جميع أنحاء تركيا.
يذكر أن طائرة الرئيس التركي "أردوغان" القادمة مِن مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، يوم الـ 21 مِن شهر حزيران الماضي، كانت أول طائرة تهبط على أرض (مطار اسطنبول) الجديد تمهيداً لـ افتتاحه فيما بعد، وهو المطار الثالث في اسطنبول بعد مطار "أتاتورك" في القسم الأوروربي ومطار "صبيحة كوكجن" في القسم الآسيوي.