icon
التغطية الحية

في ذكراها السابعة.. شهادات ناجين من مجزرة الشعيطات يروون تفاصيلها

2021.08.15 | 19:06 دمشق

twytr.jpg
تلفزيون سوريا - مدين عليان
+A
حجم الخط
-A

في منتصف أغسطس/ آب 2014 ارتكب تنظيم "داعش" واحدة من أشد المجازر دموية في سوريا، بحق أبناء عشيرة الشعيطات، وهي جزء من قبيلة العقيدات التي يقدر عدد أفرادها بنحو 200 ألف، حيث داهم عناصر التنظيم المنازل وقتل الأطفال والنساء وكبار السن دون تفرقة أو رادع تحت ذريعة "نقض البيعة"، بعد رفض أبناء العشيرة ظلم التنظيم لهم.

ويحيي اليوم أبناء عشيرة الشعيطات الذكرى السنوية السادسة في بلدة أبو حمام للمجزرة المروعة بحق أفراد عشيرتهم، التي اصطدم أبناؤها مع التنظيم بعد عام 2014 مع بدء توسع التنظيم بريف دير الزور الشرقي، وسيطرته على أجزاء واسعة من الريف، وقع صدام بين التنظيم وقبيلة الشعيطات ليتوصل الطرفان لتسوية، اتخذها التنظيم ذريعة لاحقا للبطش بأبناء العشيرة، حيث قضت التسوية حينها أن يسمح أبناء العشيرة لعناصر التنظيم بالمرور من مناطقهم دون يتعرض التنظيم بالأذى لأفرادها. لتبدأ سلسلة من التجاوزات من قبل عناصر التنظيم بحق العشيرة، حيث تطورت الأحداث بشكل متسارع وأقدم عناصر التنظيم على قتل أحد أبناء العشيرة ذبحا، ما أشعل الصراع حينها بين أفراد العشيرة وعناصر التنظيم.

وتمكن أفراد العشيرة من طرد عناصر التنظيم من بلداتهم، بشكل كامل، قبل أن يستقدم التنظيم تعزيزات له ويبدأ بحملة قصف على القرى التي يسكنها أفراد العشيرة، ويلاحق النازحين منها، ويرتكب المجزرة المروعة بحق أفرادها.

يروي خضر أبو علي وهو ناج من المجزرة، تفاصيل حول ممارسات عناصر التنظيم حينها، ويوضح لموقع تلفزيون سوريا أنه مع التوتر بين التنظيم وأفراد عشيرة الشعيطات، غادر قرية أبو حمام نازحا مع بعض أقاربه، وكانت البلدة التي لجأ لها تخضع لسيطرة عناصر التنظيم حينها، فداهم عناصر التنظيم أحد المنازل التي يقيم فيها مع اثنين من أقاربه، وخلال المداهمة تمكن من الفرار، لكن فوجئ بعدها بذبح أقاربه من قبل عناصر التنظيم.

يقول أبو علي " كان  الوضع مأساويا بكل معنى الكلمة، ضاقت الأرض بنا بما رحبت، السكين كانت تلاحق أفراد عشيرة الشعيطات أينما توجهوا، نمنا في العراء وعلى ضفاف نهر الفرات، أمضينا أياما وأياما في العراء مشردين لا نعلم ما الذي سيحدث لنا، لم يكن لنا قوة على الوقف بوجه وحشية التنظيم، وكانت النجاة بأرواحنا وأرواح أطفالنا ونسائنا هي الهم الوحيد".

ووفقا تقرير صدر عن جمعية شهداء الشعيطات، فإن عمليات ملاحقة وقتل أبناء عشيرة الشعيطات استمرت لنحو 6 أشهر، حيث إنها لم تفرق في إجرامها بين الشيوخ والشباب والنساء والأطفال حتى أصحاب الاحتياجات الخاصة لم يشفع لهم عجزهم ومرضهم من ذلك، بالإضافة الى حالات الإجهاض التي تعرضت لها النسوة بسبب الخوف الشديد ومناظر الذبح والقتل، وفي حالة موثقة قام التنظيم بإحضار الأب مع أولاده وأحفاده وقتلوا خمسة منهم 5 أمام أعين أبيهم. وتعرضت بعد ذلك قرى الشعيطات إلى حملة ممنهجة مدروسة سرقة وسلب أموالهم وبيوتهم، حيث قام تجار بالاتفاق مع أمراء حرب تنظيم داعش بالتجارة والبيع والشراء وحتى أسلاك الكهرباء في الجدران تم سحبها.

يوضح علي العلي وهو عضو رئاسة جمعية شهداء الشعيطات، لموقع تلفزيون سوريا، أن عدد القتلى الموثقين لدى الجمعية هو 900 شخص، بينما يقدم عدد قتلى المجزرة الفعلي بما يزيد على 1200 شخص، كما يوجد حوالي 300 مفقود لا يعرف عنهم شيء. حيث تعمل الجمعية على مساعدة الناجين من المجزرة بعد تخلي المنظمات والجهات الدولية عنهم وتجاهل الإدارة الذاتية لهم، كون قرى الكشكية وأبو حمام وغرانيج التي يعيش فيها أبناء العشيرة تقع في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.

ويتخوف أبناء العشيرة من العمليات الانتقامية لخلايا تنظيم داعش التي بات نشاطها ملحوظا في ريف دير الزور الشرقي مؤخرا، كون التنظيم قد يلجأ لارتكاب مجازر جديدة بحق أبناء العشيرة، على الرغم من إنهاء وجوده رسميا في سوريا بعد معركة الباغوز آخر معاقله في مارس آذار 2019.