icon
التغطية الحية

في الذكرى الـ 60 لحريق سينما عامودا.. حين بكت "شهرزاد" الأطفال

2020.11.13 | 13:36 دمشق

46387800_730459643973705_2733908638530797568_n.jpg
صورة لصالة السينما بعد أيام من الحريق (فيس بوك)
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ستون عاماً بالتمام والكمال تمضي على حادثة حريق سينما "شهرزاد" في مدينة عامودا بريف الحسكة الشمالي، تلك الفجيعة التي يستحيل أن تمحى ليس من ذاكرة أهلها وحسب، بل من ذاكرة أبناء شمال شرقي سوريا.

أكثر من 280 طفلاً تقلّ أعمارهم عن الـ 12 عاماً، ومن كل مكونات المنطقة، عرباً وكرداً وسرياناً وآشوريين، مسلمين ومسيحيين، قضوا نحبهم في الحريق الذي اندلع داخل السينما في مساء يوم الأحد، في الـ 13 من تشرين الثاني 1960.

 

46346690_730459230640413_6440377149105897472_n.jpg
أسماء بعض الأطفال الذين قضوا في الحريق (إنترنت)

 

هزَّ بلدة عامودا وكامل محافظة الحسكة خبر فجيعة إحراق سينما عامودا، وتحولت "شهرزاد" من راوية لحَكايا الصغار قبل نومهم إلى محرقة حوّلت أجساد الأطفال الغضّة إلى رماد، وتحوّلت ابتسامات الأمهات الصباحية وهنّ يخبزن على التنّور إلى نحيب وصراخ شمل كل بيت، إذ نادراً أن تجد أسرة فيها لم تفقد طفلاً أو طفلين حين كانت عامودا بلدة صغيرة في ذلك الزمان.

تفاصيل هولوكوست عامودا

بدأت تفاصيل المحرقة أو ما باتت تعرف بـ "مجزرة السينما"، مع دعوة وجهها مدير ناحية مدينة عامودا حينها، لحضور فيلم بعنوان "شبح منتصف الليل"، وهو فيلم غير مخصص لأطفال في ذلك العمر، وحضر آنذاك نحو 500 طفل داخل سينما لم تكن لتتسع أكثر من 200 منهم.

الغاية من العرض السينمائي كان لدعم "الثورة الجزائرية" من خلال التبرع بقيمة التذاكر، وكان مدير ناحية عامودا "مصطفى شعبان" قد أجرى زيارات لبعض المدارس وأفهم إدارتها ومعلميها بضرورة تشجيع الطلاب لشراء البطاقات وتشويقهم لمشاهدة أحداث الفيلم المذكور.

بعض المصادر ذكرت أن مدير الناحية جعل الحضور إجباريا بعد أن اتفق مع صاحب السينما على عرض حفلتين، ورغم ذلك لم يشاهد الكثير من الطلاب الفيلم، ما دفع مدير الناحية لعرض حفلة ثالثة حشد فيها عدداً كبيراً من الأطفال وصل عددهم إلى نحو 500 طفل.

عند الساعة الثامنة والنصف من ذلك المساء، اندلعت النيران بفعل شرارة من آلة العرض القديمة لتبلغ سقف الصالة، وبفترة وجيزة امتد اللهيب إلى الباب ليحول دون التمكّن من دخول الصالة والخروج منها.

وبفعل الخوف والذعر الذي عمّ القاعة، تدافع الأطفال نحو البوابة فتسبب تزاحمهم بإغلاقها، وبعضهم قفز عبر النافذة، إلا أن بئراً عميقاً كانت تنتظر الأطفال تحت تلك النافذة ما ضاعف الكارثة بموت عدد منهم بالغرق بدل الحرق.

أهالي البلدة الذين هرعوا لمكان صراخ أطفالهم محاولين إنقاذهم، فكان الحريق سبباً بمقتل وإصابة بعضهم أيضاً.

 

46470028_730459787307024_1014077877785722880_n.jpg
أحد الناجين من الأطفال، وآثار الحروق ما تزال على جسده (فيس بوك)

 

اليوم، ما يزال بعض أولئك الأطفال على قيد الحياة يستذكرون الفاجعة، وآثار الحرق ما تزال بادية على أجسادهم ووجوههم، يزورون كل عام النصب التذكاري الذي شُيّد في مكان الحادثة، التي وقعت خلال حكم جمال عبد الناصر في فترة الجمهورية العربية المتحدة، وقُيّدت "ضد مجهول".