icon
التغطية الحية

فيلم يروي قصة اختطاف صحفي دنماركي على يد تنظيم الدولة في سوريا

2021.01.13 | 16:57 دمشق

3743.jpg
غارديان- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

خلال العقدين الماضيين، أثبتت السينما الدنماركية موهبتها الشديدة في الدراما العاطفية الدقيقة وحبك الأحداث بطريقة ذكية، لاسيما عبر صناعة الأفلام الوثائقية، وذلك مع قيام كثير من النزاعات خارج تلك البلاد. فهذا الفيلم الروائي المستلهم من قصة حقيقية والذي أخرجه المتميز نيلز آردن أوبليف (الذي أخرج الفيلم الأصلي: الفتاة صاحبة وشم التنين) قد جمع ببراعة هذين الميزتين ليسرد لنا قصة دانييل راي، ذلك المصور الدنماركي الشاب الذي أسره تنظيم الدولة في سوريا في عام 2013.

وقد تم تصوير هذا الفيلم بكاميرا محمولة ومهتزة، والتي تحمل توقيع سنوات من حركة دوغما 95، ولهذا تبدو أشبه بحالة استرجاعية متكلفة، حيث يمكننا تعقب الحبكة بصورة منهجية من خلال قصة دانييل، لنتمسك بشدة بالوجه المعبر للفنان إسبين سميد الذي ارتقى لمستوى التحديات الجسدية لهذا الدور. إذ بالنسبة للمبتدئين، كان عليه أن يمر بما مر به راي ولكن بشكل مقنع، بعدما دخل بمنافسة مع فريق الجمباز الدنماركي عندما كان يافعاً، على الرغم من أنه من المفروض أن يقوم رجل متمرس بأداء معظم الحركات البهلوانية التي نشاهدها في هذا الفيلم.

وبعد إصابة ألمت براي وحطمت مستقبله في مجال الرياضة، يحدث تغير في حياة هذا الشاب خلال الفيلم، فيحمله ليصبح مصوراً صحفياً ثم يسافر إلى سوريا ليقع بأيدي داعش التي لم تكن معروفة على نطاق واسع في ذلك الحين. وهكذا طلبت تلك الجماعة فدية بملايين الدولارات، غير أن الحكومة الدنماركية ظلت ملتزمة بسياستها التي تقضي بعدم التفاوض مع الإرهابيين.

تنتقل أحداث هذا الفيلم بسلاسة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وبين أفراد أسرة راي في بلده، وهم يكتبون مخططاتهم حتى يقوموا بجمع المال دون السماح بوصول القصة إلى الصحافة، وبين راي نفسه وهو في سوريا. كما أن المخرج أوبليف لم يتورع عن تصوير التعذيب والمعاناة التي عاشها راي وزملاؤه في السجناء الذين كان بينهم جيمس فولي، ذلك الصحفي الأميركي الذي تحولت محنته إلى قصة سمع بها العالم بأسره.

 

 

يمكن لأي أحد تتبع الأخبار في ذلك الحين أن يدرك حجم المآسي التي تقف خلفها، إلا أن الفكرة هنا لا تدور حول ما حدث، بل لماذا حدث كل هذا. إذ ثمة تعاطف مع كل من عانوا بسبب هذا النزاع، حتى لو ظهر ذلك بطريقة غريبة بالنسبة لجون (أمير المصري) ذلك السجان الداعشي الذي يتحدث بلهجة بريطانية والذي حول حياة راي إلى جحيم، إلا أن اللقطات القريبة تكشف مدى معاناته بسبب آلام نفسية تأصلت داخله.

يمثل هذا الفيلم فيلماً آخر يدور حول أوروبي أبيض دخل معترك الحرب التي تدور رحاها في الشرق الأوسط والتي بالكاد يستوعب الأوروبيون ما يحدث فيها، لكن هذه القصة رويت بشكل رائع، وأيضاً وفقاً لشروط الأوروبيين في هذا السياق.

المصدر: غارديان