icon
التغطية الحية

في بريطانيا..اللاجئون السوريون لا يعتمدون على المعونة الاجتماعية

2018.04.13 | 18:04 دمشق

الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في بريطانيا يعملون أو بصدد إنهاء دراستهم(إنترنت)
إندبندنت-ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية دراسة صدرت عن جامعة غلاسكو تفيد بأن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المملكة المتحدة يملكون عملاً أو بصدد إنهاء دراستهم.

وتنفي هذه المعلومات الادعاءات التي تقول إنهم لا يرغبون في العمل، بانتظار المعونة الاجتماعية التي تقدمها لهم الحكومة البريطانية.

وقالت الدراسة إن هناك 7300 لاجئ سوري وصلوا إلى بريطانيا منذ 2015، وإنَّ ثلثي هؤلاء اللاجئين تتراوح أعمارهم بين 18 و32 سنة، وهم إما يملكون وظيفة ثابتة أو يدرسون في إحدى الكليات أو الجامعات.

وأكدت أن واحداً من بين أربعة شباب سوريين تقريبا لديه وظيفة في بريطانيا أي بنسبة 27 في المئة، بينما لا يزال أكثر من ثلثهم في مرحلة الدراسة، بنسبة تصل إلى 36 في المئة.

في حين أنَّ واحداً من بين خمسة لاجئين يعتبر عاطلاً عن العمل وبصدد البحث عن وظيفة بنسبة تصل إلى 19 في المئة.

ويرى 55 في المئة من السوريين اللاجئين في بريطانيا أن العائق الرئيسي أمامهم في سوق العمل هو اللغة.

 

متعلمون ويملكون عملاً

ومن بين 484 لاجئاً سورياً خضعوا لاستطلاع الرأي، اتضح أن أكثر من ثلثهم كانوا يملكون وظيفة في سوريا قبل مغادرتهم البلاد، في حين كان 41 في المئة منهم يدرسون، ولكنهم لم يتمكنوا من إتمام تعليمهم بسبب الصراع.

وتنقل صحيفة إندبندنت قصة علاء وهو شاب سوري يبلغ من العمر 22 عاماً، تمكن من اللجوء إلى بريطانيا في شهر نيسان من السنة الماضية، من خلال برنامج تنفيذ إعادة توطين السوريين وذلك برفقة والديه وشقيقته وزوجها.

والآن وبعد مرور سنة على وصوله بات علاء يعمل على إحدى الآلات في أحد المصانع في  مدينة هيرفورد.

حاليا يعيش علاء مع والديه في المنزل ذاته إلا أنه ومؤخرا بدأ يبحث عن سكن خاص به، لأنه سيتزوج السنة المقبلة.

ويقول "كنت أرغب في تعلم اللغة الإنجليزية، ولكن بعد الانتظار لمدة ثلاثة أشهر، قررت أن أفعل أمراً ما، لأنَّ طموحي لا حدود له. لا يزال أمامي الكثير لأقوم به في حياتي، أرغب في أن أكمل دراستي وأريد أن أعمل. لذلك، بدأت في العمل على الفور".

وتابع"أنا هنا منذ سنة كاملة، وبدأت العمل منذ سبعة أشهر. لدي طموحات كبيرة، وأنا أعمل وأدفع الضرائب مثل أي شخص آخر".

واستطرد "إنني فخور بما أنجزته حتى الآن، يجب أن نجد الطريقة الأنسب حتى نعيد بناء حياتنا من جديد في هذه البلاد. ينبغي أن نندمج في المجتمع، ولا بد أن نختلط مع الأفراد هنا ونتفاعل معهم. في الحقيقة، هذا كل ما نحتاج إلى نفعله، فمن خلال هذه الطريقة سنطوّر  أنفسنا وحياتنا".

وشددت جامعة غلاسكو في دراستها على أن مثل هذه الشهادات تكذّب كل ما يروج له البعض بشأن الشباب السوري من أنه سيكون عالة على المجتمع، وأنه سينتظر المساعدات الاجتماعية التي ستقدمها له بريطانيا.

 

البحث عن عمل

من جهته، قال الدكتور ديميتريس سكليباريس، أحد المشاركين في هذه الدراسة، "لقد تمكنا خلال بحثنا من دحض أي خرافة تفيد بأن الشباب السوري لا يرغب في الانخراط في سوق العمل، وينتظر الدعم الاجتماعي من الدولة".

وأكد سكليباريس "أنه على الرغم من عائق اللغة وعدم إتمام التعليم بسبب الحرب والصدمة الحضارية، إلا أنه يوجد واحد فقط من بين خمسة سوريين لم يجد وظيفة حتى الآن، ولكنه مازال يبحث، أما الباقون فمنهم من يكمل دراسته ومنهم من يعمل ومنهم من يعتني بأبنائه".

وأضاف أن "أغلب الشباب السوري الذي هاجر إلى المملكة المتحدة هم من أصحاب التعليم العالي، ويتمتعون بمهارات خاصة، ولديهم طموحات كبيرة، فهم يرغبون في الاستقرار داخل المملكة المتحدة. فضلا عن ذلك، إنهم سعيدون بالدعم الذي تقدمه لهم الدولة وبالترحيب الذي يلقونه منذ وصولهم".

تعليقا على نتائج هذه الدراسة، قال المختص في إعادة التوطين بمؤسسة "ريفيوجي أكشن"، جيريمي بيرنهاوت، لصحيفة إندبندنت، إن "اللاجئين مصرّون على الاندماج في مجتمعهم الجديد من خلال العمل، والتطوع، والتفاعل الاجتماعي مع المحيطين بهم". وأوضح بيرنهاوت أنه "من الممكن أن تثري مهاراتهم وخبراتهم ثقافتنا بصورة كبيرة، ما من شأنه أن يدفع بالاقتصاد إلى الأمام. فمن الرائع أن نجد سوريين، حلوا بهذا البلد من خلال برنامج تنفيذ إعادة توطين السوريين، ينخرطون في سوق الشغل أو يكملون دراستهم".

 

تعلم اللغة عائق أمام الاندماج

وأضاف أنه "في الوقت ذاته أظهر البحث أن اللغة تمثل عائقا كبيرا أمام عملية الاندماج في المجتمع. وحسب بحث أجريناه، من الممكن أن ينتظر اللاجئ ثلاث سنوات حتى يبدأ في تعلم اللغة الإنجليزية، ويرجع ذلك إلى قوائم الانتظار الطويلة، فضلا عن عدم توفر الأماكن التي تقدم خدمات تعلم اللغة". وأكد بيرنهاوت أن "كل ذلك يجب أن يتغير. ومن جانبنا، نحن ندعو الحكومة إلى الاستثمار في مجال تعلم اللغة الإنجليزية، حتى يتمكن جميع اللاجئين في المملكة المتحدة من التحدث بلغتنا، ويستطيعوا تحقيق أحلامهم".

في شهر تشرين الثاني الماضي، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرا إيجابيا عن النموذج البريطاني في إعادة التوطين، سلطت من خلاله الضوء على التحسينات التي تشمل عدة مجالات من تعليم اللغة الإنجليزية، والدعم الإضافي المقدم لتسكين اللاجئين، ومساعدتهم في العثور على وظيفة.

و اتضح أن العمل في هذه المجالات ماازال محدوداً للغاية، وأبرز التقرير أنَّ هناك حاجة ماسة لتقديم دعم إضافي للاجئين فيما يتعلق بمجال العمل، كما اقترح التقرير أنه يجب على الحكومة المركزية أن تعمل على توفير السكن الملائم لهم، وتحاول لم شمل الأسرة بصورة أكثر تكاملا.

في شهر شباط الماضي، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود، أن 10538 سورياً حصلوا على حق اللجوء لبريطانيا وفق برنامج إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر.

ويعتبر هذا العدد أكثر من نصف ما وعدت به المملكة المتحدة، حيث أعلنت الحكومة البريطانية أنها على استعداد لاستقبال 20 ألف لاجئ سوري بحلول سنة 2020.

وعلى الرغم من هذه الأرقام الضخمة، إلا أن المملكة المتحدة مازالت تتخلف عن الدول الأوروبية الأخرى فيما يتعلق بعدد اللاجئين السوريين الذين ستقوم بتوطينهم.