icon
التغطية الحية

في عيدها العاشر.. شبكة "شام" أول من نقل أخبار الثورة السورية

2021.02.28 | 05:33 دمشق

1588495709847804604.jpg
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

عشر سنوات بالتمام والكمال تمر اليوم على انطلاق شبكة "شام" الإخبارية التي شكّلت، منذ بدايات الثورة السورية في ربيع عام 2011، مصدراً من أهم مصادر أخبار الحراك الثوري السوري، المدوّنة والمصوّرة، واحتلت تلك الأخبار صفحات وشاشات ومواقع غالبية وكالات ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية في وقت ضيّق فيه نظام الأسد الخناق على الكلمة والصوت والصورة ولاحق أصحابها.

في الـ27 من شباط 2011 انطلق الخبر الأول على صفحة شبكة "شام" في موقع الـ "فيس بوك"، أي قبل اندلاع ثورة السوريين بنحو أسبوعين، على أمل أن تلامس موجات الربيع العربي، في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، الشواطئ السورية.

 

fd1cf9f3-6e2d-4e4a-9952-7f6cd614f919.jpg

 

قبل اندلاع الثورة وفي بداياتها

يستذكر مدير تحرير "شام" الإخبارية، أحمد أبا زيد، خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا تفاصيل البدايات فيقول: "عندما كنا نشاهد المظاهرات في بلدان الربيع العربي، خطر في بال مؤسسي شبكة شام عمل صفحة على الفيس بوك أولًا، لفضح نظام الأسد ودفع الناس للخروج عليه. أتذكر كيف كنا نتحدث بحماس عن المظاهرات في ميدان التحرير بالقاهرة، وكانت الأحلام كبيرة أن نرى مثلها في ميادين سوريا كلها، وتحققت بشكل لم نكن نتصوره على الإطلاق، إلا أن القمع الأسدي حولها لكابوس".

ويضيف أبا زيد: "الهدف الرئيس من انطلاق الشبكة في ذلك الوقت كان لنقل الأحداث في سوريا، خاصة بعد اعتقال الأطفال في درعا، والمظاهرات التي حصلت في حي الحريقة بدمشق، في الـ 17 من شباط 2011، حيث رأينا أنها بوادر ثورة لا بد أن تندلع ضد نظام الأسد قريبًا".

 

 

ويعتبر أبا زيد أن شبكة شام الأولى من بين الشبكات الإخبارية التي نقلت أحداث الثورة السورية "منذ اندلاعها في مدينة درعا ومن ثم انتشارها في كامل المحافظة، لتشمل لاحقاً كامل التراب السوري".

ويوضّح أن "شام" كانت المصدر الوحيد لتغطية الأخبار في محافظة درعا حينذاك "لأن مؤسسي الشبكة هم من أبناء المحافظة، فكان التواصل يتم بسهولة ويسر لتوفر المصادر الدقيقة للأخبار عبر الأقارب والأصدقاء، وتمكّنا من تغطية جميع الأحداث حتى أوصلنا صوت الثورة للجميع".

 

 

وخلال تلك المرحلة المبكرة، ظهرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، والتي أصبحت تحمل اليوم مسمى "شبكة الثورة السورية"، ومن ثم ظهرت شبكات وصفحات وتنسيقيات عديدة غطت أحداثا في الثورة السورية.

أهم محطات البداية

وقعت أحداث كثيرة في بداية الثورة السورية، وبالنسبة لشبكة شام كان أهمها على الإطلاق، بحسب أبا زيد: "نقل تفاصيل المظاهرة الأولى التي خرجت من الجامع العمري في درعا البلد، والصرخة الأولى التي هتفت بها حناجر الثائرين، كانت مشاعر ممزوجة بكثير من الفخر بأن الشعب السوري هزم خوفه وداس عليه وأيضا بمشاعر الرهبة وترقب المقبل".

 

 

ويرى أبا زيد أن أهم ما سرّبته الشبكة كان المقطع الذي يظهر فيه "ماهر الأسد" شقيق رئيس النظام، في سجن صيدنايا وحوله عدد من الجثث المقطعة، "وهو المقطع الذي أعتقد أنه كان السبب وراء انتشار الشبكة واعتمادها كمصدر موثوق لدى العديد من الوكالات العربية والعالمية".

 

 

الاستمرار والعراقيل

شبكات ومواقع عديدة عملت خلال ثورة السوريين لكنها اضطرت للتوقف في مراحل معينة ولأسباب مختلفة، في حين تمكنت "شام" مع مواقع وشبكات قليلة، من الاستمرار حتى اليوم.

الأسباب التي أدت لتوقّف العديد من الشبكات الثورية، بحسب أبا زيد "كثيرة ولكن الرئيس منها يتعلّق بالسبب المالي، وقد تكون هناك أسباب أخرى من ضمنها عدم الخبرة وفقدان المصداقية، وأيضا انطفاء نار الثورة في قلوب العديد من الأشخاص".

ويستطرد: "كان إيمان المؤسسين لشبكة شام هو الدافع الأول للاستمرار ومواصلة تغطية الأحداث، ونتذكر منهم مؤسس الشبكة، أبو الحسن أبازيد، المعتقل في سجون الأسد، وأيضا مراسلي الشبكة الذين قدموا أرواحهم في سبيل إيصال صوت الناس والثورة للعالم كله، فقد خسرنا في سبيل ذلك أكثر من 16 شهيدًا على طريق الحرية، ولم نكن لنتوقف ونترك من بدؤوه".

ويكشف أبا زيد عن مراحل قاسية مرت بها الشبكة خلال مسيرتها، إذ اعتمدت في بداية الأمر على الدعم الذاتي من المؤسسين، ومع تطور الأحداث وانتشارها في كامل الأراضي السورية "باتت الحاجة للدعم المالي ضرورة ملحة، فعملنا في بداية الأمر على إيصال أجهزة الاتصال الفضائي والإنترنت على كامل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتلك التي في مناطقه أيضاً".

ويتابع: "خلال تلك الفترة، نشأت شبكات كان همها المنافسة للحصول على الدعم والاستحواذ عليه، حتى أصبح بعض الدعم يأتي بشروط، وتمت محاربتنا من بعض الجهات، إذ كنا نرفض أي دعم مشروط أو من جهات مشبوهة، وهو ما أدى في مرحلة ما للتراجع كثيرًا"، مشيراً إلى أن الشبكة "لم تعد تستطيع آنذاك دفع رواتب المراسلين أو تغطية الالتزامات المالية العديدة".

ويلفت أبا زيد إلى أن "خيار إغلاق شبكة شام لم يكن مطروحاً على الإطلاق، ولذلك فإن الحل الوحيد كان في مواصلة التغطية بالإمكانيات الموجودة لدينا. تلك كانت المرحلة الأصعب وكنا مهددين خلالها بالتوقف".

ويختم أحمد أبا زيد بالقول: "نحن مستمرون في تغطية الثورة السورية ما دام هناك سوري يطالب بإسقاط الأسد ونظامه ويدعو للحرية والديمقراطية والعدالة".

شبكة شام الإخبارية.. بقلمها

وفي ذكرى انطلاقتها العاشرة، أمس السبت، كتبت "شام" الإخبارية على موقعها واصفة الشبكة بأنها:

"مؤسسة سورية غير ربحية أسست في الـ 22 من شباط 2011 من قبل مجموعة من الناشطين السوريين، وبدأت النشر في الـ27 من الشهر نفسه، وكانت في مراحلها الأولى تتمثل بشبكة شام الإخبارية التي كانت تقوم بنقل أخبار الثورة السورية للعالم ضمن الحصار الإعلامي والإغلاق الكامل لسوريا في وجه وسائل الإعلام.

وتهدف الشبكة إلى إيصال أخبار الثورة السورية للعالم في مختلف جوانبها الميدانية والعسكرية والاجتماعية، وتغطية الحراك الثوري السوري، وإيصال معاناته وتضحياته للعالم، والمساهمة في دعم الثورة إعلاميا، ونقل الأخبار بمهنية وسرعة وموضوعية.

ومع تطور الثورة السورية تطورت شبكة شام معها ونمت بنموها، فقد بدأت بفريق تطوعي لا يتجاوز عدده أصابع اليد، وبدأت بالتوسع في عملها الإعلامي حتى وصلت إلى مؤسسة إعلامية متكاملة ومرخصة أفرزت عدة مؤسسات ومشاريع من وحي الثورة السورية، منها شبكة شام الإخبارية، وجريدة شام الأسبوعية، ومركز شام للبحوث والدراسات وإذاعة شام".