icon
التغطية الحية

في الكواليس تعاون أميركي – روسي لتسوية الأزمة السورية

2018.09.21 | 19:09 دمشق

موسكو - طه عبد الواحد - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يبدو أن التعاون الأميركي –الروسي حول الأزمة السورية، انتقل إلى مستوى جديد، يتجاوز مجرد الاتصالات بين العسكريين من البلدين، في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتنسيق لتفادي أي صدام بين القوات الأميركية والروسية خلال تنفيذها عمليات عسكرية على الأراضي وفي الأجواء السورية. إذ تشير تصريحات أميركية وروسية إلى توسع ذلك التعاون ليشمل ملفات إنسانية وسياسية، بغية اختبار إمكانية العمل معاً في سوريا، وصولا إلى إنجاز الحل السياسي للأزمة هناك.

وفي الوقت الذي أثارت فيه الحشود العسكرية الأميركية في المتوسط قلق الكرملين، ودفعت المحللين والسياسيين الروس إلى التحذير من مواجهة أميركية - روسية على خلفية التباين في المواقف حول الوضع في سوريا، كشف جون هاتسمان، السفير الأميركي في موسكو عن "عمل" روسي -أميركي "في الكواليس" حول الأزمة السورية. وفي تصريحات له اليوم (21 أيلول) على هامش منتدى "غرفة الاستثمارات الأميركية" في روسيا، قال هاتمسان: "بالطبع هناك تعاون (مع روسيا) حول الأزمة السورية. نقوم (مع روسيا) بعمل يجري في الكواليس، كي نتأكد بأننا قادرون على وضع حد للعنف، وأن نمضي قدماً في نهاية المطاف فيما يخص التسوية والحكم في دمشق". ولم يكشف الدبلوماسي الأميركي بدقة عن الملفات التي يعمل عليها الجانبان حالياً، إلا أنه ربط تطوير ذلك التعاون بالنتائج، وقال: "التقدم (في التعاون) حول سوريا سيُقاس بمدى قدرتنا معاً على حل المسائل بفعالية".

على الجانب الآخر يمكن القول، بناء على تصريحات المسؤولين الروس، إن التعاون لحل الخلافات بين موسكو وواشنطن بسبب الوضع في منطقة التنف، على الحدود السورية مع الأردن والعراق، قد يكون ثمرة أولى للعمل الأميركي-الروسي "في الكواليس". وقال نيكولاي بورتسيف، ممثل وزارة الخارجية الروسية، خلال اجتماع أمس (20 أيلول الجاري) مع مسؤولين من نظام الأسد، تناول "إعادة اللاجئين السوريين"، إن "الأميركيين يقترحون تسوية أزمة معسكر الركبان، عبر إجلاء اللاجئين نحو المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية"، وأشار إلى أنه "لم يتم بعد بحث تفاصيل العملية، وما زال العمل مستمر مع الأميركين بشكل مكثف لحل هذه المشكلة".

وعلى الرغم من أن التعاون الأميركي – الروسي في مسألة مصير معسكر الركبان، قد لا تبدو مسألة ذات أهمية بالنظر إلى الملفات الأخرى الأكثر تعقيداً في سياق الأزمة السورية، فإن أهمية هذه الخطوة، وفق ما قال دبلوماسي غربي لموقع "تلفزيون سوريا"، تنبع من تأثيرها على طبيعة وحجم الخلافات بين الجانبين الروسي والأميركي في سوريا، بما في ذلك الموقف الروسي من الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السورية، ومستقبل دور الولايات المتحدة في التسوية السورية.

 وكانت روسيا عبرت مرارا عن قلقها إزاء الوجود الأميركي في منطقة التنف، وتؤكد دوما أنه "وجود غير شرعي، دون إذن من السلطات السورية أو تفويض من مجلس الأمن الدولي". وفي وقت سابق اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القوات الأميركية في تلك المنطقة بتدريب "الإرهابيين"، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الأميركيين لا يسمحون بإيصال المساعدات الإنسانية للاجئين في مخيم الركبان. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، في تصريحات نهاية شهر آب الماضي، إن مجموعات من إرهابيي "داعش" و "جبهة النصرة" يختبئون بين اللاجئين في معسكر الركبان، ويتخذون منهم دروعا بشرية، واتهمت الولايات المتحدة بالتواطؤ مع تلك المجموعات، وقالت إن "هذا كله يجري على مرأى العسكريين الأميركيين"، الأمر الذي نفته الولايات المتحدة جملة وتفصيلاً.